خطبة المرشد الأعلى.. وخيبة آمال الايرانيين

السواد يجلل طهران

Notebook on Iran- 18 June

سيناريوهات وأوهام

Notebook on Iran- 17 June

هل أصبح التغيير وشيكاً؟

Notebook on Iran- 16 June

أمير طاهري

كانت طهران مسرحاً لمواجهات من نمط quot; اضرب واهرب quot;، وبالسكاكين والسلاسل الحديدية، بين حشود من المتظاهرين، وعناصر موالية للنظام، فيما استمرت موجة الاعتقالات في طول البلاد وعرضها.

كما لم يكن هناك أية مؤشرات، على حدوث أية اختراقات سياسية، بعد أربع وعشرين ساعة على دعوة المرشد الأعلى علي الخامنئي، حركة المعارضة إلى لقبول بنتائج الانتخابات المتنازع عليها، ووقف المسيرات الاحتجاجية.

وكان اثنان من بين ثلاثة من المرشحين الذين هزموا في انتخابات الثاني عشر من يونيو/ حزيران الرئاسية، وهما مير حسنين موسوي، ومهدي كروبي، قد قاطعا اجتماعاً خاصاً للتباحث حول إجراء عملية عد فرعية للأصوات. أما المرشح الثالث محسن رضائي فقد حضر الاجتماع الذي دعا إليه مجلس حماية الدستور، وهو عبارة عن هيئة مكونة من اثني عشر شخصاً مهمته التصديق على نتائج الانتخابات.

وكان المجلس قد قدم اقتراحاً يقضي بإعادة عد الأصوات في 464، مركزاً انتخابياً، تمثل، فقط، أكثر من واحد بالمائة من المجموع العام. وكان الموسوي وكروبي قد قبلا، مبدئياً، هذا العرض، باعتباره مقدمة لإجراء عملية إعادة إحصاء شاملة. لكنهم، وعلى أية حال، ضربوا عرض الحائط بمجمل الاقتراح، يوم أمس. ولم يفصح السيد موسوي عمـّا سينوي فعله الآن. فيما صرح كروبي، بالأمس، بأنه لن يقبل بأي شيء، يكون أقل من عملية إعادة الانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن تستمر المواجهات لشهر آخر، على الأقل، في إحياء لتقاليد الحداد الشيعية، القاضية بالحداد لمدة أربعين يوماً، تكريماً للضحايا الذين قضوا على أيدي قوات الأمن.

ولا يعلم أحد بالضبط كم من الناس قد قتل، ولكن مع حلول يوم الأمس، تم الإفصاح عن هوية 19 quot;شهيداًquot;، على الأقل. كما تم جرح أكثر من 600 آخرين في الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أكثر من عشرين مدينة عبر البلاد.

وقد قدّرت مصادر المعارضة أعداد أولئك الذين اعتقلوا بـ 3000، بمن فيهم، حسب ما هو مفترض، كل المساعدين البارزين للموسوي وكروبي. وكان محررو اثنتين من أكبر صحف طهران، من بين المعتقلين، وستة عشر ضابطاً من أعضاء الجيش الجمهوري الإسلامي الـ(IRGC) ,، وعشرات من رجال الدين وطلاب المعاهد الدينية الذين تظاهروا تأييداً للمعارضة.

ولقد أظهر بيان دعم للمحتجين أصدره ثلاثة من رجال الدين يشكلون أعلى تراتبية شيعية دينية قيادية في إيران، ، بأن طبقة رجال الدين الشيعة هي الأخرى، قد بدأت تنقلب ضد النظام.

والثلاثة هم آية الله حسين على منتظري المعظـّم، ويوسف صانعي، وعبد الكريم موسوي آرديبيلي. كما أن وصول تعليمات إلزامية إلى مكاتب الصحف من قبل الرقيب الرسمي، تقضي بتطهير الإعلام من أية مواد quot; تحريضيةquot;، هي مؤشرات أخرى على أن النظام ماض في الإعداد لعملية قمع شاملة. وكنتيجة لذلك، فقد خرجت عدة صحف بالأمس، بمساحات بيضاء فارغة في معظم صفحاتها، تعكس حذف تلك المواد من قبل الرقيب الرسمي.

وفي غضون ذلك، فإن الرئيس محمود أحمدي نجاد، الفائز بولاية جديدة لمدة أربع سنوات أخرى كرئيس للجمهورية الإسلامية، بقي منزوياً، وبعيداً عن الأضواء. لكنه، وقبل تطور الأحداث الأخيرة، كان يظهر على التلفزيون الرسمي كل ليلة تقريباً متاجراً بعدائه للأميركيين، ومردداً خطبه اللاذعة ضد السامية وعلى أية حال، فقد أصدر بيانين في غضون الأيام الخمس الماضية، تليت نيابة عنه، من قبل مذيعين، في الراديو والتلفزيون الرسمي.

وبينما يبدو أن الخامنئي بات يمثل المعسكر الخميني في صراع السلطة الحالي، فإن أحمدي نجاد، ومن معه في مؤسسة الرئاسة، ككل، أصبحوا، وعلى نحو مضطرد، خارج السياق، تماماً.

وهناك تقارير تقول بأن الخامنئي كان قد وبخ الرئيس المعاد انتخابة بسبب quot; خطابة المفرطquot;، وتعهده، بتقديم شخصيات رفيعة في المؤسسة الحاكمة، بمن فيهم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، إلى المحاكمة، بتهم تتعلق بالفساد.

وفي أثناء ذلك، يجهد أنصار أحمدي نجاد بتصويره كضحية لطبقة الملالي الأثرياء، وشرائح الطبقات الوسطى المتكدسة في المدن، والمتآمرين الصهاينة، والأميركان، الذين من المفترض أنهم يقفون في جبهة واحدة، لتقويض مشروعه الثوري داخل البلاد وخارجها.quot;

quot;على المرء أن يتساءل لماذا، أحمدي نجاد فقط، هو الذي يثير، كل هذا الحنق والغضب من قبل أعداء الإسلام، وذلك من بين كل الرؤساء الذين تم انتخابهم على مدى الثلاثين عاماً في هذه البلادquot;؟ طبقاً لما يقوله غلام علي حداد عادل، الرئيس السابق للمجلس الإسلامي، أي البرلمان الإيراني.

وكان عادل قد تقدم بمبادرة لمناظرة الموسوي تلفزيونياً، للتدليل على أن معارضة الأخير لأحمدي نجاد، ما هي إلا quot;غطاء لعدائه للثورة بالذاتquot;.

هذا، وستظهر الأيام القليلة القادمة فيما إذا كان الموسوي سيرتقي لمكانة زعيم حركة شعبية أوغلت في تشددها بأبعد من كل توقعاته. لكنه، لا ينوي، ربما، الخروج عن المألوف، وكما يطالب معظم المحتجين. وفي حالة كهذه، فإن كثيرين ينتظرون، وعلى أحر من الجمر، لتبوء زعامة حركة، من غير المرجح أن يذوي عودها في القريب العاجل.

ترجمة نضال نعيسة