حظيت الإبل بمكانة راسخة في قلب السعودي منذ القِدَم، وشغلت فضاء رحبا في نفوس أبناء السعودية، خاصة من أهل المدر والوبر، فكان لها مكانة لا تدافَع ولا تدانَى في قلب البدوي ونفسه، يجليها صوت الحداء المتردد وسط الصحراء؛ فهي رمز الصبر والقوة والجمال والأمان، وبها تغنى الشاعر قائلاً:

هِيَ ناقَتي لا أَسْتَطيعُ فَراقَها
فَهِيَ الرّجاءُ لِراحَتِي وأَمَانِي

في رِحلتي فيها أُدِيمُ تَواصُلي
بَعَشيرَتي وبِكُلِّ مَنْ وافانِي

وهي مصدر من مصادر الخير، وقوافل الإبل وسيلة نقل مهمة في والأسفار، فهي في أصعب الظروف المناخية تقطع الفيافي والقفار، فكانت نعم الـمُرافِق في السلم والحرب، والحل والترحال، ولا يمكن أن يستغنى عنها؛ لأنها جزء من حياة العربي؛ إذ إنها كانت ترافقه في كل حركة وسكون:

تَغْدُو علَيْها ولا تَفْتَرُّ مُسْرِعةً
كالنَّجم في ظلماتٍ نُورُها يَسَعُ

حَرْفٌ مُكرَّمَةٌ تَجْري مُعَزَّزَةً
كأنَّها مِنْ صُخور الأرْضِ تَقْتَلِعُ

وقد حثَّ البدو قديماً وحديثاً أبناءهم على الاعتناء بها وتربيتها؛ لأنها وسيلة الإنسان في قضاء حوائجه، وحضورها بركة وخير. فهي مال وجمال ومصدر رزق وعطاء أيضًا.

هي إبلُنا نَعْماءُ تَسكُنُ دارَنا
غَزْلانُ في أشفارِها لا تَبْرحُ

خِلْفانُ مِثْلُ الأرْضِ في خَيْراتِها
لا يُشْتَكى أَخْلافُها والمَرْبَحُ

وبين العربي والناقة تاريخ طويل من العشق الفطري، فالمتصفح لكتب الأدب العربي يقع على إرث ضخم من الشعر والنثر في الإبل، ويقف على قصائد جياد في وصف الناقة، وتصوير سرعة سيرها وقوة خَلقها ومدى تحملها للصعاب، والتغني بجمالها وأوصافها وطباعها، والافتخار باقتنائها وحسن تربيتها وعشرتها، وقد كثرت أسماء الإبل والألفاظ المترادفة الدالة عليها، وأطلق العرب أسماء على أعضائها، حتى صنف في ذلك الأصمعي (ت216ه) كتابه الشهير (الإبل) جمع فيه أوصاف الإبل وأحوالها وأسماءها عند العرب، وهذا دليل على عنايتهم البالغة بهذا الخل الصبور. وقد قيل:

كَأَنَّها مِنْ بَناتِ الجِنِّ قَدْ خُلِقَت
صَفْراءُ حَمْراءُ فَوقَ الأرْضِ تَنْتَشِرُ

مَحْبوبَةٌ أُسْرِجَتْ للرَّحْلِ يَتْبَعُها
عِشْقٌ قَديمٌ وفي أَخْلاقِها العِبَرُ

ولا غرو أن تستمر حفاوة أبناء نجد وشمال السعودية في الحرص على اقتنائها وحسن تربيتها إلى العصر الحديث بدون انقطاع، فأبناء المنطقة الخليجية عامة وأبناء المملكة العربية السعودية خاصة هم أصحاب أصالة وعراقة وتاريخ تليد، وللتراث المادي واللامادي عندهم أهمية كبيرة.

النُّوقُ غُنْمٌ ولا نَرْجو لَها بَدَلًا
مَهْما كَسِبْنا فَفِيها الخَيْرُ مَعْقودُ

وقَدْ سِعِدْنا بِها في كُلِّ مَرْحَلَةٍ
إِذْ إِنَّها مِنْ صَميمِ العَشْقِ مَقْصودُ

ففي المملكة العربية السعودية تحولت الإبل إلى رمز وطني كالنخلة والخيمة مثلا، وتتفرد بلادنا بتربيتها للإبل ذات النوع الاستثنائي؛ إذ لا ينافسها شعب آخر في هذا المجال، كما تحولت الإبل من حالة نفسية وجدانية عند المواطن السعودي إلى ثقافة تحمل قيم الجمال والمال والجاه معا، ولا سيما عندما انقسم المشهد السعودي حول بعض حيثيات الإبل وقضاياها بين موافق ومخالف، يدعم كل طرف موقفه بالحجج والأدلة، ففي حين ارتفعت أصوات بعضها إلى استنكار المبالغة في إنفاق المبالغ الخيالية الباهظة لشراء ناقة مثلا، ورأى هذا التصرف تسفيها لأحلام هؤلاء، رابطا هذا الفعل بالعقلية المتأخرة عن ركب الحضارة كما يزعم، في المقابل نهض فريق آخر لحجاج هؤلاء ونجح في دمغ أفكارهم، حينما رأى أن إنفاق بعض الشعوب ورجال الأعمال ملايين الدولارات لشراء سيارة أو اقتناء لوحة أو تربية كلب ليس أفضل من إنفاقها في اقتناء ناقة!

وما عَليْنا إِذا ما ناقَتي حَضَرْتْ
أَلّا أُكَرِّمَها إِذْ إِنَّها نِعَمُ

ولَسْتُ في ضَجَرٍ إِنْ رُمْتُ قُبْلَتَها
فَهْيَ العَطاءُ ومِنْ أَعْطافِها نَغَمُ

وعلى الرغم من الحداثة والتقدم الهائل الذي تشهده السعودية، وتطور وسائل النقل، فإن السعودي ما زال يفتخر باقتناء الإبل، وما فتئ عشقه للإبل حاضرا في شغاف قلبه، ومربط الناقة أمام منزله أحب إليه من موقف سيارة فارهة، وإمساكه بزمام البعير أشهى عنده من إمساك مقود أفخم السيارات، والمشاركة في سباق الإبل أكثر متعة عنده من المشاركة في سباق الرالي، وهذا يشير إلى عظيم قدرها وتأثيرها العميق في القلوب.

سِباقُ الهُجْنِ في وَطنِي عَظيمٌ
ونَقْصِدُهُ إِذا ما الفَجْرُ لاحا

فَفِيهِ الرِزْقُ يَجرِي كُلَّ جَرْيٍ
يمد إليك بالأفضالِ راحا

اهتمام السعوديين بالإبل
لقد أثر عشق السعوديين للإبل في مختلف مناحي الحياة، ابتداء من المنحى الثقافي الجمالي إلى المنحى المعيشي المالي بوصفها عظام المال، عبر الاهتمام البالغ بالإبل، ومن البديهي أن يكون الاهتمام البالغ بالشيء دليلا على حبه العميق، وهذا ما نجده في السعودية.

هَلْ تَعلمونَ وُرودَها ورواحَها
للنَّفسِ أَشْهى مِنْ لَذيذِ المَطْعَمِ

ما كانَتِ النَّفسُ الأبيّةُ ساعةً
تَرْضَى فِراقَ مَراحِها والـمِنْسَمِ

وبناء عليه؛ ترنو السعودية إلى مساءلة التراث الشعبي حول موضوع الإبل، وانتقاد بعض عادات تربية الإبل وتقاليدها وأعرافها، وإلغاء الأعراف غير المنطقية بعد تبيان بطلانها بالدليل القاطع، فضلا عن التدخل في قوانين ألعاب الإبل، وتحديد معاييرها الجمالية، عبر وضع ضوابط يتفق عليها ملاك الإبل لتشكيل القيمة الجمالية للناقة أو الجمل، وعدم ترك الأمر على عواهنه خاضعا للأهواء والانفعالات الآنيّة، واعتماد الوثائق الرسمية، والمستندات لتسجيل سلالاتها (الاسم والنسب والمالك)، وتخصيصها باستمارة كاستمارة السيارات.

ومن مظاهر هذا الاهتمام أيضا بلوغ هذا الأمر إلى أرفع المستويات في المملكة، فمثلا يمتلك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز كل ألوان الإبل الستة، وعنده الإبل (الشرف) الباقية من الملك المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، الذي كان يمتلك من سبعين إلى تسعين منقية (والمنقية من 30 رأسا فأكثر)، وهذا دليل واضح على مكانة الإبل عند سموه، وعشقه الكبير لها.

قادَ البِلادَ عَزيزةً نَحوَ العلا
وتَأَثّرتِ بِفعالِهِ الأَجْيالُ

حَرَصَتْ قِيادَتُهُ على آثارِهِمْ
ورَعى رِجالًا مِنْهُمُ الأَشْبالُ

ومن مظاهر الاهتمام الملموسة أيضا إقامة المهرجانات الحاشدة، مثل: مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في الصياهد، وهو مهرجان يقام مرةً كلَّ سنة، ويحمل أبعادا اقتصادية وثقافية وترفيهية، ويهدف إلى تأصيل تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية خاصةً والعربية عامةً، وتوفير وجهة ثقافية وسياحية عن الإبل وتراثها، والجدير بالذكر أنه يقام بإشراف ملكي.

تِلْكَ الحَشُودُ إذا رَأَيْتَ بَريقَها
أَدْركْتَ أَنّك في الصّياهِدِ تَنْظُرُ

في مَهرَجانِ العُربِ تزهو إبْلُها
وصُنوفُها بتميّزٍ تَتَعَطَّرُ

ويضم المهرجان عددا من الفعاليات والمبادرات التي ترتبط بثقافتي الإبل والصحراء المتلازمتين لفسح المجال أمام الجيل الجديد من المجتمع للكشف عن عمق حضارة الإبل وأصالة تراثها، ومنح الفرصة لجميع الفئات العمرية للمشاركة التفاعلية، والحرص على أن يجري المهرجان وفق معايير حديثة تليق بمكانة المملكة العربية السعودية، ومن أجل الوصول به إلى الريادة العالمية في سياق مجاله، ومن ضمن هذه الفعاليات جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، وجائزة الملك عبدالعزيز لسباقات الهجن، وجائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي، والأولمبياد الوطني للتاريخ، والقبة البانورامية، ومعرض سنام، وخيمة تعاليل، ومسرح حوير، وأنواع الإبل ونوادرها، وفنون الرمال، والرسم الزخرفي للإبل، وقافلة الدهناء، وجائزة أجمل صورة للإبل، والسوق التراثي، ومخيم الترفيه، ومسابقة طبع الإبل، وسوق الدهناء، ودرب الصياهد، والملتقى الدولي للإبل، وغيرها من الفعاليات المجتمعية والثقافية المهمة.

كُلُّ الفِعالِ عَظيمةٌ في إِرْثِها
عبدالعزيز مُؤَسِسٌ مِقدامُ

مِنْ عَهدِهِ كانَتْ ثَقافَتُنا بِها
كلُّ الأصالَةِ عِزَّةٌ ومَقامُ

ولعل أوضح مظهر لاهتمام السعودية بهذا القطاع هو إنشاء نادي الإبل، وهو امتداد وانبثاق لرؤية 2030 التي تجمع بين التحضر والأصالة والتراث، ويختص هذا النادي الاستثنائي برعاية الإبل وجذب المهتمين بها واستقطابهم، وعقد فعاليات خاصة بها تحت رابطة واحدة، وقد جاء ذلك اهتماما ودعما للموروث الشعبي في السعودية والمحافظة عليه، والعمل على تطويره وتحسينه بما يجعله قادرا على مواكبة العصر الحالي، وللنادي شخصية اعتبارية مستقلة ماديا وإداريا، تحت إشراف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وقد تأسس بأمر ملكي في عام 2017م.

بِكَ يا ابنَ سَلمانَ ازْدَهَتْ عَربيّةً
وتَأَسَّسَتْ فيها نوادٍ تزخَرُ

تَهتمُّ بالتّاريخِ وهجًا مُثمرًا
فهي التي مِنْ فِكْرِكُم تتنوَّرُ

ومن أهداف النادي: تحويل الإبل من ترف إلى صناعة، والانتقال من التربية التقليدية إلى التربية الحديثة، والذهاب نحو العالمية، وافتتاح طرق استيراد وتصدير بين السعودية ودول العالم، وإقامة مهرجانات الإبل في أوروبا وأمريكا لاستقطاب الأثرياء ورجال الأعمال من أجل شرائها والاستثمار فيها، وأخيرا تكون الإبل وجها من وجوه القوة الناعمة للمملكة، ويمتد مشروع النادي إلى إطلاق مشروع توثيق سلالات الإبل كالعائلات تماما، وتحديد سعر الجمال نسبة إلى معرفة نسبها، فكلما قَدُم نسبها زاد سعرها، ويستند التوثيق إلى أسس علمية عبر (DNA) وعدم الاعتماد التام على الروايات الشفهية لملاكها فقط، وكذلك إطلاق مشروع (سمها)، لحفظ أسماء الإبل، ووضع مبادئ لتسميتها، وشروط لغوية للقضاء على فوضى التسمية. وأخيرا كان من الطبيعي إيلاء هذا القطاع الرعاية الصحية الكافية للحفاظ على سلامة الثروة الحيوانية، وفي القصيم مستشفى السلام البيطري وهو أكبر مستشفى تخصصي للإبل في العالم.

احْفَظْ بِلادَك وارْعَ كُلَّ شُؤونِها
فَالإِبْلُ فيها ثروةٌ تَتَضَخَّمُ

فَبِلادُنا حفظت كنوزَ تراثِها
ومع الحضارة نافستْ تَتَقَدَّمُ

هذا، ويسعى المواطن السعودي الأصيل الممتلئ بحب بلده إلى الذود عن حياضها وبيان الانتماء المتجذر إلى تاريخها، وإلى تغيير الصورة النمطية السلبية القابعة في العقلية الغربية خاصة عن الشعب السعودي، تلك الصورة المغلوطة التي تختصر شعبا كاملا في خيمة أو جمل! إذ ما زالت هذه العقلية ترى في السعودي ذلك البدوي وهاتيك النخلة وتلك الخيمة. وهذه صورة مجحفة حقًّا؛ لأنها تنظر إلى شعب عظيم من الزاوية الخطأ؛ وبسبب هذه النظرة المجحفة كانت الانطلاقة الوطنية الكبرى لتأسيس نادي الإبل؛ ليكون ردة فعل عاصفةً على هذه الصورة المغلوطة من أجل تصحيح الرؤية وتقويم الباصرة القاصرة، والبصيرة القصيرة، لدى سفهاء الأحلام، ومن ثم تفكيك الصورة النمطية الممسوخة إلى مكوناتها الأساسية وإعادة تركيبها من جديد بشكل صحيح ومنصف.

أنا لا أقول بأنَّ كلَّ حَواضِري
بالعِلمِ تسْرَحُ تارة وتُصاحِبُ

ولَقَد حَسبنا النُّوقَ في أَرجائِها
لِتَظلَّ نَوعًا للجمالِ يداعِبُ

لَكنَّني مِنْ أَمّةٍ قَدْ أَنجَبَتْ
آلافَ آلافِ الرّجالِ تُكاتِبُ

ولئن قال المثل: (رب ضارة نافعة)، فإن ردة الفعل هذه المستندة إلى حب الإبل قد تحولت إلى فكرة مشروع وطني عملاق سيمثل في القريب بعدا جديدا للنهضة الاستثمارية في المملكة، ويدعم الاقتصاد الوطني، ناقلا قطاع الإبل من التربية التقليدية إلى أحدث طرق التربية والبيطرة في العالم برمّته.

إن اهتمام الشعب السعودي بالإبل اهتمام منطقي ومعقول أمام اهتمام بعض الشعوب بالكلاب مثلا، والكلب كما هو معروف حيوان قذر، ومع هذا نجد له من الرعاية وحسن التربية عندهم ما لا يحظى به كثير من البشر، وله من الحقوق والقوانين شيء مبالغ فيه حقا.

أَبْناؤُنا كلُّ يُحِبُّ ثُراثَهُ
والإبْلُ كنزٌ في التراث عَظيمُ

النّاسُ في وَطَني لَهُمْ أعرافُهُم
والعِشْقُ للمالِ الثّمينِ قَديمُ

النظرة الاقتصادية للإبل
وكما ذكرنا آنفا، فقد نتج عن عشق الإبل فتح المجال الاستثماري في هذا القطاع، ولم يعد هذا العشق مقتصرًا على القيمة الجمالية فحسب، بل مثّل قيمة اقتصادية جديدة، وصار للإبل قيمة مالية عالية، وتتشكل هذه القيمة من عدة فعاليات متنوعة، كالفعاليات المجتمعية المتمثلة في مهرجانات الإبل، وهذه المهرجانات ليست ضربا من العبث أو التسلية المحضة كما يعتقد بعضهم، بل لها بعد استثماري متعدد الأطراف، فالناقة التي تدخل مضمار السباق وتشارك في المهرجانات قد يصل سعرها إلى مبالغ خيالية تغني مالكها.

والآن يمثل قطاع الإبل أحد مشاريع المملكة الاستثمارية الواعدة التي تتجه نحو الأسواق العالمية، وتتطلع السعودية إلى الاستفادة من الإبل إلى أقصى حد، عبر استثمار لحومها وشحومها وجلودها وألبانها وأوبارها، وحصاد مليارات من الأرباح، عبر بناء مصانع متطورة حديثة لتصنيع اللحوم والجلود، وجذب رجال الأعمال والمستثمرين وتشكيل لجان اقتصادية، وإنشاء أكبر مصنع للحوم الإبل وجلودها في العالم، وذلك من خلال تحديث صناعة لحوم الإبل (الحاشي) وعدم اقتصارها على الملحمة أو المسلخ، وإدخال لحومها في مختلف أنواع الوجبات في المطاعم كسائر اللحوم، واختبار الذائقة المحلية والعالمية في المنتجات الجديدة المعتمدة على لحوم الإبل.

للضأنِ لحمٌ ذو مذاقٍ طيبٍ
لكنّ لحم الإبْل عندي أطيبُ

أشهى وأطيب ما يكون مذاقُها
والنَّفعُ فيها مورِدٌ لا ينضبُ

وبحسب آخر إحصائية لوزارة الزراعة في السعودية لتشريح الإبل فقد بلغ عدد الجمال نحو (1800000) (رأس)، وتتطلع المملكة إلى زيادة هذا العدد حتى يغطي الاحتياجات الاستثمارية للمملكة فيما بعد.

وعليه، ما فتئ السعودي أسيرا راضيا عن أسره في عشق الإبل، ومكرما لها تكريما يليق بها، وتحار العقول في تحليل فلسفة هذا العشق الفطري الكبير، الذي توارثته الأجيال كابرا عن كابر، ولم تستطع معطيات الحضارة الحديثة وعصر التقانة والذكاء الاصطناعي أن تزعزع هذا العشق أو تقلله أو تحرف مساره نحوها، بل وظف عشاق الإبل هذه المعطيات وروضوها في تحسين أحوال معشوقهم الأثير.

عِشقٌ قديمٌ في الضُلوعِ مُعتّقٌ
إبِلٌ نحبُّ ولا نكاد نفارِقُ

معَ أنها موروثُنا لكنّنا
أبدًا بميدان العلوم نُسابِقُ