فردوس الفجر وينبوعه الذي يتسلق شجرة سهاد العاشق
قبركِ المستريح في سطوع العصمة. عسل البساتين وأفياء العقيق المنحنية على نيران السنوات التي قوستها العصور. قبركِ مرآة الكينونة. بذور الشمس وجسر الأبدية. قبركِ اللحظة المدوخة التي تنسابُ على ظهيرة الشواطئ ومتاهاتها المتعددة بين الصيرورة الناعسة للطبيعة. قرابيننا المترنحة التي يصقلها النوم في صلواتنا المتمددة اليكِ. أشجار كستناء تشحذُ ثمارها لإرساء العدالة بين فردوس الفجر وينبوعه الذي يتسلق شجرة سهاد العاشق. قبركِ، انخيدوانا، النهر الذي يغزلُ أسراره ويرفع القنديل.
هل تسيل قطرات غيابكِ في الزمان أم تذوبُ في الديمومة؟
هل يمحو ضوء عشقكِ في انعطافاته المزدوجة، النجوم وغبطة النسيم؟
انغلقت الهاوية عليّ وتشابهت النساء. تشابهت الأمطار فوق كتفي وترنحت قيثارات السنبلة والحديقة.
صاعقتكِ المنعكسة، انخيدوانا، وسط أزهار الصمت، هي العصارات المذهبة التي ترطب جذور حياتنا اسكبي نوركِ الوسنان عليّ. يتآزرُ فيّ الصمت والاهتزازات.
29 / 10 / 2005 مالمو
فجرالزمان الممتد بين الوجود والماهية
نموتُ في كل آنٍ بعيداً عن شواطئ رغباتنا وسطَ رياح الادراكات التي تتعثر بين الكلمة والفكرة. طائر السنونو الذي يحركُ عشه بين السروات المرفرفة في ليل الصيف الطنّان، هو قلق الانسان الأزلي في انبثاقاته المتعرجة صوب السقوط في الهاوية. هل المادة هي الوردة العميقة للوجود أم ستار الطاقة؟ هل تتماهى ادراكاتنا مع موضوعاتها؟ هل الحديقة والجبال والأنهار والتراب هي احساساتنا؟ نيران ارادتنا ترسخ نفسها بقوة في ظلمة العالم، لكن فجر الزمان الممتد بين الوجود والماهية، والاضافات المتعددة للفراغ، تطيحُ بالعظمة الانسانية وهي تتزلزلُ وتتقدم صوب الهاوية التي نسميها الإيمان. الأشجار المحملة بالأثداء الكبيرة في طيرانها المترنح وهي تنفساتنا، تخفقُ في الهبوط فوق وميض المطلق. الطبيعة والتاريخ تجليات لروح الانسان الكبيرة التي تضيء في رفرفتها الإلهية ظلمة العالم.
3 / 11 / 2005 مالمو
* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]
التعليقات