منذ عشرين سنة يتواجد في العراق عدد كبير من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لنظام طهران. هذه المجموعة الكبيرة تسكن في مدينة أشرف وكانوا حتى وقت قريب تحت حماية القوات الأميركية، ثم انتقلت المسئولية للقوات العراقية.
منظمة مجاهدي خلق لعبت دورا مهما في الثورة الإيرانية ضد الشاه، والتي استطاع خميني تحويلها لثورة إسلامية ونظام أوتوقراطي ديني شمولي؛ نظام راح يزداد فيه تدريجيا دور القوات المسلحة غير النظامية، أي حراس الثورة والباسيجي واطلاعات وحزب الله الإيراني.
لقد وقعت القوى اليسارية واللبرالية وكل القوى العلمانية في خطأ التقدير حين وضعت ثقتها بخميني والملالي، وهو خطأ دفعوا، ودفع الشعب الإيراني، ثمنا باهظا جدا له.
في السبعينات فتح صدام الباب أمام لجوء شخصيات وقوى تقدمية يسارية عربية، لاسيما من مصر، وكذلك قادة في الحزب الكردستاني الإيراني، وفي مقدمتهم سكرتير الحزب عبد الرحمن قاسملو، وكوادر منظمة مجاهدي خلق. لم تكن دوافع صدام توافقا مع طروحات ومبادئ تلك القوى، بل للكسب السياسي، وكأوراق ضد الأنظمة التي يخاصمها.
إن الحكومة العراقية اليوم راحت تضيق على سكان أشرف وتحاصرهم ترضية لحكام إيران، وقد تسارعت العملية بعد سلسلة زيارات ولايتي ومتقي ورافنسجاني لبغداد، فإيران تريد استرداد هؤلاء المناضلين، ونعرف ما سوف ينتظرهم. هل موقف حكومة المالكي صحيح؟ هل هو لصالح العراق؟ لا نعتقد، بل هو موقف غير إنساني وغير أخلاقي ومناف لقوانين اللجوء الدولية، علما بأنه لم تكن هناك أية شكوى من الحكومات العراقية المتعاقبة بعد صدام من عمليات عسكرية قامت بها المنظمة ضد إيران من الأراضي العراقية، وكان الاتحاد الأوروبي قد رفع اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية. النظام الإيراني لا يتصرف لأن المنظمة قامت بعمليات عسكرية ضدها، بل خوفا من وجود هذه القوة المعارضة في العراق، كما تخاف من كل قوى المعارضة في الخارج.
لقد اتُهِمَت المنظمة سابقا بالمشاركة في قمع انتفاضة مارس 1991، ولكن لا دليل على ذلك، وقد أكد هذه الحقيقة بقوة مؤخرا الشخصية السياسية الدينية العلمانية إياد جمال الدين، مؤكدا أنه بحث بدقة في ما يتيسر من وثائق ومن شهادات، فلم يجد برهانا على ذلك الزعم. نقول بالمناسبة إن الانتفاضة كانت عفوية ردا على مظالم صدام، وإشعاله حرب الكويت ومآسيها، ولكنه جرت خلال أيام الانتفاضة عمليات قتل عشوائية بالجملة على الهوية الطائفية، وارتفعت شعارات طائفية صارخة، وأرسل فيلق القدس الإيراني عناصره المسلحة بكثافة للجنوب ومعهم مليشيات عراقية تعمل مع الفيلق. إن هذا التدخل والخوف من قيام نظام إسلامي في العراق هو الذي جعل بوش الأب يسمح لصدام باستخدام المروحيات العسكرية التي أعملت في الجماهير قتلا ودمارا، على الطريقة الصدامية الوحشية المعروفة.
إننا نؤيد نداء حركة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور علاوي في المطالبة بحماية سكان أشرف وندعو الحكومة وكل القيادات الوطنية للعمل في هذا الاتجاه ورفض الضغوط الإيرانية، كما أنه من واجب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق أن تقوم بدورها وأن تتدخل لدى السلطات العراقية لكيلا تتخذ إجراءات تعرض حياة وأمن سكان أشرف للخطر.
منظمة مجاهدي خلق لعبت دورا مهما في الثورة الإيرانية ضد الشاه، والتي استطاع خميني تحويلها لثورة إسلامية ونظام أوتوقراطي ديني شمولي؛ نظام راح يزداد فيه تدريجيا دور القوات المسلحة غير النظامية، أي حراس الثورة والباسيجي واطلاعات وحزب الله الإيراني.
لقد وقعت القوى اليسارية واللبرالية وكل القوى العلمانية في خطأ التقدير حين وضعت ثقتها بخميني والملالي، وهو خطأ دفعوا، ودفع الشعب الإيراني، ثمنا باهظا جدا له.
في السبعينات فتح صدام الباب أمام لجوء شخصيات وقوى تقدمية يسارية عربية، لاسيما من مصر، وكذلك قادة في الحزب الكردستاني الإيراني، وفي مقدمتهم سكرتير الحزب عبد الرحمن قاسملو، وكوادر منظمة مجاهدي خلق. لم تكن دوافع صدام توافقا مع طروحات ومبادئ تلك القوى، بل للكسب السياسي، وكأوراق ضد الأنظمة التي يخاصمها.
إن الحكومة العراقية اليوم راحت تضيق على سكان أشرف وتحاصرهم ترضية لحكام إيران، وقد تسارعت العملية بعد سلسلة زيارات ولايتي ومتقي ورافنسجاني لبغداد، فإيران تريد استرداد هؤلاء المناضلين، ونعرف ما سوف ينتظرهم. هل موقف حكومة المالكي صحيح؟ هل هو لصالح العراق؟ لا نعتقد، بل هو موقف غير إنساني وغير أخلاقي ومناف لقوانين اللجوء الدولية، علما بأنه لم تكن هناك أية شكوى من الحكومات العراقية المتعاقبة بعد صدام من عمليات عسكرية قامت بها المنظمة ضد إيران من الأراضي العراقية، وكان الاتحاد الأوروبي قد رفع اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية. النظام الإيراني لا يتصرف لأن المنظمة قامت بعمليات عسكرية ضدها، بل خوفا من وجود هذه القوة المعارضة في العراق، كما تخاف من كل قوى المعارضة في الخارج.
لقد اتُهِمَت المنظمة سابقا بالمشاركة في قمع انتفاضة مارس 1991، ولكن لا دليل على ذلك، وقد أكد هذه الحقيقة بقوة مؤخرا الشخصية السياسية الدينية العلمانية إياد جمال الدين، مؤكدا أنه بحث بدقة في ما يتيسر من وثائق ومن شهادات، فلم يجد برهانا على ذلك الزعم. نقول بالمناسبة إن الانتفاضة كانت عفوية ردا على مظالم صدام، وإشعاله حرب الكويت ومآسيها، ولكنه جرت خلال أيام الانتفاضة عمليات قتل عشوائية بالجملة على الهوية الطائفية، وارتفعت شعارات طائفية صارخة، وأرسل فيلق القدس الإيراني عناصره المسلحة بكثافة للجنوب ومعهم مليشيات عراقية تعمل مع الفيلق. إن هذا التدخل والخوف من قيام نظام إسلامي في العراق هو الذي جعل بوش الأب يسمح لصدام باستخدام المروحيات العسكرية التي أعملت في الجماهير قتلا ودمارا، على الطريقة الصدامية الوحشية المعروفة.
إننا نؤيد نداء حركة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور علاوي في المطالبة بحماية سكان أشرف وندعو الحكومة وكل القيادات الوطنية للعمل في هذا الاتجاه ورفض الضغوط الإيرانية، كما أنه من واجب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق أن تقوم بدورها وأن تتدخل لدى السلطات العراقية لكيلا تتخذ إجراءات تعرض حياة وأمن سكان أشرف للخطر.
التعليقات