رام الله (الضفة الغربية): quot;تمتلك هذه الارض كل الحق ان تكون مسرح المضطهدينquot; بهذه الكلمات أعلن عن انطلاق فعاليات quot;موسم مسرح المضطهدين 2007 quot;في رام الله بالضفة الغربية المحتلة تحت عنوان quot;لبناء الجسور وكسر الحواجزquot; بمشاركة فرق مسرحية دولية ومحلية. وقال وليد ابو بكر رئيس مجلس ادارة مسرح عشتار في حفل افتتاح الموسم ليل الخميس في قصر رام الله الثقافي بحضور مئات من رواد المسرح quot;تمتلك هذه الارض كل الحق ان تكون مسرح المضطهدين.. احتلال عسكري استيطاني ومصادرة
للارض وحرية الانسان.quot; وأضاف ابو بكر quot;اهمية هذا المسرح تكمن انه يتيح لمن يقع عليه الاضطهاد ان يعرض معاناته امام الجمهور بحضور من يضطهدونه في الغالب كما انه يتيح للجمهور فرصة المشاركة في حوار جدي ومسرحي هدفه عرض المشكلة.quot;وليد ابو بكر
وفكرة انشاء مسرح المضطهدين تعود الى البرازيلي أوجستو بوال الذي ابتكر هذا النوع من المسرح عام 1971 لمقاومة الاضطهاد في بلاده وبدأ عروضه وسط مجموعات صغيرة متجانسة من المزراعين الى النساء وعمال المصانع الى ان اصبح له جمهور في العالم كله وأختير مسرح عشتار الفلسطيني ليكون مركز تدريب على تقنيات مسرح المضطهدين في الشرق الاوسط.
وقال بوال الذي لم يتمكن من المشاركة في حفل الافتتاح يوم الخميس في رسالته الى الحفل والتي قرأها نيابة عنه برناردو ريبو ممثل البرازيل لدى السلطة الفلسطينية quot;المهرجان الذي يفتتح اليوم له اهمية غير عادية اذ انه لا يعرض فقط انتاج الفرق المختلفة القادمة من جميع اقطاب الارض بل لانه يقام في فلسطين ايضا. ومهرجان كهذا يعتبر نوعا من الحوار وعن طريق الحوار بامكاننا ان نتعلم وان نعلم.quot; وأضاف quot;من واجبنا ان نحارب الاضطهاد بكافة اشكاله وفي شتى اماكن تواجده...انني اقول دوما انني محب للسلام غير انني اعلم ان الخنوع هو ألد اعداء السلام...ان هذا المهرجان بحد ذاته فعل وفعل هام للافصاح عن تضامننا مع الفلسطينيين ونحن نحلم ايضا بدولة فلسطينية نتمكن من ان نحاورها كأخوة وان نتبادل معها الاراء والتجارب والاماني.quot;
وقدمت في حفل الافتتاح لوحات صامتة لثلاثة نماذج لصور مسرحية تمثل الوانا من مسرح المضطهدين شارك فيها ممثلون من مسرح عشتار من اعمار مختلفة وجسدت هذه اللوحات الاضطهاد في المنزل والمدرسة والشارع اضافة الى فرقة مسرح (الفعل الالمانية) التي قدمت عرضا موسيقيا على طريقة مسرح المضطهدين باستخدام البراميل البلاستيكية.
وقال بيتر عضو فرقة (الفعل الالمانية) لرويترز quot;هذه المرة الاولى التي اقدم فيها عرضا لجمهور له لغة اخرى وربما لن تكون اللغة مشكلة لان معظم عرضنا يعتمد على الحركات اكثر من اللغة انها فرصة كبيرة لنتبادل التجارب في هذا المهرجان.quot;
كما استمع جمهور حفل الافتتاح الى اغاني لسيد درويش والشيخ امام قدمتها (فرقة يالالان الموسيقية الفلسطينية) التي تضم عشرة من العازفين والمغنيين الشبان اضافة الى عرض راقص قدمته فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية المعروفة بادائها الجميل على أنغام اغنية فيروز (لبيروت من قلبي سلام) واغان من التراث الشعبي الفلسطيني.
وتوج حفل الافتتاح بعرض لمسرحية quot;حكايا قرية سيح شيشباquot; التي شاركت فيها مجموعة من الممثلين من مسرح عشتار وهي تحكي قصة قرية يعيش اهلها على زراعة الخضروات واضافة الى تعرضهم لممارسات الاحتلال من حواجز ومصادرة الارض فانهم يتعرضون لاستغلال السماسرة من ابناء قريتهم اضافة الى الاستخدامات الخاطئة للمبيدات الكيماوية. وقالت فاتن خوري الممثلة الفلسطينية التي ادت دور العجوز ام ياسر في المسرحية لرويترز بعد انتهاء العرض quot;ما قدمناه شيء من الواقع ومثل هذه المشاكل قائمة والهدف خلق حالة من الحوار لايجاد حلول للمشاكل التي يتم طرحها من خلال التفاعل مع الجمهور.quot;
وبعد انتهاء العرض المسرحي قامت ما يعرف بالجوكر في مسرح المضطهدين والذي جسدته الممثلة والمخرجة الفلسطينية ايمان عون بسؤال الجمهور ما اذا كان لديه حلول لاهل القرية لمواجهة ما يتعرضون له. وصعد احد المشاهدين ومثل مقطعا مع الممثلين حول رؤيته للحل كما صعدت سيدة اخرى وقدمت وجهة نظر اخرى. وقال ادوارد معلم الممثل والكاتب المسرحي الفلسطيني لرويترز quot;مسرح المضطهدين يبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه المجتمعات مع انه ليس عصا سحرية ولكن احيانا حل بعض المشاكل يكون بسيطا بحاجة فقط الى الحوار وهذا ما نفعله في مسرح المضطهدين.quot;
واضاف quot;المهرجان الذي يستمر حتى الثامن والعشرين من الشهر القادم سيشكل فرصة للجمهور الفلسطيني للتعرف على المشاكل الموجودة في المجتمعات الاخرى فالفرق المشاركة من اسبانيا وبلجيكا والمانيا والبرازيل وفرنسا ستقدم عروضا عن بعض المشاكل في بلدانها ولن تكون اللغة مشكلة لان معظم العروض تعتمد على الحركة وسنوزع ترجمة لتلك المسرحيات التي بها نصوص.quot;
ويشتمل موسم مسرح المضطهدين على تقديم خمسة واربعين عرضا لتسع مسرحيات على مدار ثلاثة اشهر في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
- آخر تحديث :
التعليقات