عمر العقيلي من واشنطن: طلبة مسلمون ويهود في جامعة فرجينا كومنولث يقومون بالعمل سوية لإيجاد حلول لقضية فلسطين، ولكن هناك دائماً مخربين، يتربصون لهم دائماً، فالمتطرفون من الجهتين، ما أن تأتي مناسبة تتحدث عن عملية السلام في فلسطين، إلا ويأتي هؤلاء ليقفوا في الصف الخلفي، ويتبادلون الإهتامات.

كان آخرها عندما قامت جمعيتين طلابية أحدها يهودية وأخرى مسلمة في الجامعة بإستضافة شابين، مسلم ويهودي، اشتهروا في أمريكا بالـكوميديا السياسية الساخرة، وهم صديقين جداً مقربين. وبعد انتهاء المحاضرة، قام الطلبة المعارضون لمثل هذه الإجتماعات بتبادل الإتهامات بخصوص من الإرهابي .. حماس أم الحكومة الإسرائيلية؟ وعندما بدأت مثل هذه المشادات بدأ عدد كبير من الحضور بمغادرة القاعة، إلا أن البرفسور دانيال سميث الذي يتحدث اللغتين العربية والعبرية بطلاقة، وسبق له أن عمل في السعودية، تدخل وطلب من هؤلاء السكوت، لأنهم فقط عدد قليل والعاقلون كُثر ويملئون القاعة، فصمت الطالبان، وإنتهى العرض.
الشاب الكوميدي الفلسطيني دين عبدالله قال quot;هؤلاء لا يمثلون وجهة نظر الجميع، فعددهم قليل ويحاولون أن لا يبقى العالم بسلامquot;. وذكر دين عبدالله أنه التقى بصديقة وشريكه اليهودي في نيويورك وكانا يسعيان دائماً لتحقيق حلمهم في إيجاد هذه الشراكة، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصروا على أن ينطلقوا، فكانت إنطلاقتهم إلى عالم السخرية من السياسية. حيث نجحوا في أن يكسبوا شهرة كبيرة من هذا العمل، وقام الشاب الفلسطيني بإقامة العديد من العروض في دبي ورام الله وبيروت، وأشار مازحاً أنه عندما كان في بيروت لم يكن يقدم العرض، بل كان رهينة! وهو من أم إيطالية مسيحية وأب فلسطيني مهاجر في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تجده دائماً إلا ساخراً من كل شيء، حتى على عائلته فهو يسخر كثيراً أمام الحضور.
وشهدت الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية ظهور هذا النوع من الكوميديا بشكل كبير، خاصة في نيويورك على الساحل الشرقي، وتعتبر أغلب هذه العروض ساخرة من السياسة ومن القادة، ومن الحياة عموماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نيويورك يحضر فلسطينيون ويهود في نفس القاعة لمشاهدة العرض الذي يقدمه عادة شباب من إسرائيل يقيمون في الولايات المتحدة أو فلسطينيون، وتوجد بينهم فتاة فلسطينية معاقة، تقدم العروض وتحظى بشعبية كبيرة في مجالها.