تُعدُّ اللغة العربية، الملقبة بـ "لغة الضاد"، من أعرق اللغات الإنسانية وأغناها؛ إذ يمتد تاريخها لأكثر من ثمانية عشر قرناً، ويتجاوز معجمها اثني عشر مليون كلمة. وفي عام 1973م، اعتمدت الأمم المتحدة العربية لغةً رسمية، ثم أقرتها منظمة "اليونسكو" يوماً عالمياً للاحتفاء بها.
يتحدث بالعربية اليوم أكثر من 422 مليون نسمة، وهي لغة العبادة لأكثر من مليار مسلم حول العالم. ومع توالي الأيام، يتجدد الاعتزاز بهذه اللغة التي تُصنف ضمن اللغات السبع الأكثر استخداماً على شبكة الإنترنت، والأسرع انتشاراً ونمواً أمام لغات عالمية أخرى كالفرنسية والروسية؛ ومن المتوقع أن يصل عدد الناطقين بها كلغة أم بحلول عام 2050م إلى نحو 647 مليون نسمة.
تستمد العربية قدسيتها وأهميتها من نزول القرآن الكريم بها، حيث قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، فهي لغة الرسول محمد ﷺ، ووعاء التراث الإسلامي العظيم. ولا يتحقق البيان الكامل وفهم الأصول الشرعية من كتاب وسنة إلا بإتقانها، فهي المفتاح لعلوم الدين والدنيا.
إن العربية تمتاز بقدرة فائقة على التكيف والإبداع في شتى العلوم، لذا وجب علينا تشجيع الأجيال الناشئة على التحدث بها والاعتزاز بهويتها؛ فاللغة والزيّ هما جوهر ثقافة الشعوب، وبالتحدث بها ينال المرء التقدير والاحترام. وهذا نداءٌ لكل عربي أن يفخر بلسانه، ويساهم في نشر المعرفة عبر الندوات والمحاضرات لتعريف الأجيال بمكانتها، فمن أعز لغته أعزته، فهي المصدر الحقيقي للإبداع.
يتحتم علينا غرس حب العربية في نفوس الناشئة، وتكثيف حضورها في المناهج الدراسية، والتصدي للتحديات التي تواجهها عبر الدراسات البحثية المعمقة. وهنا يبرز دور وزارات التعليم في مواجهة معوقات تطورها، لا سيما عزوف بعض المجالات العلمية عن استخدامها في الأبحاث الأكاديمية، وتأثير اللغات الأجنبية واللهجات العامية التي أزاحت الكثير من المفردات الأصيلة.
ختاماً، يا لغةً نعشق حروفها ونسعى لرفعتها، أنتِ لغة الجمال والبيان، فحقّ لكل من نطق بكِ أن يرفع رأسه فخراً واعتزازاً.






















التعليقات