(1)

سيفانِ من عُنقي تدلّا
ودمعٌ من محاجري استهلّا
ولي تاجٌ من المُلك العصيِّ
تقرّب بغتةً ثُمّاً تولّى
.....

(أ)
فكرتُ: يا ليلي الطويلُ ألا انجلي
بُشراك هيّا فادنُ منّي
لنا مُلكٌ بعيدٌ يا رفيقي لا تَخُنِّّي
صِنوَانِ نَحْنُ ولا شَرِيكَ سِوايْ
في تاجي المنسوج من عبق التمنّي.

(أ-2)
الماءُ مائُك والأديم الرحبُ قلبك
مهما ثوى منك الجفافُ تصيدا
حتى حواه من الأذية ما حوى
فألقى البرية مثل جرحك صامتا
وامضِ ليلاْ
،،،،
ساكِبَ الصرخةِ في أُذن الزمانْ.

(ب)
لا سُكْرَ بعدَ اليومِ بَلْ هو صحُونا الأبديُّ
هيا يا رفيقُ إلى الشموسِ ذَرِ الكؤوسْ
وأعطني مُهري وحَرّرني سَرِيعاً
علّنا نصطادُ مِنْ وعلَ الحقيقة فكرة نيئةْ،،

علنا نصطاد من جرح البريّة
ثورة الأحزانْ.

(أ- أ)
صنوانِ نحنُ ولا شريكْ سواي
في تاجيَ المَجبُولِ بالقْتلِ المُحبّبْ،،
....
....
كُنا هناكَالآنَ أذكرُ صوتهم
فوق الجبال السمر كُنه النصرِ،
فابتدِأ المسيرة يا رفيقي
واشدد السرج على ظهر الحصانْ.

(2)
...
لا نصر من كسرى فيرجى
لا قمح في حقل المُكلاّ

صو(ت)

- (طويل هو الطريقُ المفضي إلى عدمٍ
لم ترَ مثله أبدا.

مُجدِبٌ هُوَ النَصرُ أعَرِفْ
لكنْ عَليكَ أنّْ تَنظّفَ مِنْ وَحلِ الممرّاتِ حُزنكْ
أن تُرتِّب ليلَ غُربتِكَ الضئيلةِ
أنْ تؤاخي بينَ حافرِ خيلكَ والرمالِ الصفرْ
علّه يبدو أمامَك تاجُ كِسرى).

حُزنكَ باسقٌ كالنخلِ،
وأنت يتيمٌ من المُلْكِ والصولجانْ

صوت(ج)
- (لو أنّكَ تَعرِفُ كيفَ تَهُدَّ جبالَ الريحِ
وتُغامِرَ حتَّى تَصِلَ الضِفَّةْ،
فوقَ الخيلِ هُناكَ تنامْ،
تُجندِّلُ أحلامَ الوحِدَةِ والعطشِ البدويّ،
لا صحو أمامَكْ
كُلُّ الدربِ أمامك مُعتمْ
صحرائُكَ لا تُشبه هذا اليم).

-لا تشبهه
- كلا، بل هُمَا صنوانْ.

(د)
بحرٌ من روحٍ يَعصِفُ شوقاً للذهبِ الملكيّْ،
- تُخاطِرُ؟
-لا .
من ذا يخاطرُ في زمنِ الصمتِ العربيّ؟،
......
......
وصوتُ الحُلمِ يراودنُي عن سُكري
إن شئتَ مشينا،
يا صاحبَ هذا القدحِ اليوميِّ،
لنعبر تلك الضفّة.

خطواتُ الحُزنِ على عينيَّ تدقُّ نوائِبَها
وأنتَ كظيمْ،
ما بِكَ قُلّي ؟.لم تفقدْ مَلِكاً حتّى تحزنْ
لم يُشعِلكْ القدحُ اليوميُّ النابتُ من جوفِ ضُلوعي
لم تحترف الحُزن ولم يقتلك الهذيانْ.

[email protected]