bull; لماذا ذبح الأصوليون محفوظ وكفروا درويش ورفضوا الصلاة على جثمان نزار قبانى؟!
bull; لايوجد شعر حلال وشعر حرام ولكن يوجد شعر جميل وشعر ردئ
bull; لايوجد شعر حلال وشعر حرام ولكن يوجد شعر جميل وشعر ردئ
[ إنفجار أورطى محمود درويش كان إيذاناً بإنفجار ماسورة الشتائم والبذاءات والتكفيرات الحمساوية للشاعر الكبير، فماأن رحل المبدع درويش حتى صارت منتديات الإنترنت ساحة للنزال والعراك، وللأسف ليس نزالاً أو عراكاً حول التقييم الفنى لشعره وإبداعه، ولكنه كان عراكاً حول مدى إلتزامه الدينى، إنقلب أبناء حماس إلى محاكم تفتيش بشرية عبر الشبكة العنكبوتية، يبحثون فى النوايا، ويدعبسون ويلغوصون فى شغاف القلب وتلافيف العقل،ويغتالون المبدع على الهوية، يريدون مبدعاً على مقاس كتالوجهم الإخوانى، ويرغبون فى تشكيله بمخرطتهم الوهابية الأصولية المتزمتة التى لايمكن ومن رابع المستحيلات أن تصنع فناناً حقيقياً.
[ نبهنى صديقى المواطن الإنترنتى نبيل شرف الدين ودعانى إلى قراءة ماكتبه أبناء حماس تعليقاً على رحيل آخر الشعراء النجوم محمود درويش، لم أصدقه فى البداية،فالموت له جلاله ورهبته، ومهما كانت كراهيتك لشخص فمن الأجدى والأعقل والأنسب أن تؤجل بث هذه الكراهية حتى تبرد دماؤه، ولكن ماقرأته أذهلنى، ورسخ فكرة كنت أحاول جاهداً أن أطردها لأننى لاأحب الأحكام المطلقة، وهى فكرة أن الأصولى لايمكن أن يكون فناناً!، وكنت أتصور أن رفض الأصوليين للصلاة على جثمان نزار قبانى هو آخر معاركهم ضد الشعراء، ولكنى آمنت ألآن وبعد قراءة ماكتبوه أن المعجزة لن تحدث، ولن يخرج من بين صفوف الأصوليين أى مبدع أو فنان، وأن القراءة الشرعية التى يمارسونها على الشعر من الممكن أن تنفع فى قراءة تحقيقات النيابة، وتجدى مع قراءة تقارير مهندسى الحى والمجالس المحلية، وتفيد فى الإطلاع على فتاوى بن باز وبن عثيمين، ولكنها لايمكن أن تنجح أبداً فى قراءة الشعر أو فى الحكم على الفن.
[ إذا أردت أن تقرأ خريطة الفكر السياسى للشباب العربى الجديد فعليك بقراءة منتدى الجزيرة توك وتعليقات موقعى العربيه وإيلاف على النت!، وماسأنقله إليكم مقتبس من منتدى الجزيره والذى يعتبر ترمومتر الرأى العام العربى بكل أطيافه السياسية، وإليكم بعض ماإستطعت إقتباسه من كتابات أبناء حماس فى هذا المنتدى:
bull; محمود درويش عاش شيوعيا والشيوعية تعني في أقل الإيمان عزل الدين وإبعاده وفي أكثر الإيمان إلحاد بالدين وكفر بالله ونفي مطلق لوجود الله quot; تعالى الله عما يشركون quot;
وأيضاً هو ذلك الشخص الذي دافع عن علمانية فلسطين وكان لا يريد لفلسطين إلا أن تكون علمانية كما قال هو،وأيضاً له من المقولات والكفريات والضلالات والبدعيات والشركيات الشيء الكثير وله من المصائب نصيب الأسد إستهزاء بدين الله وبآيات القرآن وتحقير للدين وأستخدم في ذلك شعره وقلمه.
bull; إقتباسات مما أطلق عليه الحمساويون كفريات محمود درويش (عيونك شوكة في القلب توجعُني.. وأعبُدها)،..(إنْ خُلِقْنَا غَلْطَةً في غفلةِ الزمان)،..(أمس عاتبنا الدَّوالي والقَمَرْ.. والليالي والقَدَرْ)،..(مثلما يدَّعي القَدَر)،..( فعسى صليبي صهوةً، وعسايَ آخر من يقول)،..quot;رأيت الأنبياء يؤجرون صليبهم واستأجرتني آية الكرسي دهراً ثم صرت بطاقة للتهنئاتquot;، وقوله: quot;وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عم وقبعة الشرطي وخادمه الآسيويquot;،!!وقوله: quot;ونمت على وتر المعجزات ارتدتني يداك نشيداً إذا أنزلوه على جبل كان سورة ينتصرونquot;.
bull; السؤال الذي يطرح نفسه:-هل سماح الصهاينة له بإقامة أمسيات شعرية في حيفا يدُل على شعره الثوري وعلى وطنيَّة منقطعة النظير؟!!!.... يا جماعة الواحد ما بدو يحكي بس للأسف في ناس بتجبرك تحكي غصبن عنك!!!.
bull; محمود درويش شيوعى فهو القائل: وكان نشيد الثورة الذي يتردد على لسان كل طفل فلسطيني: أنا يا أخي آمنت بالشعب المضيع والمكبل.. وحملت رشاشي لتحمل الأجيال بعدي منجل...ويظل الحمساويون يجمعون الأدلة على أن درويش كان ماركسياً للتدليل على إلحاده وكأنهم يمنحونه صكوك الغفران، وكأن ماركسيته القديمة التى أعلنها ولم يخجل منها تحتاج إلى أدلة، ويستعينون بكتابات رجاء النقاش وحسين مروه للتأكيد، فيكتبون: في كتاب لاديب اسمه رجاء النقاش اسمه محمود درويش شاعر الأرض المحتلة فقد ذكر في صفحة 133: أن محمود درويش قد عمل في جريدة الاتحاد، ومجلة الجديد، وهما من صحف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعلاقة درويش بهذا الحزب وعضويته فيه ثابتة لا شك فيها، وقد أفاض فيها النقاش في كتابه المذكور، وأكدها حسين مروة في كتابه: quot;دراسات نقديةquot; حينما قال على لسان درويش: quot;وصرنا نقرأ مبادئ الماركسية التي أشعلتنا حماساً وأملاً، وتعمق شعورنا بضرورة الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي كان يخوض المعارك دفاعاً عن الحقوق القوميةquot;؟ ثم أسأله أين الحقوق القومية عند شاعر يحتفي اليهود بشعره في مناهجهم وتأتيه رسائل الشكر من سفرائهم على مواقفه القومية؟!.
bull; مشكلتنا مع هذا الهالك هي مهاجمته للدين وتعديه على حدود الله،هو لم يترك خطوط حمراء لم يتعداها،عموما هو الان في ذمة الله...لكن نحن نحكم على الظاهر،وظاهره يوحي بكفره وانا لاامجد من لايؤمن بالله ويتعدى على ديني اي كان،هو انسان ملحد عليه من الله مايستحق وكل شعره الذي تسمونه ثوري لن يشفع له ابدا،فهو مات في النهاية وسيحاسبه الله، وبس........
bull; من عرف الامة بقضيتنا هم اطفال الحجارة والاستشهاديين الذين فجروا انفسهم في اجساد الصهاينة،وليس هذا الافاك الذي كان عضوا في حزب شيوعي اسرائيلي يسمح لليهود بان يكونوا اعضاء فيه.
[ إنتهت الإقتباسات ولكن يظل سؤال،لماذا يعادى الأصوليون وأبناء الحركات الإسلامية السياسية الشعر والفن؟، هذه هى القضية التى أود طرحها من خلال هذه الإقتباسات، لن أناقش دور حماس فى الكفاح الفلسطينى، ولن أتطرق إلى تنظيرات سياسية وتحليلات إستراتيجيه هناك من هم أقدر منى على طرحها؟، ولكن مايشغلنى لماذا كل هذا العداء السافر للفن عموماً وللشعر خصوصاً؟، ولماذا يقاس الشعر عندهم فقط بالمسطرة الأخلاقية؟، ولماذا أشعار رجال الدين معظمها ردئ فنياً وهذه قضية كنت قد طرحتها من قبل فى مقال عن أشعار الشيخ الشعراوى والبابا شنوده؟!، لماذا يدور شعر هؤلاء فى دائرة النظم لا الفن؟، لماذا هذا الصراع المزمن بين المقدس والممتع؟، أسئلة كثيرة أود أن أطرحها للنقاش العام فى دوائر المثقفين والفنانين والمبدعين، أما وجهة نظرى الشخصية المتواضعة على هذه القضية فسأعرضها مستعيناً بهذه الإقتباسات من كتابات شباب حماس لأنها ببساطه تصور كيف يفكر هؤلاء فى الشعر كفن ووظيفه.
[ تفوق شعر المتنبى مدعى النبوة وإمرئ القيس الحسى الجاهلى الشهوانى وأبى نواس الخليع السكير وأبى العلاء المعرى المتشكك على شعر حسان بن ثابت شاعر الرسول والشافعى الفقيه العالم والبوصيرى صاحب البرده والشعراوى العالم بأسرار البلاغه العربية، هذا التفوق يمثل سؤالاً متحدياً مستفزاً لكل الأصوليين، يهدم كل مقاييسهم الجاهزه المبنيه على معادلة يظنونها واضحة وبسيطة وهى أننى كلما عرفت اللغه العربيه أكثر ومارست الطقوس الدينيه أكثر وغرقت فى كتب الفقه أكثر وأكثر كنت شاعراً أكبر وأكبر، وهذه للأسف معادلة خاطئة وخاسرة، مثلها مثل المعادلة الفنية المعاصرة التى تقول إبن الممثل الكويس لازم يبقى ممثل كويس!، فالمشكلة الحقيقية هى فى فهم طبيعة الفن نفسه، وفى فهم كيف تولد الموهبة،وكيف تخرج الموهبة لسانها تحدياً لكل المعادلات الجاهزه والقوالب الثابتة والأنماط التقليدية؟، والمشكلة الأكبر هى فى فهم ماهية الأخلاق ومدى إرتباطها بممارسة الطقوس الدينية الشكلية؟، وسنحاول أن نطبق هذه العموميات على موضوعنا الخاص وهو محمود درويش ورأى أبناء حماس فيه وتكفيرهم له، من خلال الرد على ماكتبوه فى ساحات الإنترنت:
bull; الإجتزاء والإبتسار والقراءة التربصية بطريقة ولاتقربوا الصلاة هى مكمن الخطر ومصدر المصائب والكوارث فى قراءة الأصوليين للشعر وبالطبع قراءة معظم الشارع العربى الذى تأثر برؤيتهم لكل الأمور من منظورهم ذى البعد الواحد، فالقصيدة كل متكامل وجسد عضوى واحد لايصح معه أن نبتر عضواً لكى نلوح به فى الوجوه quot; هذا هو الجسد كله quot;،لايوجد للشعر قراءة شرعية بمسطرة الفقه، وألفية بن مالك هى مجرد نظم خال من روح الفن لانستطيع قياس الإبداع على مقاسه.
bull; لايوجد شعر حلال وشعر حرام ولكن يوجد شعر جميل وشعر ردئ، من الممكن أن تتحدث عن القضية الفلسطينية بكل حب وكل حماس ولكنه فى النهاية عندما يقاس بمقياس الفن نجده شعراً رديئاً، وعلى العكس من الممكن جداً أن تتغزل فى عيون حبيبتك وتقتصر قصيدتك فقط على هذا الغزل والعشق ويكون شعرك جميلاً وعبقرياً من الناحية الفنية، فليس المهم فى القصيده عم تتكلم وتعبر ولكن المهم كيف تتكلم وكيف تعبر؟.
bull; تضمين بعض النصوص الدينية أو الإستلهام منها فى الشعر ليس كفراً، ومنطق هؤلاء الأصوليين فى التعامل مع هذا التضمين والإستلهام وهذه الإستعارات هو الذى ذبح نجيب محفوظ بسبب أولاد حارتنا، وهو الذى أطاح بإبراهيم أصلان وأحرق حيدر حيدر وكفر نزار قبانى ومحمود درويش، الشعر يتعامل مع واقع ويقرأه بشر ولا يدور فى فراغ،والتراث الدينى ونصوصه رافد مهم من روافد هذا الواقع، وكيمياء مؤثرة فى تركيبة هؤلاء البشر، ولايمكن إغفاله عند التصدى لصناعة أى فن، فنحن لانبدع لروبوتات من صلب وأسلاك ولكن نبدع لقراء من لحم ودم وأعصاب ومخزون ثرى من معتقدات دينية وعادات وتقاليد وأمثال شعبية ونكات جنسية........الخ، ومن حق الفنان بل من واجبه أن يسطو على كل هذا المخزون ويهضمه ويقدمه لنا عسلاً فنياً، فالفنان هو اللص والسارق المحترف الوحيد الذى نمجد سرقته لشعلة النار المقدسة التى تؤجج وتزيد من معرفتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا.
bull; محاولة وضع الفنان فى إطارنا وبروازنا الخاص يضع حاجزاً معرفياً بيننا وبينه، طريقة التعامل الصحيحة مع الفنان عموماً والشاعر خصوصاً هى أن نمنح أنفسنا الفرصة للتعرف عليه بدون أن نفرض عليه بروازنا الخاص، لانقصقص أجنحته وندعه نحلق فمن الجائز جداً أنه أثناء تحليقه يحصل على البللورة السحرية التى نستطيع من خلال النظر فيها معرفة أنفسنا أكثر، وتغيير آرائنا فى أشياء كثيرة كنا نعتبرها من البديهيات، فقضية أن محمود درويش ماركسى لايجب أن تكون سداً بيننا وبين أشعاره، فالشاعر حزب مستقل، وأكثر البشر تقديماً لإستقالاتهم منالأحزاب والتنظيمات هم الشعراء، محمود درويش لم يكتب مانفيستو، لم يخط برنامج الحزب الشيوعى، نحن لانحاسب محمود درويش على مذهبه السياسى، نحن نحاسبه على إبداعه الشعرى، على ثورته على نفسه قبل أن تكون ثورته على الآخرين، فالشئ الثابت الوحيد عند الشاعر هو التغير..هو التمرد.
bull; ترحموا على الشاعر محمود درويش فغداً ستترحمون على الشعر نفسه.
[ نبهنى صديقى المواطن الإنترنتى نبيل شرف الدين ودعانى إلى قراءة ماكتبه أبناء حماس تعليقاً على رحيل آخر الشعراء النجوم محمود درويش، لم أصدقه فى البداية،فالموت له جلاله ورهبته، ومهما كانت كراهيتك لشخص فمن الأجدى والأعقل والأنسب أن تؤجل بث هذه الكراهية حتى تبرد دماؤه، ولكن ماقرأته أذهلنى، ورسخ فكرة كنت أحاول جاهداً أن أطردها لأننى لاأحب الأحكام المطلقة، وهى فكرة أن الأصولى لايمكن أن يكون فناناً!، وكنت أتصور أن رفض الأصوليين للصلاة على جثمان نزار قبانى هو آخر معاركهم ضد الشعراء، ولكنى آمنت ألآن وبعد قراءة ماكتبوه أن المعجزة لن تحدث، ولن يخرج من بين صفوف الأصوليين أى مبدع أو فنان، وأن القراءة الشرعية التى يمارسونها على الشعر من الممكن أن تنفع فى قراءة تحقيقات النيابة، وتجدى مع قراءة تقارير مهندسى الحى والمجالس المحلية، وتفيد فى الإطلاع على فتاوى بن باز وبن عثيمين، ولكنها لايمكن أن تنجح أبداً فى قراءة الشعر أو فى الحكم على الفن.
[ إذا أردت أن تقرأ خريطة الفكر السياسى للشباب العربى الجديد فعليك بقراءة منتدى الجزيرة توك وتعليقات موقعى العربيه وإيلاف على النت!، وماسأنقله إليكم مقتبس من منتدى الجزيره والذى يعتبر ترمومتر الرأى العام العربى بكل أطيافه السياسية، وإليكم بعض ماإستطعت إقتباسه من كتابات أبناء حماس فى هذا المنتدى:
bull; محمود درويش عاش شيوعيا والشيوعية تعني في أقل الإيمان عزل الدين وإبعاده وفي أكثر الإيمان إلحاد بالدين وكفر بالله ونفي مطلق لوجود الله quot; تعالى الله عما يشركون quot;
وأيضاً هو ذلك الشخص الذي دافع عن علمانية فلسطين وكان لا يريد لفلسطين إلا أن تكون علمانية كما قال هو،وأيضاً له من المقولات والكفريات والضلالات والبدعيات والشركيات الشيء الكثير وله من المصائب نصيب الأسد إستهزاء بدين الله وبآيات القرآن وتحقير للدين وأستخدم في ذلك شعره وقلمه.
bull; إقتباسات مما أطلق عليه الحمساويون كفريات محمود درويش (عيونك شوكة في القلب توجعُني.. وأعبُدها)،..(إنْ خُلِقْنَا غَلْطَةً في غفلةِ الزمان)،..(أمس عاتبنا الدَّوالي والقَمَرْ.. والليالي والقَدَرْ)،..(مثلما يدَّعي القَدَر)،..( فعسى صليبي صهوةً، وعسايَ آخر من يقول)،..quot;رأيت الأنبياء يؤجرون صليبهم واستأجرتني آية الكرسي دهراً ثم صرت بطاقة للتهنئاتquot;، وقوله: quot;وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عم وقبعة الشرطي وخادمه الآسيويquot;،!!وقوله: quot;ونمت على وتر المعجزات ارتدتني يداك نشيداً إذا أنزلوه على جبل كان سورة ينتصرونquot;.
bull; السؤال الذي يطرح نفسه:-هل سماح الصهاينة له بإقامة أمسيات شعرية في حيفا يدُل على شعره الثوري وعلى وطنيَّة منقطعة النظير؟!!!.... يا جماعة الواحد ما بدو يحكي بس للأسف في ناس بتجبرك تحكي غصبن عنك!!!.
bull; محمود درويش شيوعى فهو القائل: وكان نشيد الثورة الذي يتردد على لسان كل طفل فلسطيني: أنا يا أخي آمنت بالشعب المضيع والمكبل.. وحملت رشاشي لتحمل الأجيال بعدي منجل...ويظل الحمساويون يجمعون الأدلة على أن درويش كان ماركسياً للتدليل على إلحاده وكأنهم يمنحونه صكوك الغفران، وكأن ماركسيته القديمة التى أعلنها ولم يخجل منها تحتاج إلى أدلة، ويستعينون بكتابات رجاء النقاش وحسين مروه للتأكيد، فيكتبون: في كتاب لاديب اسمه رجاء النقاش اسمه محمود درويش شاعر الأرض المحتلة فقد ذكر في صفحة 133: أن محمود درويش قد عمل في جريدة الاتحاد، ومجلة الجديد، وهما من صحف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعلاقة درويش بهذا الحزب وعضويته فيه ثابتة لا شك فيها، وقد أفاض فيها النقاش في كتابه المذكور، وأكدها حسين مروة في كتابه: quot;دراسات نقديةquot; حينما قال على لسان درويش: quot;وصرنا نقرأ مبادئ الماركسية التي أشعلتنا حماساً وأملاً، وتعمق شعورنا بضرورة الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي كان يخوض المعارك دفاعاً عن الحقوق القوميةquot;؟ ثم أسأله أين الحقوق القومية عند شاعر يحتفي اليهود بشعره في مناهجهم وتأتيه رسائل الشكر من سفرائهم على مواقفه القومية؟!.
bull; مشكلتنا مع هذا الهالك هي مهاجمته للدين وتعديه على حدود الله،هو لم يترك خطوط حمراء لم يتعداها،عموما هو الان في ذمة الله...لكن نحن نحكم على الظاهر،وظاهره يوحي بكفره وانا لاامجد من لايؤمن بالله ويتعدى على ديني اي كان،هو انسان ملحد عليه من الله مايستحق وكل شعره الذي تسمونه ثوري لن يشفع له ابدا،فهو مات في النهاية وسيحاسبه الله، وبس........
bull; من عرف الامة بقضيتنا هم اطفال الحجارة والاستشهاديين الذين فجروا انفسهم في اجساد الصهاينة،وليس هذا الافاك الذي كان عضوا في حزب شيوعي اسرائيلي يسمح لليهود بان يكونوا اعضاء فيه.
[ إنتهت الإقتباسات ولكن يظل سؤال،لماذا يعادى الأصوليون وأبناء الحركات الإسلامية السياسية الشعر والفن؟، هذه هى القضية التى أود طرحها من خلال هذه الإقتباسات، لن أناقش دور حماس فى الكفاح الفلسطينى، ولن أتطرق إلى تنظيرات سياسية وتحليلات إستراتيجيه هناك من هم أقدر منى على طرحها؟، ولكن مايشغلنى لماذا كل هذا العداء السافر للفن عموماً وللشعر خصوصاً؟، ولماذا يقاس الشعر عندهم فقط بالمسطرة الأخلاقية؟، ولماذا أشعار رجال الدين معظمها ردئ فنياً وهذه قضية كنت قد طرحتها من قبل فى مقال عن أشعار الشيخ الشعراوى والبابا شنوده؟!، لماذا يدور شعر هؤلاء فى دائرة النظم لا الفن؟، لماذا هذا الصراع المزمن بين المقدس والممتع؟، أسئلة كثيرة أود أن أطرحها للنقاش العام فى دوائر المثقفين والفنانين والمبدعين، أما وجهة نظرى الشخصية المتواضعة على هذه القضية فسأعرضها مستعيناً بهذه الإقتباسات من كتابات شباب حماس لأنها ببساطه تصور كيف يفكر هؤلاء فى الشعر كفن ووظيفه.
[ تفوق شعر المتنبى مدعى النبوة وإمرئ القيس الحسى الجاهلى الشهوانى وأبى نواس الخليع السكير وأبى العلاء المعرى المتشكك على شعر حسان بن ثابت شاعر الرسول والشافعى الفقيه العالم والبوصيرى صاحب البرده والشعراوى العالم بأسرار البلاغه العربية، هذا التفوق يمثل سؤالاً متحدياً مستفزاً لكل الأصوليين، يهدم كل مقاييسهم الجاهزه المبنيه على معادلة يظنونها واضحة وبسيطة وهى أننى كلما عرفت اللغه العربيه أكثر ومارست الطقوس الدينيه أكثر وغرقت فى كتب الفقه أكثر وأكثر كنت شاعراً أكبر وأكبر، وهذه للأسف معادلة خاطئة وخاسرة، مثلها مثل المعادلة الفنية المعاصرة التى تقول إبن الممثل الكويس لازم يبقى ممثل كويس!، فالمشكلة الحقيقية هى فى فهم طبيعة الفن نفسه، وفى فهم كيف تولد الموهبة،وكيف تخرج الموهبة لسانها تحدياً لكل المعادلات الجاهزه والقوالب الثابتة والأنماط التقليدية؟، والمشكلة الأكبر هى فى فهم ماهية الأخلاق ومدى إرتباطها بممارسة الطقوس الدينية الشكلية؟، وسنحاول أن نطبق هذه العموميات على موضوعنا الخاص وهو محمود درويش ورأى أبناء حماس فيه وتكفيرهم له، من خلال الرد على ماكتبوه فى ساحات الإنترنت:
bull; الإجتزاء والإبتسار والقراءة التربصية بطريقة ولاتقربوا الصلاة هى مكمن الخطر ومصدر المصائب والكوارث فى قراءة الأصوليين للشعر وبالطبع قراءة معظم الشارع العربى الذى تأثر برؤيتهم لكل الأمور من منظورهم ذى البعد الواحد، فالقصيدة كل متكامل وجسد عضوى واحد لايصح معه أن نبتر عضواً لكى نلوح به فى الوجوه quot; هذا هو الجسد كله quot;،لايوجد للشعر قراءة شرعية بمسطرة الفقه، وألفية بن مالك هى مجرد نظم خال من روح الفن لانستطيع قياس الإبداع على مقاسه.
bull; لايوجد شعر حلال وشعر حرام ولكن يوجد شعر جميل وشعر ردئ، من الممكن أن تتحدث عن القضية الفلسطينية بكل حب وكل حماس ولكنه فى النهاية عندما يقاس بمقياس الفن نجده شعراً رديئاً، وعلى العكس من الممكن جداً أن تتغزل فى عيون حبيبتك وتقتصر قصيدتك فقط على هذا الغزل والعشق ويكون شعرك جميلاً وعبقرياً من الناحية الفنية، فليس المهم فى القصيده عم تتكلم وتعبر ولكن المهم كيف تتكلم وكيف تعبر؟.
bull; تضمين بعض النصوص الدينية أو الإستلهام منها فى الشعر ليس كفراً، ومنطق هؤلاء الأصوليين فى التعامل مع هذا التضمين والإستلهام وهذه الإستعارات هو الذى ذبح نجيب محفوظ بسبب أولاد حارتنا، وهو الذى أطاح بإبراهيم أصلان وأحرق حيدر حيدر وكفر نزار قبانى ومحمود درويش، الشعر يتعامل مع واقع ويقرأه بشر ولا يدور فى فراغ،والتراث الدينى ونصوصه رافد مهم من روافد هذا الواقع، وكيمياء مؤثرة فى تركيبة هؤلاء البشر، ولايمكن إغفاله عند التصدى لصناعة أى فن، فنحن لانبدع لروبوتات من صلب وأسلاك ولكن نبدع لقراء من لحم ودم وأعصاب ومخزون ثرى من معتقدات دينية وعادات وتقاليد وأمثال شعبية ونكات جنسية........الخ، ومن حق الفنان بل من واجبه أن يسطو على كل هذا المخزون ويهضمه ويقدمه لنا عسلاً فنياً، فالفنان هو اللص والسارق المحترف الوحيد الذى نمجد سرقته لشعلة النار المقدسة التى تؤجج وتزيد من معرفتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا.
bull; محاولة وضع الفنان فى إطارنا وبروازنا الخاص يضع حاجزاً معرفياً بيننا وبينه، طريقة التعامل الصحيحة مع الفنان عموماً والشاعر خصوصاً هى أن نمنح أنفسنا الفرصة للتعرف عليه بدون أن نفرض عليه بروازنا الخاص، لانقصقص أجنحته وندعه نحلق فمن الجائز جداً أنه أثناء تحليقه يحصل على البللورة السحرية التى نستطيع من خلال النظر فيها معرفة أنفسنا أكثر، وتغيير آرائنا فى أشياء كثيرة كنا نعتبرها من البديهيات، فقضية أن محمود درويش ماركسى لايجب أن تكون سداً بيننا وبين أشعاره، فالشاعر حزب مستقل، وأكثر البشر تقديماً لإستقالاتهم منالأحزاب والتنظيمات هم الشعراء، محمود درويش لم يكتب مانفيستو، لم يخط برنامج الحزب الشيوعى، نحن لانحاسب محمود درويش على مذهبه السياسى، نحن نحاسبه على إبداعه الشعرى، على ثورته على نفسه قبل أن تكون ثورته على الآخرين، فالشئ الثابت الوحيد عند الشاعر هو التغير..هو التمرد.
bull; ترحموا على الشاعر محمود درويش فغداً ستترحمون على الشعر نفسه.
التعليقات