لتنطق الحمى
صارخة.......
وحيثما تكون الأنثى
ترتفع مناسيب القلق


في ليلتي هذه...
حمى الحروف ارتفعت بي حتى أسباب ٍ تطرق باب الرب في سمائه السابعة
وعللها المزمنة ، حفرت أساساتها في مدائن هزيمتي، وبنيت فوق ارضي عقارها
لن أتكلم......
كما أ ُمِرتُ ، لابتلع اعتلالي
إكراما لرميم كرامة ترقد في فراش نـُجـــِّدَ من جسد قنفذ مُهدد سيكون النطق لأصابعي ،
اللغة البكماء هي اسلم الحلول لتناسيك ، اعتقدت ذلك بسذاجة
أليسَ اسمك من حروف !
والحرف كتلتي
كيف لي اختزالك؟
وبك أولها ، وأخيرها الذي فصل المطر عن الرياح
كل الوجوه بها ملامح
ولكن ملامحك هي التي تطغي على بصري بضبابية متوحشة
ملامح من ربّى في قلبه مخلبا ليغرسه متى شاء وبأي ارض يشتهيها
اخلع بصري؟
حينها ستتوقد بصيرتي وتسخن ذاكرة مدني التي احتلتها قواتك أيها القائد
لتتركها عامرة بالخراب
بعد أن أشعلت أنهارها وباركت نيرانك نجومها
ما الذي جاء بك لي؟
انطق بالحق وأنت الذي لا يهاب
أنت الساخر من المحبة المشاعة
أنت الذي يدفع ثمنا عاليا لمن يكرهه
لأنه يعرف ما تكلفه الكراهية وهي تأكل أولادها
أكنت ضجرا يبحث عن تفاهة ٍ ليتسلى بها؟
كما اعتدت أن تقضم تفاحة طازجة
اجزمُ قاطعة أن نبل خلقك لا يذعن لذلك !
ألتقاتل السأم الذي انتميت إلى جمهوريته مختارا !
ليتحقق لك النصر الذي حلمت بذروته وأنت تدوس بعجلات مركبتك العسكرية
يوم كان مقودها رهن أمرك في المدينة القديمة
قبل أن تهجرها وتحط رحالك في بلاد قصدها جلجامش قبلك
أم هي العزلة التي دفعتك صوبي لتشهد بي التمزق !
أيها الحارس الليلي الذي فرَّ من مهمته التي عرضها طوعا
فرَّ ومن قبل أن تنتهي ليلته
تاركا فنجان قهوته التي نافست الحنظل وقطعة الحلوى
طاعنا ناموس قسمه الأعظم الذي ردده طواعية
وقبل مرور أربع وعشرين ساعة من تلاوته وإياه
القسم الذي رأيت حروفه ترتعش أمامي من جلاله
سمعت صمته وهو يؤذن لوقت صلاة الإلحاد في صومعة اوروكية
من فم يرفض الانتماء لخرافة الله رغم وعيد الرب بعاقبة وخيمة للفارين من سلطته
أيها اللا منتمي الرائع
لو تدري أية هالة مقدسة شكلتها لك عندي قبل أن أسمعك متفردا بي
وأي صفعة يلازمني دوارها حتى اللحظة
حيث سيدة هي الكون لديك
وسيدة أحست إنها غانية الحانة ،
ما كنتَ ساعتها !
منتشيا،
غائبا،
شاردا في أقصوصة جندي قال لك: إنها لا تمانع
فصرت تبوح السر الذي رددته على من جمعتْهن نون النسوة و طاء الطيبة وغين الغباء
كنتَ تبوح............................
وأنا اردد المثل المؤمل : الليلُ طويلٌ وأنت مقمر ،
الليلُ طويلٌ وأنت مقمر
الجدب أنا وأنت مثمر ،
الظمأ أنا وأنت كوثر،
الليـــــــــــــــلُ طويــــــــــــــــــــــلٌ وأنت مقمر
نسيتُ انك أخفيت القمر في صناديق تتنفس بأوراق مجد البارون
أخفيته لتبدو كل الليالي محاقية مديجرة معتمة
يا مجد البارون الذي انتفض على أرستقراطيته المكتسبة في سنوات الحرب
حيث الحصيلة رصاصة غيرت خارطة الجسد
البارون الذي اختار بيتا بعيدا معرضا عن الضوضاء والأضواء
معتكفا في وطن لا يخجل أن يتباهى بمجد أجداده القراصنة
أمام من ولدوا في ارض الأبجديات ليعاصروا زمن أمية الذمم والمـُثل البائسة
البارون الذي عاب على احد جنوده تلصصه وعفونته
عفونته التي تجلت في اغتيال من تعاني نقص فيتامين العاطفة
كما يعاني ذاك من وباء سوء الضمير
سوء الضميرالذي استشرى به أكثر من استشراء سوء التغذية في جسد طفل أفريقي
ولا من مضاد حيوي ينفع لدرء هذا المرض إذ الغلال لا تُشبع
هل انتبهت َ للغتي التي أردت ُ تحطيم أصفادها كما تفعل أنت؟
حيث جموع التكسير والتهشيم
والرمي في سلال نفايات اللغة
لكل مفردة لا تقبل الانصهار في بوتقة الرفض
اعرف أن البون واسع بيننا
أيها المتربع على عرش فكرة الفناء في الحب
متناسيا إن المادة لا تفنى وأنا انتمي لمعدن القصيدة
على يقين أقول : إن لغة الشعر بتصورك لا تأخذ حيزا من الفراغ
إلاّ ايزيدور دوكاس ذاك المتفرد باستحواذك
فهو نبيك الذي أتلمس حزنك على فقدان أناشيده
وأشياء أخرى ضاعت وعادت على يد تلميذ أتقن فن الخيانة
الفن الذي صار أكثر الفنون رواجا في هذا الزمن المتقيح
وانا زاولته بطريقتي ربما
ستعود لك أناشيد مالدورور ولو بغلاف آخر
لا يهم فالمحتوى واحد ، ومن دون خسارة تستحق الوجع
وها أنا اخسرُ أنشودة الفضيلة التي قامرتُ ضدي سنينا كي اخسرها بلا عودة
لأصنع (هلوكوسا) لقصائد ولدت كسيحة.
ايها البارون الطيب القلب....
لم يبق شيء يستحق لكرة عيني أن تتلذذ بألوانه
فقد أحزنتني المرحلة بشراستها
وأقنعتـَني أنت بأن احسب صاحبك محرقة للقصائد
فما أحسبك أنت؟
وقد خلت المحرقة إلا منك وموت توحدنا في نيل غايته ولم نفلح
أوَ تشعر بطوفان وجعي وأنا اركبه متفردة
منتظرة لحظة الغرق الأخيرة في اوقيانوس الذنب
اللحظة التي ستكون شاهدها الأوحد هذه المرة
هل ستشهد؟
أم انك تقيأت حروفي قبل الوقت؟
استعدادا لقيء قادم تؤدي يمين مرحلته المؤجلة.


أكتوبر 2005