تتناقل الاخبار عامة منها وخاصة أن السيد إياد علاوي المحترم يعمل على تقويض حكومة السيد المالكي دستوريا، أي إلى سحب الثقة من حكومة الإئتلاف برئاسة السيد نوري المالكي، وذلك عبر تحالف قوى برلمانية من ضمنها كما يقال الأحزاب الكردستانية، وقد جاءت هذه الاخبار في سياق تصريح صارخ للسيد علاوي أكد بموجبه أن حكومة المالكي لا تمثله كشيعي، بل تمثل الشيعة المسيسيين، مما يعني أنه وضع اسفينا نهائيا بينه وبين هذه الحكومة.
ليس من حق أحد منع السيد أياد علاوي من أن يعمل على هذا الهدف مادام با لطرق الديمقراطية، وما دام السيد علاوي يرأس كتلة سياسية في البرلمان، فهذا من تقاليد اللعبة الديمقراطية في كل العالم، مهما كانت التهديدات شبه الدموية التي أطلقها بعض المسؤولين في هذه الحكومة للأسف الشديد الامر الذي أساء إلى الحكومة ذاتها، بل إلى رئيسها السيد المالكي.
ولكن هنا بودي أن أسال السيد علاوي الذي لا أشك أبدا بوطنيته وعراقيته، ولا أشك أبدا بالمرارة التي يشعر بها نتيجة تصرفات بعض قادة ( الآخر ) التي إتصفت بالرعونية والتخلف والجهل وعدم الدراية بقواعد اللعبة السياسية، بودي أن أساله بكل حب وإخلاص... ترى يا أبا حمزة : هل كل ما هو دستوري موضوعي بالضرروة؟
لا بطبيعة الحال، وأنت تعلم بذلك قبل غيرك بسبب ثقافتك الدستورية التي أعلم بها، وبسبب معرفتك جيدا بقواعد اللعبة السياسية...
ليس كل دستوري موضوعيا يا دكتور أياد، بل ليس كل علمي موضوعيا، فكيف بقضايا دستورية يمكن أن تتلاعب بها الا هواء والمطامع والمطامح؟ وما أكثر الحقائق التي أُبطِلت وهُتِكْت ودُمرت دستوريا؟
هل أنت ضامن يا دكتور ــ وأنا اناشد روحك ا لوثابة، وأنت أبن تلك العائلة الكريمة التي شهد لها التا ريخ بحب الناس والعطاء والذكاء ــ إن الشارع العراقي سوف يستكن، ويهدا، وأن تاريخ العراق سوف يمر بسلام فيما تمكَّنتَ من إسقاط حكومة السيد نوري المالكي دستوريا؟
ضع هذا الاحتمال في ذهنك وأجب على هذا السؤال سيدي الكريم.
حكومة السيد المالكي ــ ولا أعتقد لا تعرف نزاهته وشجاعته وعراقيته ــ وباعتراف احد مستشاريه ــ ويا لكارثة مستشاريه! ــ ضعيفة هشة، وربما قائمة على لغة المحاصصة كما تقول، ولكن هل هناك بديل جاهز بدون مضاعفات مثيرة ومخيفة؟ هل البديل المعاكس تماما سيمر بسلام؟ هل السياسة إلا فن الممكن يا أبا حمزة؟
لست أشير إلى ذلك التصريح البدائي الذي صدر من أحد ( المستشارين ) الذين لا يجيدون ــ وحق الله مفردة من مفدردات مهامه السياسية ــ بل أشير إلى الواقع الملموس، الواقع الذي يجري على الارض بكل وضوح، هل تريد إشارة أكثر من هذه المسيرات المليونية التي توجهت طوعا إلى كربلاء الحسين الذي أعرف مدى حب عائلتك الكريمة له ولأهل بيته الطيبين؟
أعوذ بالله إن كانت لغتي تهديدا أو وعيدا سيدي أبا حمزة، فكاتب هذه السطور أعزل، لا يملك من دنياه غير صراحته وقلمه اللذين صارا وبالا عليه، ولكن هو الواقع يا صديقنا العزيز.
لا أعتقد أنك لا تفهم المغزى، أتكلم بلغة الإشارة لانك أهل لاكتشاف البعيد قبل القريب، ولأنك تجيد قراءة التاريخ والجغرافية معا.
هل أجريت مراجعة لهذا الواقع وحسبت مضاعافاته التي يمكن أن تترتب على سحب الشرعية من هذه الحكومة؟ هل أجريت قراءة لهذه للغة هذه المسيرات المليونية، وهي مسيرات تحدت الموت والدم والرصاص؟
ألم أقل لك ليس كل دستوري موضوعيا؟
أريد أن استشهد لك بموقف علي بن أبي طالب عليه السلام، فهو كا ن يرى في نفسه أهلا للخلافة سواء عن نص أم عن كفاءة أم خدمة وعطاء في سبيل الدين الحنيف، ولكن كان يرى الموضوعية أكبر من الدستورية، كان يرى الموضوعية أحق من الدستورية!
الموضوعية يا دكتور حكمة والدستورية قد تكون هوى، الموضوعية يا بن الأطياب كياسة والدستورية قد تكون تهورا وانتحارا...
العمل مع حكومة المالكي، والمالكي باذات أكثر موضوعية من إسقاط حكومته، وإلا هل نمضي بالعراق إلى ما لا يحمد عقباه وأنت الذي تقرا التاريخ جيدا؟
هؤلاء هم، أ نظر إليهم، يمضون على ما طرحته من أفكار، بل تخطوا حتى السقوف الحمراء التي طالما أعلنوا عنها صراحة، وعليه هناك فرص ذهبية لتدخل في العمق، تغير وفق أفكارك وطروحاتك، هناك تحدث إنقلابك الهائل، مشروعك الوطني العتيد.
لا اكتمك سرا، حكومة المالكي هشة، ضعيفة، ذلك ما قاله أحد مستشاريه ــ ويا لكارثة مسشتاريه ـ ولكن الرجل يسعى جاهدا لأنقاذ العراق، وقد أثبت وطنيته التي لا غبار عليها، وهاي هي الخطة الأمنية بدأت تؤتي بعض اكلها، فلماذا لا تضع يدك بيده، وتسير معه نحو عراق حر، تعددي، ديمقراطي، غير محاصصي...؟
أليس هذا أولى يا دكتور؟
مشروعك عظيم، ينقذ العراق، بل المنطقة، ولكن ينبغي أن تكون الوسيلة إليه بمستواه، وليس غير الحوار الها دئ البناء وسيلة إلى هذ ا المشروع الكبير، الحوار مع السيد المالكي، وبالتفاعل مع كل خطوة إيجابية تصدر من هذا الرجل الطيب القلب، المملوء إخلاصا وحبا للعراق وأهل العراق، فهو ذاك كما تعرفه ونعرفه، وإلا هل يشك بذلك أحد سيدي أبا حمزة؟

مشورعك عظيم، عراقي بالصميم، ولكن هل قرات الوسيلة موضوعيا؟ القراءة الموضوعية يا سيادة الدكتور قبل القراءة الدستورية، وإلا سينتهي هذا المشروع إلى عكس النتائج التي تتوخاها.
شعب العراق سوف يرفع أسمك عاليا، وسوف يخلدك التاريخ إذا دخلت إلى البيوت من أبوابها، وكن على ثقة، اقولها بحسي الفطري، إن سحب الثقة من حكومة المالكي سيكون هو المشروع وليس الوسيلة، سيقف على الابواب، لا يتحرك خطوة واحدة إلى الامام، بل سيتحول عراقك إلى أكثر من عراق، وهذا ما نريده جميعا.
و... تقبل تحيات مواطن بسيط، لا يريد لك إلا خيرا