إلى خالد النجار

كُلُّ هذا،
سيكونُ، ظهيرةً أو مساءً ما، خلف
ظهْرِكَ.
وما إن تُقلعُ الطائرةْ
وما إن يفكّ الركّابُ أحزمتهم
حتى تكون أنتَ قد شرعتَ تتهيّأُ
لاستقبال حياةٍ أُخرى،
في غُرفٍ وشوارعَ تعرفكَ
وتعرفها_ حتى لو عدوتَ فيها
مُغمض العينين.

في الصيف الكبير، كخَلاءٍ قاس
في الصيف..
حيثُ نَأْمَتُهُم تتجشّأُ
كَمْأَةً
حيثُ، كالمقصّاتِ، دبيبُهم
على الأجفان..
hellip;hellip;..
كُلُّ هذا، لسوفَ يغورُ في السويداء
ولسوف يطفو
بقوة ما فيكَ منهم
ظهيرةً، عتمةً، أصبوحاتٍ ما.

إنّهُ الأسى
على مدينةٍ، سريعةً، عَبَرَت.
على حَيَواتٍ بألف وعْدٍ
غامضٍ
وعلى بَشَرٍ، منذ الآن، أشباحٌ
أو شواخصْ.

في الصيف
والعَتَمةِ التي تهبطُ حُبيباتٍ
وحيداً، لَسَوفَ تجلسُ
وحيداً، تحتَ حديقةِ الشجرةِ الكبيرة
وحيداً، ك كركدنّ
ترعى وتأكل عُشبَ ذكرى
مضت، وكأنّ شيئاً لم يكُن!

غزة