لستُ عابراً لهذهِ البلاد..
كما الأمويون عبروها - من قبل - بغنائمِهم
نحو أرضٍٍ ، كانت بكراً ،
لم يسجلها التاريخُ ndash; بعد - في دفاترهِ
عبروها ، حاملين بقايا السيوف الدمشقية
وقد طحنت الأخضر واليابس
صقلتها معاركُ أسيادِ القبائل المتنافسة..
وهي تعبأ الريح بصهيلِ الخيلِ المتعبة
على مشارفِ خلافة مكتنزة
بعطر الجواري المسبيات
عبروها ، وعادوا بعمائم غبارِ الهزيمة
رماد سفن محترقة
وما تبقى من كتب quot; ابن زيدون quot;.

..................................
..................................
..................................

هاذا أنا حفيد ابن أرض quot; مولاي ادريس الاكبر quot;
تطاردني شرطة العباسين
بغداد خلفي ، حرائقها تؤرخ الحزنَ
وأمامي خبزكم الكريم
طعماً من البرتقال والزيتون
يا لبركة أرضٍكم الأفريقية الحمراء
وهي تطهر البحر بكل تفاصيل خارطتهِ
أبحث فيها عن ظلٍ نعاسِ الماء
لأخبأ قميص ذاكرتي من سيف الشتاء
مدنكم تعلوها أسوار الطين وظلِ وجهٍ
تركَ تحياتَهُ لي
بجوار نخلٍ يمد يده عالياً
هي الدارُ.. بيضاء
والشعراء
من الرباطِ الى فاس
من تطوانِ الى مكناس
بيوتُكم ألحانُ غناء
كما أبوابها
يهبُ منها الضياء
وحضورَها العالي عندَ المساء.....
...................................
...................................
...................................

لستً عابراً
حين أتركُ قلبي
عاشقاً
في بلادٍ
تصعدُ بي نحو السماء
أحلى غناء
وأدندنُ..
لستُ عابراً...!

المغرب 2006