أولاً، أحب أن أهمس بإذن القارىء أنني لا أؤمن بالتنجيم، ولا بالمنجمين، ولكنني، رغم ذلك، أطالع تنبوءاتهم بشغف كبير، لا لمعرفة ما سيحدث، لأن الغيب لا يعلم به سوى الله تعالى، بل لمراقبة ما سيصدق منها، وكثيراً ما تخدم الصدفة المنجم، ويحظى بشهرة عالمية.
وكما نرى كل عام، فإن آلاف المنجمين سيدلون بدلوهم، وكل واحد منهم سيرى الأمور بمنظاره الخاص، فمثلاً إذا كان المنجم أميركياً تنبأ بوفاة أسامة بن لادن، وباغتيال الظواهري، وباستسلام الزرقاوي، وبتدمير المفاعل النووي الإيراني، هذا إذا لم يتنبأ باجتياح الجيش اللبناني لسوريا. أما إذا كان المنجم يهودياً، فتأكدوا بأنه سيفني العرب، وسيقيم دولة إسرائيل الكبرى. أما إذا كان عربياً فسيقول ما قاله الأميركي واليهودي مع زيادات فلكية عربية قد لا تخطر على بال الجن، فكم بالحري إبن الإنسان، وهذا ما حصل بالفعل، فلقد تنبأ الفلكي التونسي حسن الشارني بالموت الزكام لجميع الحكام من واشنطن حتى بلاد الشام، وإليكم أهم ما سيحدث من موت في عام 2006 حسب توقعاته الفلكية:
1ـ إغتيال الرئيس الأميركي جورج بوش.
2ـ إنسحاب القوات الأميركية من العراق، إثر عملية إرهابية ضخمة للمقاومة العراقية.
3ـ وفاة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
4ـ إغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس
5ـ إغتيال رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي.
6ـ نهاية مسيرة أرييل شارون السياسية.
7ـ سقوط حكومة بلير البريطانية.
8ـ محاولات إنقلاب عسكري في سوريا.
9ـ عمل إرهابي ضخم بباريس.
10ـ تفجيرات إرهابية في إحدى المدن الساحلية بأميركا.
11ـ إشتعال طائفي بمصر، بسبب فوز الإخوان المسلمين بالمقاعد النيابية، ودعم إيران لهم.
12ـ إعلان وفاة الرئيس صدام حسين من قبل الأميركيين، إنهاء لمحاكمته المضحكة.
13ـ موت المغني الفرنسي جون هوليداي.
هذا غيض من فيض أحد أشهر الفلكيين في العالم، فلقد تنبأ أخونا الشارني العام الماضي بوفاة العاهل السعودي الملك فهد، والبابا يوحنا بولس الثاني، وبتفجيرات لندن أيضاً، كما أنه توقع من قبل وفاة الأميرة دايانا بحادث مروع.
والفلكي حسن الشارني يحتل منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين، وحاصل على دكتوراه في الفلك الفيزيائي، وله كتب ومقالات عديدة في المجال الفلكي، كما أنه يعمل مستشاراً لعدد من الشخصيات العالمية. فإذا صدقت توقعاته للعام القادم، قولوا إن القيامة قد اقتربت، وأننا سنرى الجحيم بأم أعيننا، وأن الموت سيلاحقنا في كل مكان، وسيضحك سكان القبور على أجنة البطون، ويأسفون لقدومها إلى عالم تعيس، لا يعرف إنسانه كيف يتعايش مع جاره، كما أنه لا يمتهن سوى القتل والتفجير.
هذا ما توقعه الشارني، فماذا سيتوقع لنا باقي الفلكيين؟ أتمنى أن يجد فلكي منهم فسحة أمل نقدر أن نتفس منها ولو إلى حين. وإلا، فليصلِّ كل واحد منا عن روحه، قبل أن يحصده منجل الموت، ويغتاله حقد أخيه الإنسان.