هذه العبارة البليغة ليست لي وانما للدكتور أحمد الربعي استخدمها في مقاله في الشرق الأوسط لوصف التراشق الذي رأيناه في الأيام الماضية بين عبدالحليم خدام الذي آثر أن يقفز من السفينة قبل أن تغرق -يمكنك أن تسميه خائنا أو تسميه وطنيا وذلك يعتمد على زاوية الرؤية!
- لكن هذا التراشق عبر أثير الفضائيات كشف للعالم كله عن هذا النظام المهترئ من الداخل فمجلس الشعب (المسرحي) والذي لا أخفي اعجابي بفصاحة أعضائه ولغتهم العربية المتينة وأسلوبهم الشعري، جلس في وصلة تعديد للخصال السيئة لخدام وأولاده وقصصه مع الفساد وقلة الوطنية ثم مصادرة خمسمئة سيارة -فقط-كان يملكها خدام، تجعل أي طفل يتساءل: quot;وينكم عنه يا مجلس الشعب طوال هذه السنوات؟quot; وما هو دوركم بالضبط؟

مشكلة هذه الأنظمة الشمولية أنها بنت قوتها على اضعاف المواطن واخراسه وتخويفه ظنا منها أنها تحمي نفسها، ولا تدري أن الشعوب هي الحامي الأول لأنظمتها وأنها بالأرهاب والقمع والتخويف لن تبني الا بناء كرتوني هش سيتهاوى في يوم من الأيام مع أي نسمة حرية.

وأمامنا العراق مثال واضح و- أيضا عبر الفضائيات- نشاهد رئيسهم المخلوع الذي لا يزال يطنطن بشعاراته وعنترياته من سجنه في حين الشعب العراقي يتوجه الى صناديق الاقتراع ويبني مستقبله ومستقبل أطفاله، فهل الوطنية وكرامة الأمة تعني أن نورط الشعوب في حروب وحماقات ونزوات بحجة -أننا لن نحني رؤوسنا - أم أن الحرص على حياة هذا الفرد العربي ولقمته وحريته هي المفهوم الحقيقي لكرامة الأمة؟

قبل عام تقريبا كان هناك حديث عن معارضة كويتية في الخارج وكان هناك من ينادي بسحب الجنسية الكويتية منهم ويرى آخرون أن الأفضل احتواؤهم كتبت يومها: quot;الله يقويهم فما الذي سيفعلونه؟ سينتقدون الحكومة الكويتية مثلا؟ أؤكد لكم أنهم لن يكونوا أطول لسانا من كتاب هذه الصحيفة وأخواتها وأعضاء مجلس الأمةquot;، وفعلا أين هي هذه المعارضة الكويتية اليوم؟
والعالم كله يتذكر كيف وقف الشعب الكويتي كله صفا واحدا خلف قيادته طواعية دون أن يجبره أحد ابان الغزو الصدامي على الكويت، حيث وجدت الكويت في تلك اللحظة ثمار حرصها على حرية الفرد الكويتي وكرامته وأن الفرد هو صمام الأمان الأول لنظامه.
لكن هل من متعظ؟؟
[email protected]