منذ فترة ليست قصيرة، لعبت المرأة العربية دوراً محورياً في المساهمة في بناء المجتمعات المستدامة، حيث إن قضية تمكينها تُعتبر من أهم عوامل النمو الاقتصادي والاجتماعي، ويعكس هذا الدور حقيقة تمكين المرأة وانخراطها في التنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
اعتبر أغلب الكتّاب أنَّ المرأة تمثل العمود الأساسي في تحقيق التنمية وتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل والمشاركة في حفظ البيئة والموارد الطبيعية من خلال مساهمتها في مجالات مثل الزراعة المستدامة وإدارة المياه.
إن تمكين المرأة يسهم في زيادة الإنتاجية الاقتصادية وتعزيز معدلات النمو الاقتصادي، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من القوى العاملة، فالمرأة العاملة تمتلك القدرة على إحداث تحولات إيجابية في القطاعات الاقتصادية المتنوعة.
وهنا لا بد أن تعمل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات والجمعيات ذات الصلة بقضايا المرأة على العمل التضامني أولاً من أجل إزالة العوائق التي تقف حائلاً دون تمكين المرأة، وفي المقدمة يأتي التمييز الجنسي والاجتماعي الذي يواجه العديد من النساء في عالمنا العربي ويعيقهن عن المشاركة الفعالة في الدورة الاقتصادية والإنتاجية، ومن تلك العوائق ضرورة إعطائهن فرصاً متساوية في العمل واتخاذ القرارات، خصوصاً في مجالس الإدارات.
وكذلك هناك عقبة أخرى تواجه بعض النساء في بعض البلدان، وهي العيش دون مستوى خط الفقر، مما يحرمهن من الفرص التعليمية والصحية وولوج نوافذ العمل لتحسين مستوى المعيشة.
إنَّ تأثير تمكين المرأة ينتقل بشكل إيجابي إلى الأجيال القادمة وصياغة خطط ومشاريع المستقبل، فالمرأة المتمكنة مثال إيجابي يُلهم الأجيال الصاعدة لتحقيق النجاح والتميز، لذا يجب تشجيع المجتمعات على تبنّي سياسات وبرامج تعليمية من شأنها توفير فرص متساوية، بما يمكننا من بناء مجتمعات أكثر استدامة وأكثر فعالية ونشاطاً وزيادة حجم مساهمتها في سوق العمل.
إقرأ أيضاً: السعودية المتألقة
والفعاليات المعبر عنها في الاتحادات والجمعيات والروابط النسائية في فضاء العمل العربي المشترك، خصوصاً في نطاق المنظمات غير الحكومية، باتت مثالاً ناجحاً على الإسهام في دور قيادي في إبراز قضايا المرأة وتسليط الضوء على المشكلات والتحديات التي تقف عائقاً أمام انخراطها في عملية التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، لا بد من الحديث عن نشاطات هيئة المرأة العربية في تحفيز النساء على العمل والمشاركة والإبداع، والعمل على تأطير العمل العربي المشترك من خلال تبادل الخبرات وتوثيق النجاحات وإطلاق المبادرات الصحية والتعليمية ومراكز التدريب وبناء القدرات.
لقد أصبح حضور المرأة ومشاركتها اليوم مظهراً من مظاهر مدنية المجتمعات ورقيّها، ومعياراً أساسياً في تقييم مدى التقدم الاقتصادي والاجتماعي لأي بلد يسعى نحو إنجاز التنمية المستدامة.
التعليقات