ما كنت أنوي الكتابة عن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الداعمة للتدخل العسكري التركي في إقليم كردستان شمال العراق، خاصة بعد مقالة الزميل هوشنك بروكا (بشار الأسد: عنترة في أنقرة) لأنها كانت الكافي الوافي في هذا المجال، ولكن فجأة تذكرت بعض التنويعات الخاصة بهذه التصريحات المشينة، وجدت من الضروري طرحها على (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، وعلى أعضاء وكوادر وقيادات (حزب البعث العربي الاشتراكي) أينما كانوا في بلاد (العرب أوطاني) وخاصة في دمشق (قلعة الصمود) و(قلب العروبة النابض) الذي آمل أن لا يكون هذا القلب على وشك (جلطة قاتلة) كما تفيد الفحوصات الأولية التي أجراها خبراء التضامن العربي من خلال فحص عينتين عربيتين:
الأولى: العلاقات العربية و جامعة الدول العربية
في البداية لا بد من التذكير بتلك التصريحات التي لا يمكن نسيانها، فقد أطلق بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية أو (القطر العربي السوري) كما في أدبيات الحزب الذي يتشرف برئاسته له، تصريحات أثناء زيارته لتركيا يوم السابع عشر من أكتوبر الحالي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس التركي (عبد الله غول)، قال فيها حرفيا كما نقلت وكالة الأنباء السورية: quot; نحن نؤيد القرارات المطروحة على جدول أعمال الحكومة التركية في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والنشاطات الإرهابية)، وفيما يتعلق بالتدخل العسكري التركي في إقليم كردستان لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني (نحن نعتبر ذلك حقا مشروعا لتركيا). ومن الملاحظ أن الأسد قال (القرارات المطروحة...) لأنه عند إعلانه التأييد المخزي هذا لم تكن الحكومة التركية قد قررت التدخل العسكري بعد، وهذا يعني أن الأسد كان (تركيا أكثر من كمال أتاتورك) و (غولا أكثر من عبد الله غول)، في حين أن الرفيق (ياب دي هوب) الأمين العام لحلف شمال الأطلسي كان أكثر حرصا على عرب وأكراد العراق إذ طالب تركيا بضبط النفس. وهنا لا بد من التساؤل المنطقي: أين الجامعة العربية من هذه التصريحات الأسدية؟ وإذا كان ميثاق الجامعة العربية ينصّ على عدم جواز تدخل أية دولة عربية في الشأن الداخلي لدولة عربية أخرى، فهل يسمح بقيام دولة عربية بتشجيع وتحريض وتأييد دولة أجنبية على التدخل العسكري في دولة عربية أخرى؟ أم نسيّ بشار الأسد أن إقليم كردستان هو جزء من العراق الواحد الموحد باعتراف الأكراد والعرب إلى درجة أن الرئيس العراقي الحالي وهو جلال الطالباني المواطن الكردي العراقي، قال ردا على تصريحات الأسد المخزية له ولحزبه:
quot; إن تصريحا ت الأسد خطيرة وتتناقض وروح التضامن العربي وروح التضامن والتعاون السوري العراقي.كيف يبادر رئيس دولة عربية إلى تأييد التدخل العسكري ضد الجمهورية العراقية؟ هذا أمر خطير وظاهرة تسيء إلى العلاقات بين البلدين. كنت دوما أمتنع عن التعليق على المواقف السورية حرصا على العلاقات التاريخية التي تربطنا بسورية، ولكن هذه المرة لم أستطع تحمل هذا التجاوز الخطير لكل الخطوط، والأجدر بالرئيس السوري أن يقول ما قاله الأمريكيون والأوربيون أنه يفضل الحل السياسي رغم تفهمه لموقف تركيا quot;. وهذا يعني صراحة أن الرفاق الأمريكان والأوربيون كانوا أعقل بكثير من الرفيق البعثي السوري.
الثانية: معاهدة الدفاع العربي المشترك
هذه المعاهدة وقعت في السابع عشر من حزيران 1950، وكانت سورية والعراق من ضمن سبعة دول عربية وقعتها آنذاك، وتنصّ المادة الثانية من الاتفاقية على أن quot; تتشاور الدول المتعاقدة في ما بينها بناء على طلب إحداها كلما هددت سلامة أراضي أية واحدة منها أو استقلالها أو أمنها.وفي حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها، تبادر الدول المتعاقدة على الفور إلى توحيد خططها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التي يقتضيها الموقف quot;. ومقابل هذه التعهدات الدفاعية العربية المشتركة، يقوم رئيس عربي (بشار الأسد) بتأييد وتحريض دولة أجنبية للعدوان العسكري على دولة عربية قبل قرار برلمان تلك الدولة بذلك الشأن.
لذلك ما عاد المواطن العربي في (أمة عربية واحدة) يؤمن بشعارات البعث تلك، وهو أول من يضربها ويلغيها ويمارس نقيضها، مما يذكر بتحول الشعار إلى (أمة عربية فاسدة ذات رسالة كاسدة)، و (بلاد العرب أكفاني) وهذا ليس جلدا للذات بقدر ما هو تشخيص لواقع عربي قائم منذ عشرات السنين ما لم نعترف به لن نفكر في إصلاحه، رغم أنه أصبح مستعصيا على الحل، فأي جلد للذات طالما الدول الأوربية على أبواب الوحدة الشاملة، والأقطار العربية (كي لا نقول الأمة العربية) في عمق الشرذمة الكاملة، التي من نتائجها يتحمس رئيس عربي لغزو دولة عربية، ويكون في حماسه هذا أسرع من برلمان تلك الدولة التي تخطط للغزو العسكري.
خلفيات التأييد البعثي السوري للغزو التركي
إن المتابع للسياسة البعثية منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في سورية في آذار 1963، يلحظ سمة أساسية في هذه السياسة، وهي الاستحواذ والاستمرار في السلطة بأي شكل سواء القمع ومصادرة حقوق الإنسان وأجهزة الأمن التي من الصعب معرفة عددها، أو القفز على المبادىء أخلاقية أو سياسية ويكفي التذكير بمفاصل أساسية من مسيرة هذا الحزب:
أولا: رغم أن اسمه (حزب البعث العربي الاشتراكي) وشعاره (أمة عربية واحدة) إلا أن هذا الحزب سواء في سورية أو العراق، لم يخدم سوى التشتت والفرقة والتشرذم العربي، ففي سورية عمل الحزب قبل وصولة للسلطة كل ما في وسعه لضرب تجربة الوحدة المصرية السورية (الجمهورية العربية المتحدة)، وعندما وقع الانفصال عام 1961 كان الحزب أول مؤيديه بدليل وشهادة توقيع صلاح البيطار على عريضة الانفصال مع مأمون الكزبري. و منذ توريث بشار للسلطة والحزب بعد وفاة والده، كانت عملية التوريث بالطريقة التي تمت بها من خلال تعديل الدستور حسب مواصفات ومقاس بشار فضيحة لا مثيل لها، ومنذ ذلك التوريث الفضيحة وهو يسعى جهده للتوتير مع غالبية الدول العربية، ولا أحد ينكر هذا التوتر مع السعودية ومصر ولبنان والأردن والعراق، وهو يظهر للعلن أحيانا والسر أغلب الأحيان، ولم تكن علاقات البعث العراقي الصدّامي العربية أفضل، فيكفيه عارا احتلال دولة الكويت وتخريب غالبية منشآتها وحرق آبار نفطها قبل اضطراره للانسحاب السريع بفضل المواقف القومية للرفاق الأمريكان والأوربيين وحلفائهم في التحالف الدولي.
الثاني: هو الانتهازية على حساب المبادىء فهذا الحزب لا مبادىء لديه، وهو مستعد للرقص على كافة الحبال من أجل الاستمرار في السلطة، فهذا الحزب في زمن الرئيس حافظ الأسد هو من قام بطرد المناضل الكردي عبد الله أوجلان في أكتوبر1998 وبتنسيق مع المخابرات التركية التي ظلت تلاحقه من دولة إلى دولة إلى أن اعتقلته في كينيا في الخامس عشر من فبراير 1999 ومن يومها وهو في سجن انفرادي في جزيرة امرالي في بحر مرمرة بعد أن تمّ تخفيض الحكم التركي الصادر بحقه من الإعدام إلى المؤبد، فمن سلّم والده المناضل عبد الله أوجلان لكسب رضا العسكر الترك ليس مستغربا على ابنه و وريثه بشكل قانوني مزوّر أن يحرض عسكر تركيا ويؤيدهم في اجتياح قطر عربي هو العراق فقط لأن الهدوء في العراق يضرّ بنظامه. وفي عام 1991 لأن لحافظ الأسد مصلحة مع الأمريكان والإوربيين قام بإرسال عدة فرق عسكرية بعثية سورية ساهمت في حرب تحرير الكويت من احتلال الرفاق البعثيين العراقيين، ومنذ عام 1963 حذف الحزب القائد من كافة المناهج التعليمية السورية وأدبيات الحزب القومي العربي أية إشارة للواء الأسكندرونة المحتل من تركيا منذ عام 1936 خوفا من التهديدات التركية، وعلى نفس المنوال يسير الرئيس الابن وارث السلطة، حيث لا مبادىء مطلقا بل انتهازية مصلحية عبثية، إذ لا يفهم أي عقل بعثي أو عبثي استمرار القتل في لبنان والتوتير مع عدة دول عربية وفي الوقت نفسه التنسيق الاستراتيجي مع تركيا وإيران، وهي سياسة أعتقد أن (أشباه الرجال) لا يقدمون عليها. من المهم أن تكون العلاقات مع الجيران الأتراك والإيرانيين جيدة، ولكن ماذا عن احتلال الأحواز والجزر العربية الإماراتية الثلاثة ولواء الاسكندرونة السوري، وماذا عن السكوت والنسيان الدائم لاحتلال الجولان منذ عام 1967، والسكوت المؤدب بشكل خرافي على كافة الانتهاكات الإسرائيلية وغاراتها العسكرية في عمق قلب العروبة الزاعق، وإذا نسيّ الحزب ذلك فإن إيران وتركيا مهما تطورت العلاقات مع نظام البعث السوري تعرفان أن هذا النظام سيبيع هذه العلاقات في أول لحظة تفاهم مع الأمريكان وهو يسعى لهذا التفاهم بأي ثمن، ثم إن من لا خير فيه لأمته لا خير فيه للغريب تركيا أم إيرانيا.
العنصرية البعثية ضد أكراد سورية
هذه السياسة المتبعة منذ وصول الحزب للسلطة لا تقرّها أية أعراف أو أخلاق تؤمن بأن الوطن لكل مواطنيه، فيكفي التذكير باستمرار تشبث الحزب بنتائج الإحصاء الإستثنائي لمحافظة الحسكة عام 1962، وتسميته من السلطات الرسمية (الإحصاء الإستثنائي لمحافظة الحسكة) يعني بوضوح أنه إحصاء مدبّر لمحافظة الحسكة فقط دون باقي المحافظات السورية، للوصول للنتائج العنصرية الظالمة التي وصل إليها وما زالت حتى اليوم بعد مرور45 عاما، رغم وعود الرئيس بشار المتكررة بدراسة هذا القانون وتعديله، مما يعني اعترافا مباشرا بأنه إحصاء كان مدبرا بطريقة عنصرية لإلحاق الضرر بمئات ألاف المواطنين السوريين لمجرد أنهم من أصول كردية، وقد نتج عن هذا الإحصاء العنصري أن تحول حوالي 150 ألف مواطن سوري من أصل كردي ذلك العام إلى أجانب لا يملكون الحق في الجنسية السورية وكل ما يتبعها من أمور الوظائف العليا والحساسة، ويقدر عددهم الآن حوالي 250 ألف مواطن محرومين من أبسط حقوق الإنسان رغم نفي النظام وأبواقه داخل سورية وخارجها، وأنا أعرف من هؤلاء المحرومين كتابا وصحفيين معروفين على مستور الأقطار العربية (كي لا أقول الوطن العربي) وهم لا يملكون أية إثباتات للشخصية ولا يمكنهم السفر خارج سورية لعدم امتلاكهم جوازات سفر.
الثقافة البعثية العنصرية
ومن أفضل الوثائق الدامغة لتلك الثقافة البعثية العنصرية، هو كتاب البعثي الملازم أول (محمد طلب هلال) مسؤول شعبة الأمن السياسي في محافظة الحسكة الذي أصدره علنا في نوفمبر من عام 1963 بعنوان(دراسة عن محافظة الحسكة من النواحي القومية والاجتماعية والسياسية)، وقد تمّ توزيعه علنا على كافة مكاتب وفروع وكوادر الحزب، وقد حصلت على نسخة منه من وزارة الإعلام السورية في سبتمبر عام 1982 فور وصولي لسورية من حصار بيروت وإقامتي هناك وعملي في الصحافة، وهو كتاب لا أعتقد أن له مثيل في عنصريتة الكريهة حتى في أدبيات الحركة الصهيونية، ولو طبقت دولة إسرائيل مثل توصيات هذا الكتاب بحق الفلسطينيين، لما ظلّ فلسطيني على أرضه ليصبحوا اليوم مليونا وربع بعد أن كانوا في عام 1948 أقل من مائتي ألف، ولما سمعنا واحدا منهم اليوم يتكلم العربية، ولما ظهر بينهم شعراء وكتاب ومبدعون أمثال إميل حبيبي وسميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وغيرهم المئات من المبدعين وأساتذة الجامعات في مختلف التخصصات الجامعية باللغة العربية، بحيث أصبحت الثقافة العربية في داخل دولة إسرائيل لا تقل عمقا وتنوعا عنها في أية عاصمة عربية.
يبدأ العنصري الملازم محمد طلب هلال كتابه الأسود بتقرير من أدبياته البعثية قائلا: (ليس هناك شعب بمعنى الشعب الكردي)، ويحاول التدليل على ذلك باستعراض جاهل لتاريخ هو ليس أهل له فهو ليس سوى كاتب تقارير أمن سياسي كما يفهمه أمن الدولة في سورية، وأمن الدولة لا يعني سوى استمرار الحزب ومتنفذيه في الحكم، وأمن الدولة عندهم لا يعني اكتشاف الغارات الإسرائيلية في عمق الأراضي السورية التي تكررت السنوات الماضية عدة مرات، ولا يعرف بها أمن الدولة إلا بعد إعلانها من قبل دولة إسرائيل كما حصل في الغارة الأخيرة حيث ظلّ أمن الدولة ساكتا، وعندما تكلم وقع في التناقضات من نفي إلى إثبات إلى أن اعترف بها رئيس النظام بشار الأسد. وفي البند الخاص ب (المقترحات بشأن المشكلة الكردية)، يقترح الملازم البعثي محمد طلب هلال مقترحات في قمة العنصرية التي ترقى لمستوى هولوكست حقيقي، فهو يقترح حرفيا كما ورد في كتابه (وأنقل ذلك حرفيا منه):
أولا: أن تعمد الدولة إلى عمليات التهجير إلى الداخل مع التوزيع في الداخل ومع ملاحظة عناصر الخطر أولا فأولا، ولا بأس أن تكون الخطة ثنائية أو ثلاثية السنين، تبدأ بالعناصر الخطرة لتنتهي بالعناصر الأقل خطورة....وهكذا.
ثانيا: سياسة التجهيل أي عدم إنشاء مدارس أو معاهد علمية في المنطقة لأن هذا أثبت عكس المطلوب بشكل صارخ وقوي.
ثالثا: إن الأكثرية الساحقة من الأكراد المقيمين في الجزيرة يتمتعون بالجنسية التركية (وهذا ادعاء وكذب يقصد منه التمهيد لما يريده بعد ذلك وهو) فلا بد من تصحيح السجلات المدنية وهذا ما يجري الآن إنما نطلب أن يترتب على ذلك إجلاء كل من لم تثبت جنسيته وتسليمه إلى الدولة التابع لها. (والدليل على كذبه أنه لم يتم تسليم أو إجلاء أي مواطن إلى تركيا بدليل أن الذين حرموا من الجنسية عام 1962 أصبحوا حوالي ربع مليون اليوم، فلو كانوا أتراكا فعلا عام 1962 لتمّ إجلاؤهم لتركيا حسب توصياته، ولما كانت هذه المشكلة موجودة حتى اليوم ويعترف بها الرئيس بشار شخصيا).
رابعا:سدّ باب العمل: لا بد لنا أيضا مساهمة في الخطة من سدّ أبواب العمل أمام الأكراد حتى نجعلهم في وضع: أولا غير قادر على التحرك، وثانيا في وضع غير المستقر المستعد للرحيل في أية لحظة، وهذا يجب أن يأخذ به الإصلاح الزراعي أولا في الجزيرة بأن لا يؤجر الأكراد، والعناصر العربية كثيرة وموفورة بحمد الله.
خامسا: شن حملة من الدعاية الواسعة بين العناصر العربية ومركزة على الأكراد بتهيئة العناصر العربية أولا لحساب ما، وخلخلة وضع الأكراد بحيث يجعلهم في وضع غير مستقر.
سادسا: نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين الأكراد، وإرسال مشايخ بخطة مرسومة عربا أقحاحا أو نقلهم إلى الداخل بدلا من غيرهم، لأن مجالسهم ليست مجالس دينية أبدا، فهم لدى دعوتنا إياهم لا يرسلون برقيات ضد البرزاني، إنما يرسلون برقيات ضد سفك دماء المسلمين، وأي قول هذا القول. (وضمن هذه التوصيات يمكن فهم اغتيال النظام البعثي السوري للشيخ معشوق الخزنوي عقب اختطافه في دمشق في العاشر من مايو 2005، وتهديد نجله الشيخ مرشد مما اضطره للجوء إلى المملكة النرويجية المباركة بإذن الله، وأعقب ذلك قتل سعيد دليلة أحد المتهمين بخطف واغتيال الشيخ معشوق للتغطية على الجريمة).
سابعا: ضرب الأكراد في بعضهم وهذا سهل وقد يكون ميسورا بإثارة من يدّعون أنهم من أصول عربية على العناصر الخطرة منهم، كما يكشف هذا العمل أوراق من يدّعون أنهم بأنهم عربا.
ثامنا: إسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكردية على الحدود، فهم حصن المستقبل ورقابة بنفس الوقت على الأكراد، ونقترح أن تكون هذه من (شمّر)، لأنهم أولا من أفقر القبائل في الأرض ومضمونين قوميا مئة بالمئة.
تاسعا: جعل الشريط الشمالي للجزيرة منطقة عسكرية كمنطقة الجبهة بحيث توضع فيها قطعات عسكرية مهمتها إسكان العرب وإجلاء الأكراد وفق ما ترسم الدولة من خطة.
عاشرا: إنشاء مزارع جماعية للعرب الذين تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على أن تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكريا كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماما. (تخيلوا من يقلد البعثي القومي العربي). - انتهى النقل الحرفي من الكتاب البعثي العنصري -
هذه هي خلفية الدعم للتدخل التركي
إن حزبا ينطلق من هكذا توصيات ضد الأكراد المواطنين السوريين، وطبّقها فعلا من خلال ما أصبح يعرف بالحزام العربي في منطقة الحسكة عبر عشرات المراسيم والقرارات العلنية التي لم تتوقف، لا يستغرب أن يؤيد رئيسه التدخل العسكري التركي في العراق فقط لأن التدخل سيكون في إقليم كردستان العراق، وهذا لا يمكن وصفه من خلال السرد الوثائقي السابق من أدبيات البعث السوري نفسه إلا أنه عنصرية كريهة لا يقبلها إنسان عاقل يؤمن بوحدة الشعب، خاصة أننا لم نسمع يوما لا في السرّ ولا العلن أن أكراد سورية طالبوا بغير إنصافهم كمواطنين سوريين، يعيشون فوق هذا التراب قبل العديد من قيادات البعث ومنظّريه. إن أمة هكذا تفكر وتمارس قياداتها القومية حارسة قلب العروبة الذي ما عاد ينبض، لن تتمكن من مواجهات التحديات التي تواجهها، وهي تعبّر عن عجزها هذا باضطهاد مواطنيها أكرادا وعربا، وأنا لست من هواة جلد الذات، و إلا ماذا نقول عن شاعر العرب العروبة أبو الطيب المتنبي الذي قال قبل ألف وأربعين عاما (توفي عام 965 ميلادي):
أغاية الدين أن تحفوا الحواجب يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ومن يبلّغ المتنبي في قبره أن مرحلة فهم الدين على أنه (حف الحواجب) أرحم مليار مرة من مرحلة (التبرك ببول الرسول) و (إرضاع الكبير) و (جلد الصحفيين) و (تحريم اختلاء المرأة مع شبكة الانترنت) و (تكفير الشيعة عامة) و (التطهير العرقي ضد الأكراد) و غيرها من مضحكات مبكيات لا أعرف ماذا سيكتب المتنبي إن سمع بها؟. وأنا لست مسؤولا عن نقل ما قاله نزار قباني ف (ناقل الشعر ليس هو الشاعر):
quot; يا أمة تبول على نفسها كالماشية quot;
و quot; إن خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة
فالعنتريات ما قتلت ذبابة quot;
لذلك فعنترياتنا موجهة ضد بعضنا البعض لذلك فهي تقتل وتشرد مئات ألالاف كما رأينا، ولا أجزم أن لذلك علاقة ب (عنترة في أنقره) فالمعنى في بطن الكاتب.
[email protected]
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات