قال وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز ان يد القاعدة تقترب من اسرائيل.
لا اعرف ان صدق الرجل او كذب، ولا استطيع التوقع ايضا.
لكني اتمنى ان لا يكون كلامه صحيحا. وان لا تقترب القاعدة من اسرائيل. ولي في ذلك اسباب كثيرة:
أولا، لو استطاعت القاعدة ان تقضي على اسرائيل، فسنصفق لها. لكنها اضعف من ان تضرب اسرائيل لدرجة تهدد وجودها. ليس لأن اسرائيل اقوى من القاعدة او اضعف، بل لأنها اكثر قدرة في السيطرة على اراضيها ومصالحها. واي عملية تقوم بها القاعدة لن تزيد سوى التأييد العالمي لاسرائيل، وفي الوقت ذاته توفير العذر الاسرائيلي لحرق الفلسطينيين في الداخل بلا رقيب او حسيب.
وكلنا يعلم ان تنظيم حماس الفلسطيني، وهو اكثر صلابة من القاعدة امام اسرائيل، يدفع كل يوم ثمنا مضاعفا لأي عملية بسيطة يقوم بها داخل الاراضي المحتلة.
ثانيا، ضرب القاعدة لاسرائيل، سيعطي الفرصة للاخيرة لممارسة ضغوط لا حدود لها على الشارع العربي من محيطه الى خليجه، كما سيعطيها الفرصة للتدخل سرا او علنا في السياسات العربية الداخلية. ولن نستغرب لجوء اسرائيل الى تصفيات جسدية لاسماء بعينها، سواء في السعودية او الخليج او حتى في اقاصي جنوب النيل، بحجة محاربة الارهاب، كما قتلت الشيخ ياسين وكل القيادات الفلسطينية بحجة حماس. قتلته بدم بارد أمام انظار العالم ككل، دون ان يحرك احد ساكنا.
ثالثا، حصد تنظيم القاعدة شعبية كبيرة في العالم الاسلامي بعد ان جعل من اميركا خصما وهدفا. ثم اصبحت الشعبية انقساما بين مع وضد. ثم بدأ التنظيم يخسر الكثير من شعبيته. خاصة بعد مذابح الزرقاوي في العراق والاردن، وقتل الابرياء في السعودية وحتى اوروبا.
فاذا ما اصبح للتنظيم اليوم خصم قديم جديد هو اسرائيل، فسيعيد ذلك الانقسام من جديد الى الشارع الاسلامي.
نحن منقسمون بما فيه الكفاية. ولسنا في حاجة الى انقسام آخر لا يقودنا الى جنة او نار.
رابعا، نحن لا نحب اسرائيل. لكنا لسنا في وضع يؤهلنا الدخول في حرب جديدة مع احد. العالم يتحدث عن السلام، ونحن نتحدث عن السلام، والشحاذ في اي شارع عربي يتحدث عن السلام، والغني المتخم بالمال يتحدث عن السلام. كلنا ملّ الحرب اذا. في العالم العربي وفي اسرائيل نفسها. ولست اشك لحظة ان الاسرائيليين يريدون ايضا سلاما بالمثل.
من اجل ذلك لسنا في وارد ان نبدأ حربا جديدة، لأننا سنعود كثيرا الى الوراء.
اسرائيل لن تكون رابحة بالضرورة من ضربة القاعدة لها، لكننا قطعا سنكون الخاسرين، في لبنان، وفي سوريا، في مصر، والاردن، وحتى السعودية الى اليمن. كلنا سنخسر. واعتقد انه من الحماقة ان نخسر جميعنا من اجل ارضاء اشخاص يؤمنون انهم وحدهم اهل الجنة.
الجنة يصنعها الانسان بيديه على الارض اولا ان اراد ان يسكن جنة السماء. والطريق اليها لايأتي بقوة البارود وطعم الدم، بل بقوة العقل والمحبة.
وتكفي انوفنا رائحة البارود والدم، فقد افتقدنا رائحة الياسمين.
التعليقات