سيتم تقديم ستة عروض على خشبة مسرح الفنان العالمي بيتر بروك
quot;جدارية درويشquot; سفيرة فلسطين إلى العالم

أشرف سحويل من غزة: تلقى quot;المسرح الوطني الفلسطينيquot; (الحكواتي) في القدس، عدة دعوات لمشاركة مسرحية الجدارية في كل من الإمارات والمغرب، وبالرغم من ترشيح وزارة الثقافة الفلسطينية للمسرحية للمشاركة في مهرجانات المسرح في كل من مصر والأردن وتونس إلا أن المسرحية لم تتمكن من المشاركة في هذه المهرجانات بسبب الوضع الاقتصادي التي تعيشه الأراضي الفلسطينية، والأزمة المالية الحادة التي يمر بها المسرح الوطني. إلا أن الدعوة هذه المرة جاءت من فرنسا لتقديم ستة عروض للمسرحية على خشبة مسرح الفنان العالمي الكبير بيتر بروك و تعتبر الدعوة الأولى من نوعها التي يتلقاها مسرح عربي، علماً بأن المسرحية قد عرضت في السابق في كل من أسبانيا، سويسرا، الدنمارك وسوريا. و سوف يغادر اليوم، طاقم مسرحية quot;جداريةquot;، إلى فرنسا برئاسة مدير المسرح الوطني جمال غوشة. و من الجدير ذكره، بأن المسرح الوطني الحكواتي، هو المسرح العام الوحيد، قد بدأ مسيرته كفرقة مسرح جوال قبل أن يبنى أول مسرح تحت الاحتلال في القدس عام 1984، وقد كان أول مسرح يقدم عروضه في اليابان، ويمثل فلسطين لدي الهيئة العالمية للمسرح.
وquot;جداريةquot; هي من تأليف الشاعر الكبير محمود درويش، من إخراج نزار أمير زعبي، وإعداد خليفة ناطور، وتمثيل: مكرم خوري، خليفة ناطور، ريم تلحمي، ربى بلال، جميل خوري، ريمون حداد، رانية طحان، رمزي الجعبة، تنفيذ إضاءة وديكور: رمزي قاسم وعماد سمارة، موسيقى: حبيب شحادة، إضاءة: فيليب دي، تصميم ملابس: حمادة عطا الله، تصميم الأقنعة: عبد السلام عبدو، ومساعدة المخرج: ثريا طه، إنتاج المسرح عام 2005.
وشاهد العروض مسرحية الجدارية الذي قدمته الفرقة في مختلف المناطق محلياً أو دولياً، إقبالاً كبيراً سواءً من عموم الجمهور أو الباحثين أو النقاد المسرحيين أو الإعلاميين.
واهتمت الصحافة والتلفزيونات والفضائيات في مختلف الدول بالفرقة، وذلك بإجراء عدد من المقابلات التي تمت مع مدير المسرح الوطني جمال غوشة، وطاقم المسرحية.
وحصلت المسرحية على جائزة مؤسسة القطان، ورشحت من قبل وزارة الثقافة لعدة مهرجانات.
وكتب راشد عيسى في صحيفة quot;السفيرquot; اللبنانية: quot;اعتبر عرض quot;جدارية محمود درويشquot; بمثابة الهدية التي قدمها quot;مهرجان دمشق للفنون المسرحيةquot; لجمهوره، فإذا كنا نجد من الصعوبة، بل من غير المجدي، تحويل الشعر إلى المسرح، فإن العرض الفلسطيني، الذي أخرجه أمير نزار زعبي، قلب تصوراتنا المسبقة عن علاقة الشعر بالمسرح، حين قدّم تصوراً ومعادلاً بصرياً مدهشاً لقصيدة درويش الملحمية والبالغة الصعوبة.
quot;يأخذ العرض من القصيدة صورة شاعر على فراش الموت يصارع حقائق الفن والشعر، والزوال، الشاعر على سرير الموت في مستشفى بأطباء وممرضين كثر، يرتدون ملابس بيضاء وأقنعة لها وجوه الفئران، الشاعر والسرير المفردة الأساس التي يُبنى عليها وحولها، فإذا كان الشاعر في غيبوبته يستحضر الشاب الذي كان فإن العرض يأتي به حياً على الخشبة، وهكذا يتوزع النص الذي ينطق به لسان شاعر إلى ألسنة كثيرة، يستطيع الشعر أن يقول: سأصير يوماً ما أريد، ولكن هذا هو اسمك تقولها الطبيبة كما لو كان الأمر وصفة طبية، وبالطبع فإن صوت الأنثى في القصيدة للأنثى، أما نشيد الجموع فهو للجموع، الذين يؤدونه غناء أو بما يشبه ترتيل جوقة إغريقية، أو كنسيةquot;.
ويتابع عيسى: العثور على أصوات درويش الكثيرة في الـ quot;جداريةquot; واحد من منجزات العرض، كما العثور على صور وتشكيلات حركية رديفة وإذا كانت الجدارية، القصيدة غوصاً في الإنساني، الوجودي، فإن العرض لم يضيّع تلك الروح؛ فمشاهد الموت كانت موت الشاعر الإنسان، لا موتاً خصوصياً، فولكلورياً، ومشاهد السفر والاغتراب هي اغتراب البشر، لا مشاهد نزوح وتهجير. تغيب فلسطين كرموز وعناصر مباشرة، وتحضر في روح القصيدة، وروح العرض، الذي هو في النهاية سيرة محمود درويش كما تحضر في عالمية الأداء الفلسطيني التي نلمسها مع إيليا سليمان، وهاني أبو أسعد، وأمير نزار زعبي أخيراًquot;.