كان الله في عون المرأة العربية. أعراب الإنس تفترسها. والجن الأزرق يغتصبها، فلا هذا يرحمها ولا ذاك يعتقها. وهي بين أنياب أولئك، ومخالب هؤلاء، أولئك يقمعونها ويضطهدونها، ويغتصبونها نفسيا وجسديا، علنا وفي وضح النهار، أمام أولادها وبناتها، وبمباركة أبيها وإخوتها وقبيلتها. وهؤلاء خلسة يغتصبونها، من دون أن تدري وفي الخفاء.
إن بعض الأعراب الذين أسلموا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم (الحجرات14) والذين قال الله أنهم أشد كفرا ونفاقا (التوبة97) يأمرون زوجاتهم، ويتشددون مع الجميلات منهن، أن يرتدين النقاب داخل بيوتهن وحجراتهن وفي غرف نومهن، خشية كما يزعمون، من رؤية الجن الأزرق لوجوههن، فيكون ما لا يُحمد عقباه. وذلك إمعانا في ازدراء نسائهم وإذلالهن. وكنوع من أنواع التجهيل والإيهام تمارسه الأعراب على المرأة لإخافتها وترويضها، وتحطيم شخصيتها وتشويه نفسيتها.
والجن الأزرق كما هو مقرر لدى بعض الأعراب، إذا رأى وجه امرأة، واستحلاها، يعانقها ويقبلها ويداعبها، ومن دون أن تدري يلج فرجها ويضاجعها، وقد تحبل منه فتلد جنيا، أو أنسيا مهجنا، متلبسا بالجن، يظنه الرجل ولده فيلحقه بنسبه، ولهذا يعمد بعض الأعراب إلى تغطية وجوه زوجاتهم أثناء المضاجعة- ولا عيب في الحلال- خشية أن يرى وجوههن جني أزرق أو أسود، فيضاجع زوجاتهم معهم، ويقذف منيه في فروجهن مع منيهم.
والجن الأزرق أخطر أنواع الجن الكافر، يليه الأسود فالأحمر فالأخضر... لكن هنالك نوع آخر، لا تعرفه الأعراب ولم تحتط له من قبل، ولم تأخذ حذرها منه، أشد فتكا ومكرا ولعنة، ذاك الذي كالماء لا لون ولا طعم له، وكالهواء ليس لها رائحة، يعيش بشكل دائم في بلاعات المجاري وبيوت الخلاء والحمامات المنزلية والعامة، ويدخل إلى بدن الإنسان من شرجه، لأنه يحب الأماكن الوسخة (أنظر حوار صحفي مع جني مسلم). وهنا تكمن الطامة الكبرى، فبعض المتزوجات المأمورات أو الملتزمات بالنقاب داخل البيوت والحجرات، لا يستطعن قضاء حاجتهن في بيوت الخلاء منقبات، ولا يستطعن الاغتسال في الحمامات منقبات.! فما العمل؟ وذاك الجن اللعين الذي يعيش في هذه الأماكن كما سلف، يتربص بهن، ويكمن لهن كل مكمن، حتى يتمكن منهن، ويتلبسهن، ويقذف منيه في فروجهن، ويعيش داخلها.
ولعل هذا مبررا كافيا لفهم أسباب الصراع القائم بين بعض أعراب الإنس، والجن. ولعله يفسر لنا أيضا سبب اضطهاد بعض الأعراب للمرأة، فهم يحبونها ويكرهونها في الوقت نفسه. فمن جهة يحبون النساء حبا جما، ويسفحون الملايين- كرمى ليلة واحدة- تحت أقدامهن، ويرخصون الغالي والنفيس، وأحيانا مبادئ أو وطن، لهن، ومن جهة أخرى يخشون من النساء أن توسوس لهم وتفسد إيمانهم وتقواهم، وتحرفهم عن جادة الصواب، كما يخشون على شرفهم أن يضيع. فشرف بعض الأعراب كما هو معلوم أمانة تحملها المرأة بين ركبتها وسرتها. والجن تعلم هذا وتستغله، فتضاجع النساء خلسة لتنتهك ذاك الشرف نكاية بهم، وإهانة لهم، كما تستغل النساء فتزينها في عيونهم ليزدادوا إثما. ومنهم أي من الجن من هو مختص بالنصف الأسفل من المرأة، يزينه لكل ناظر ليحرفه ويضله. ولذلك جاء في صحيح مسلم: "أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان" وجاء أيضا: "ما يئس الشيطان من أحد قط، إلا جاءه من قبل النساء".
والجن كما هو معلوم يُقسم إلى قسمين. أحدهما مسلم والآخر كافر، وبعض الأعراب لا تخشى الجن المسلم، بل تخشى الجن الكافر فقط. وفي زعمي هذا خطأ كبير، ولا بد من الحيطة والحذر. فكما هو موجود بين المسلمين أناس صالحون وآخرون طالحون، وأتقياء وأشرار، ومن يمارس المنكر ومن ينهي عنه. كذلك لا بد أن يكون بين الجن المسلم من يتقي الله ومن يدعي التقوى، ومن يعمل الخير ومن يتظاهر به.
لكن أكثر ما يحيرني ويثير دهشتي، أن أولئك الأعراب الذين يأمرون نساءهم بارتداء النقاب داخل البيوت والحجرات، وأثناء مضاجعتهم لهن، خشية أن يرى الجن الكافر وجوههن فيكون ما يكون.! لماذا لا يخشى هؤلاء الرجال على فروجهم من هذا الجن الكافر اللعين الذي يدخل إلى بدن الإنسان من شرجه؟- خاصة أثناء المضاجعة حيث الدروب كلها سالكة- أليس الجن كالإنس فيهم من يهوى الغلمان، وفيهم لواطيون؟ أم أن أولئك الأعراب ضد ذلك محصنون؟
[email protected]