تكتب كلمات لأغنية جميلة مثل أغنية كيني روجرز والتي يقول فيها:
Mary did you know that
Your baby boy one day
would walk on the water
ثم تقول: أراهنك على أن كيني روجرز أمسى بعد هذه الأغنية أكثر ثراء؟! أغنية جميلة مؤثرة وجعلتني ارقص بخدر مع النجوم.
فأجيبها: لا أستطيع أن أكتب شيئا جميلا، ولسبب واحد لا أكثر، هو أنني قد انفصمت وأن هناك حقدا وكرها كبيرين يوقدان النار في قلبي. كيف تريديني أن أكتب أغنية جميلة بعد ذلك .... ثم عن مريم بالتحديد؟ لا، لا أستطيع، فالأغنية التي تعنينها لا تخرج... وإن خرجت فإنها ستعاني. معاناة من ينهزم، معاناة الظلال تتسول تحت الجسور، معاناة من يبات من دون أحلام ولا آمال.
- تعرف، لم يكن قلبك أسود كما هو عليه الآن، أسود وأصابه ارتكاس، عاد إلى طور البغضاء وثورة الانتقام.. وهذا لا يجوز، يجب عليك أن تتجاوز، والتجاوز هو عن طريق التسامح والتطهر. تعرف ، أقول لك... أقول لك هذه القصة.. تعرف.. لقد قفز قلبي حين وجدنا quot;جيميquot; في الفندق وإلى جانبه علبة الحبوب فارغة، إلا أنني حمدت الله أننا قد وجدناه في الوقت المناسب. نظر نحوي قائلا: لماذا لم تتأخري قليلا يا أختي، فلو فعلتي ذلك لكنتُ قد انتهيت بهدوء. لقد جئناه- تصور- كي نقلق راحته التي كانت تتسرب نحو الموت! وقلت له حينها أن حياتك ليست ملكا لك بل هي ملكا لأطفالك وأن لا تكون أنانيا. كلما أهاتفه يقول إنهم ليسوا أطفالي، اسألي أمهم عن أبيهم بل عن آبائهم الحقيقيين.
والآن حين أقول له لقد أفسدت كبدك يا جيمي بمحاولة الانتحار وقصرت عمرك. يجيبني قائلا: لا تنظري للأمر من هذه الناحية، لقد فعلت ما فعلته للتطهر. كان يجب أن أطهر جسدي من سمها الذي سرى في بدني. لو لم أفعل ذلك لكنت وقودا لا يحرق جسدي فقط بل يحرق كل من له علاقة بالأمر.
وهو الآن لا يحقد عليها، يهاتفني كثيرا من المرات ويسألني أن أطل عليها وأرى إن كانت بحاجة إلى طعام أو نقود.
تركها تهرب أمام عينيه مع صديقها التي ظنت أنه يحبها، والآن تعيش وحيدة بعد أن تركها. هكذا حين تتخيل المرأة ُ وتدخل في عجلة العشق الوهمي- تدوسها العجلة وتجري. ضعيفة ndash; والعربة لا تجر إلا حصانا مكسورا.
فأسألها مستغربا: لماذا قلتِ حصانا مكسورا؟!
وتجيب: أنتَ تحب هذه التشبيه، فهو مجاز، ذلك لأن الحصان المكسور لا يركبه إلا العشق المتخيل، وكانت تجربتها- الحالة كلها كانت خاسرة- تصور لقد خسرا أطفالهما الذين أخذتهم رعاية الطفولة ثم كاد جيمي يخسر حياته وهي قد خسرت مستقبلها. العربة التي تنكسر. لأن الحصان...
تعرفي:
هناك لحظات حب حقيقية، تلك اللحظات تنبع من قلب الحصان المكسور ذاك، اللحظات تلك تساوي كل العالم وتساوي الحياة أيضا. هل المعنى من الحياة أن نحيا أطول مدة أم أن نحيا أعمق ما نستطيعه في لحظة واحدة؟ ببساطة، الحب هو العمق.
- لا، ليس صحيحا، لا وجود لهذا النوع من الحب في عالمنا، أنت تخلط بين الشعر وبين الحب وبين أشياء كثيرة ... وفي الحقيقة لا وجود لأي منهما على أرض الواقع، نحن خلقنا هذه الأسماء وهذه المعاني لكنها غير موجودة.
- إن كان الحب غير موجود فلماذا إذن خدر جسدك على أغنية روجرز؟
- نو، لم تفهمني، مريم لم تكن تعرف أن ابنها سيقود العالم وسيكون هو اللورد الحقيقي لكل الأزمنة يا قلبي- هذا النوع هو الجمال بذاته هو مؤثر وليس له علاقة بالحب. نحن نتأثر ولكننا لا نقع في وهم الحب أبدا.
هل ستصارعين الثور حين تنزلين إلى الحلبة أم تستسلمين له؟!
من هو الثور؟ لم أفهم!
نعم لم تفهمي لسبب بسيط ذلك لأن هناك أشياء كثيرة غائبة عن ذهنك!
لو أنني مكانه لقتلتها ذلك حين أدلف المنزل وأجدها معه... لماذا عاد أدراجه ثم عرج إلى الصيدلية لشراء حبوب وجع الرأس وذهب إلى الفندق؟ هل كي يقول لها إنه روميو وبطل وسينتحر من أجل حبه الذي مازال مقيما في داخله منذ أكثر من عشرين عاما؟
- نو، لأنك لو قتلتها لخسرتها أولا، ثم خسرت حياتك بالذهاب إلى السجن ثم خسرت أولادك إلى الأبد- لن تراهم مرة أخرى. أوه، لا أستطيع أن أتصور جيمي قاتلا، لا يقدر على هذا صدقني، أنه أخي وأعرفه، فقلبه رقيق ورؤيته للعالم رؤية شفافة، لهذا أراد أن ينتحر، ذلك كي يبقى قلبه طاهرا نقيا. رحمتك يا إلهي اللورد.
سأقول لك: لو أنني مكان- هل تريديني أن أكتب شيئا جميلا بعد كل الذي حصل؟ من أين لي أن أكتب وهي دوما في رأسي لا تبرحه- كنت يوما أحبها، مازلت أحبها حبا جما. ثم بعد عشرين عاما جاءت وفتحت لغريمي الأبواب كي يدخل ويعكر مزاجي. وهناك نار منه خامدة تشيطني على مهل- كلما أفتح عيني أرى كيف فرغ العالم فجأة- ماذا يفيدني إن مشيت على الماء أم طرت في السماء كما تقول أغنيتك. لو تأخرتِ قليلا لكنتُ الآن أكتب شيئا جميلا.
أنظري، الكتابة التي أريدها هي كتابة لا أدخل فيها المنزل واكتشف الحقيقة... لو أنني لم أدخل في ذاك الوقت.. لو أنني لم أملك ذلك المنزل ولم أملك تلك المرأة. لو أنني لم أملك هذا القلب وهذه الحياة! أريد أن أسألك: لماذا تريديني أن أكتب شيئا جميلا؟
- أنت يا حبيبي جعلت المسألة متداخلة وصعب فكها. لم أفهم عليك.
كيف يمكن أن تفهمي علي إن كنتُ أنا لا أفهم على نفسي؟! أنت تسمعين أغنية عن اللورد ولا تؤمنين بالحب؟ لو آمنت بالحب لجاءت النار ودخلت جوفك وأحرقتك على مهل وجعلتك لا تعرفين ماذا تريدين. لو كنت تؤمنين بالحب لما قلت لي أكتب شيئا جميلا، فالأشياء الجميلة لا تكتب. لو كنت تؤمنين لجعلتني أذهب يومها على مهل، لما دخلت الفندق مثل مجنونة تناديني: جيمي أين أنت يا جيمي؟
لكنت عرفتِ أين أنا.
حسين سليمان- هيوستن
[email protected]
التعليقات