هل هناك أي علافة لجماعة الإخوان بمصر عبر برنامجها المعلن والمنشور بالتفصيل علي موقع الجماعة علي الإنترنت؟.. جماعة الإخوان تطالب بالسماح لها للعمل السياسي في مصر.. وقد سمعنا أنهم بصدد تكوين حزب سياسي مدني يقولون عنه أنه ذو مرجعية إسلامية.. في محاولة لتلافي التعديلات الدستورية القادمة التي ستمنع أي نشاط سياسي أو حزبي يقوم علي أساس ديني..
فهل هم فعلا جماعة دينية أم مدنية؟.. هل تهمهم مصر فعلا أم أن هدفهم النهائي ليس له أي علاقة بمصر كوطن ودولة ؟
لنري معا أهدافهم كما حددها مرشدهم الأول الذي نصبوه إماما.. لا ندري إماما لمن بالضبط..
يقولون علي موقعهم الرسمي.. لقد حدد الإمام البنا الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها بإيجاز فقال:
quot;نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام.

وركّز الإمام الشهيد على هدفين حيث قال: quot;أذكر دائمًا أن لكم هدفين أساسيين:
ndash; أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان لا ينكره إلا ظالم جائر أو مستبد.
ndash; أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه القديمة، وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس، وما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.

كلام جميل يصلح لدولة خيالية ليس لها أي علاقة بمصر.. لأسباب كثيرة.. أولها أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة لها حدود معروفة ولن تكون جزءا أو دويلة من وطن آخر.. هي دولة مستقلة مستعدة للتعاون مع دولة المنطقة اسلامية كانت أو عربية أو إفريقية ولكن من خلال الحفاظ علي مصالحها.. تعاون يقوم علي أساس الندية والاحترام المتبادل.. مصر لا تريد ولا تسعي أن تكون جزءا من دولة أخري أكبر حتي لو كانت هي مركز هذه الدولة.. وأتحدي أن يكون تم ذكر مصر ولو مرة واحدة في برنامجهم المعلن.. عندما قال مرشدهم طظ في مصر.. لم يكن إلا معبرا عن برنامج الإخوان.. قالها بفظاظة وسلاطة لسان.. ولكنها الحقيقة التي تؤمن بها جماعة الإخوان وخرجت من العقل الباطن علي لسان مرشدهم العامة.. وهو يتمتع بميزة..هي أنه لا يستطيع أن يتحكم في لسانه فيكشف الحقيقة التي يحاول غيره إخفائها حتي مرحلة التمكين..

ثانيا.. مصر ليست دولة للمسلمين فقط حتي لو كان أغلب مواطنيها يدينون بالاسلام.. مصر بها ملايين من غير المسلمين وهم يعتبرون مصر وطنهم الأصلي و مصر تعتبرهم مواطنين مصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات مثل أي مواطن مصري آخر مسلم أو غير مسلم.. فأين هؤلاء في برنامج الإخوان وأهداف الإخوان.. بل أين مصر نفسها في هذه الدولة التي يسعي إليها الإخوان.. ويعتبرونها هدفهم النهائي..
ثالثا.. وهو الأهم والأخطر.. الإخوان يعتبرون وبوضوح وبنص كلام مرشدهم المثيت في برنامجهم المعلن المسلمين وهم أغلبية مواطني مصر.. آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامة الدولة التي يدعو لها الإخوان.. آثمون في قعودهم عن إيجاد هذه الدولة.،،
ببساطة ووضوح تام لا يحتمل اللبس برنامجهم المعلن يقول أن أي مصري مسلم لا يشارك جماعة الإخوان هدفهم ورؤيتهم هو آثم ومسئول أمام الله عن تقصيره.. أي إرهاب معنوي أكثر من ذلك !.. بل هي دعوة مبطنة للعنف.. حولتها كل جماعات العنف المنبثقة عنهم الي واقع فعلي.. هم في الحقيقة الجناح السياسي لكل جماعات الإسلامي السياسي التي تمارس العنف..

إنهم ببساطة يقولون لكل مسلم بسيط لا يعطيهم صوته في أي انتخابات لا يؤمنون هم بها أصلا.. أنت آثم أمام الله..
إن لم يكن هذا استغلال للدين.. وإن لم تكن جماعة الإخوان جماعة أو حزب ديني يدعو الي دولة دينية فماذا تكون ؟
متي تتوقف هذه الجماعة ومتحدثيها الرسميين الذين يمارسون الكذب السياسي عن التقية والانتهازية السياسية..
إن كانوا يريدون المشاركة في العملية السياسية في مصر.. فليتخلوا أولا عن برنامجهم المعلن.. وليتوقفوا عن اعتبار كل من يخالفهم في أهدافهم آثما مسئولا أمام الله.. وليعترفوا أولا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة.. وحتي هذه اللحظة سيظلون جماعة دينية محظورة لا يحق لها ممارسة العمل السياسي القانوني.. مهما التفوا حول القانون وترشحوا كمستقلين..
كفانا تقية وانتهازية سياسية..