ملائكة الشيطان، أخوات في القانون ومسابقة أفلام الامارات

ملائكة الشيطان فيلم سينمائي عن قضية اتهام موسيقيين مغاربة بالانتماء إلى عبدة الشياطين

الدار البيضاء أحمد نجيم: تبدأ القاعات السينمائية المغربية ابتداء من الأربعاء المقبل في عرض الفيلم الثاني للمخرج المغربي أحمد بولان quot;ملائكة الشيطانquot;. الفيلم مستمد من أحداث صادمة حدثت في المغرب عام 2003، إذ حوكم 14 موسيقيا شابا بالانتماء إلى عبدة الشياطين. القضية التي روجتها صحف مغربية في البداية، عبر نشر مقالات تتحدث عن مجموعة من الشباب المغربي يعبد الشيطان وفق طقوس خاصة وغريبة، لتتحرك الدولة، ممثلة في الشرطة، وتلقي القبض على موسيقيين شباب يعشقون quot;الميتالquot; ويعزفون على الفيثارة وغيرها. القضية أخذت أبعاد أخرى، وأضحت القضية الأولى لمجموعة من الصحف والمجلات المغربية، لتصبح حديث الساعة. ضغوط الإعلام لم تمنع من إصدار أحكام على مجموعة من المعتقلين، وقد أطلق سراح غالبية هؤلاء الشباب.امتزج في هذه القضية السياسي بالفني، فالحركات الأصولية حاولت استغلال القضية بشكل كبير، وسعت إلى توظيفها قصد توسيع قاعدتها الشعبية.

هذه القضية المثيرة التي انتهت بتدخل السلطات العليا بالمغرب لإيقافها، حاول مخرج quot;علي ربيعة والآخرينquot; استغلالها. تطرق إلى جانب منها من خلال تركيزه على مجموعة من الموسيقيين، لكنه لم يتمكن من تقديم صورة واضحة عنها. قدم المخرج شخصيات بلا روح وغير قادرة على نقل ما عاشتة الشخصيات الحقيقية من أزمات، كما أن السيناريو لم يتوفر على الشجاعة الكافية لإدانة الأطراف التي حركت القضية، باستثناء إشارات إلى الحركات الإسلامية، تفادى المخرج فضح محركي ذلك الملف.بولان كان أقل جرأة في تناوله لهذا الموضوع مقارنة بفيلمه الأول، وهو الفيلم الذي صور جانبا من صراع الدولة مع المجتمع في السبعينات من القرن الماضي، ربما راهنية هذا الموضوع جعلت المخرج يحتاط في تناوله، فقدم فيلما بسيطا وعاديا.
موسيقىquot;الميتالquot; والتي تواجه بالريبة من بعض الجهات المتحفظة بالعالم العربي والاسلامي لا تتعدى ان تكون أتجاه موسيقي ظهر في السبعينات من القرن الماضي كواحد من الاتجاهات الموسيقية العديدة التي ظهرت في أوربا وأمريكا مثل quot;الروك الرولquot; والموسيقى الألكترونية، اما ارتباطها بالشيطان فهو يعود فقط الى ذكر اسم الشيطان في بعض الأغاني التي أشتهرت بها هذا النوع من الموسيقى وبسبب الملابس السوداء التي يرتديها مغنوا ومحبوا هذا النوع من الموسيقى الذي منح البعض الأنطباع بسرية هذه الموسيقى وتطرفها الديني والأخلاقي.

افتتاح مسابقة quot; أفلام من الإمارات quot;
إيلاف: أفتتحت البارحة السابع من شهر مارس الدورة السادسة من مسابقات الأمارت للفلم الخليجي والعربي ، الافتتاح بدا بكلمة عن السينما والصورة وعالمها المتزايد في العالم والمنطقة (للصورة بأنواعها المختلفة سحر عجيب، فيها اختزال للكلمات والمعنى، وجماليات جذابة بإمكانها أن توصل أي رسالة إلى أوسع جمهور . وقد احتفت العديد من دول العالم بالصورة الفوتوغرافية والسينمائية ، وحاولت من خلال رسالة الفن الحضارية إبراز تراثها وثقافتها ، وأن تنبه وتؤكد على أهمية الحفاظ على تقاليدها العريقة . وقد أثبتت الصورة دائماً ، أنها قادرة على حمل رسائل حضارية وإنسانية بالغة الأهمية ، باعتبارها الأكثر تأثيراً وصموداً عبر الزمن .)
المسابقة جذبت هذا العام (73) مشاركة محلية بين فئتي العام والطلبة ،40 مشاركة بين دول مجلس التعاون الخليجي و173 في مسابقة التصوير الفوتغرافي التي أستحدثت في دورة هذا العام.مسابقة أفلام الأمارت هي أحدى النشاطات السينمائية القليلة في المنطقة وتسعى الى الاهتمام بالنتاج السينمائي المحلي وتشجيع المواهب السينمائية الناشئة.

مشهد من الفلم

وتعبر مخرجة الفلم كيم لونجينوتو، بأسلوبها الشهير في التصوير والإخراج، عن لحظات حميمة، وحكايات إنسانية، لمجتمع مدني فعّال في كومبا، البلدة الصغيرة جنوب غربي الكاميرون، ومن شخصيات الفلم مانكا، الفتاة الصغيرة ذات الست سنوات تهرب من منزل خالتها، وتهيم في الشوارع بعد تعرضها الدائم للضرب المبرح، سونتا تستجمع الشجاعة وتتهم جارها بإغتصابها، أما أمينة فتقرر أن تنهي زواجاً ذاقت فيه المرّ والهوان.

في بلدة كومبا، المدعية العامة والقاضية امرأتان، تتميزان بشخصية جذابة، وبحكمة، وشعور بحق المستضعف. وتجمع لونجينوتو في شخصياتها بين الشجاعة والأمل، وإمكانية التغيير المجتمعي. ويعتبر الفيلم المؤثر جداً، تكملة لأعمالها المتميزة بعمقها وتعاطفها مع الواقع الإنساني وخصوصاً حياة النساء.

وسيتم مناقشة الفلم بحضور الأستاذة لينا عبد الهادي ، يدير النقاش الصحفية عبلة رويس، وكانت مؤسسة شاشات حصلت سابقاً على حقوق توزيع فيلم أخوات في القانون للمخرجة كيم لونجينوتو، 104 دقائق، 2005، الذي شهد فيلمها quot;طلاق على الطريقة الإيرانيةquot; نجاحاً باهراً في فلسطين حيث تم عرضه حوالي المئة مرة، بعد ترجمته إلى العربية.