أرفع قبعتي إحتراماً
لشاي المساء
وكعك السيد
أرفعها وأنحني
لرائحة الزبيب وهي تعمد
عصائر الحاج زبالة
لتحت التكية
عندما تستفيق أزقتها
على رائحة البالات
ﻟﻟجقمقجي الذي
إستعجل رحيل مراهقتي
كي تعبر
جسور أنغام إسطواناته
الحالمة
لشارع النهر الذي
علمني
معاينة الجمال
لسوق الصفافير التي أثثت
مطارقها
الانتباهات براسي
لأبي نواس
الذي تدارك
عطشي
بخمرته
للبارات
التي أسقطت
الشوائب عن أحلامي
للمقاهي التي لملمت
فوضاي من الشوارع
لشارع الرشيد
الذي دلني
على التاريخ المزيف
لبائعي كتب الأرصفة
وهم يدسون
بجيبي
المناشير السرية
أرفعها إجلالاُ
لعمامة الحيصري
وهو يهبها
بعد الكأس الرابعة
لحديقة إتحاد الأدباء
لقلنسوته
التي خلعها
آخر الليل
على رجل مخمور
لقصائده
التي أطعمها
لفم الماء
لحسين مردان
الذي تبول واقفاً
على نصف التاريخ العربي
لغطاء رأس الجواهري
الذي ستر صلعته
طوال نصف قرن مضى
لحسين الحسيني
الذي بقي علامة فارقة
في وجه المسرح الشعبي
لرياض قاسم ووليد جمعة
وعبد القادر الجنابي
وهم يؤسسون لتاريخ البصاق
علىالتقليدية
ويتجاوزون إرشاردات
وزارة الصحة.
أرفعها وأنحني
لموسيقى الجاز،
وصوت داخل حسن
ورقصة السامبو
لسوق الغزل وهي تملؤ فضاءاتنا
بالحمام
للزوارق
التي آخت بين
الرصافة والكرخ
لِشِباك الصيادين
وهم يشِيعون في المكان
روائح السمك
للعائدين
من مصائد الحروب بجلودهم
للرصاصات التي إنحرفت بعيداً
عن جسد الصباح
للطائرات
التي أفرغت حمولاتها
فوق المزابل
للجندي
الذي لديه إنحرافاً في الرؤية
فأطلق رصاصاته
على هدف مفترض
أرفعها وأنحني لقبلة
لهمسة
لقصيدة
لنبيّ تنتظره
المتاهة والفقراء.
4/1/2006
سيدني/ إستراليا
- آخر تحديث :
التعليقات