لنرتق بتحليلاتنا، أخبارنا، حواراتنا، تقاريرنا، تعليقاتنا، كواليسنا، وكلام صالوناتنا في الحديث عن التحديات التي يواجهها الأردن..
كفى عبثا، كفى زعيقا، كفى تسحيجا. كفى مديحا وتدبيج كلمات وكلام هلس..
الأردن وجلالته ووجودنا يستدعي فينا الوفاء والإخلاص في العمل والعطاء..
إنه أوان الشّدِّ، فاشتدي (زِيَمْ)
ألا يوجد في الأردن رجل واع فهيم حكيم عارف جسور يرد على ترهات الإخواني صالح العرموطي وأداء عصابة الإخوان منذ قيامها ومن حماها وآوى رجالاتها لعقود وعقود من بطش عبدالناصر ومطارداته ومحاكماته ولاحقا حافظ الأسد وأنظمة ديكتاتورية عربية أخرى..
أين أنتم يا عبداللطيف أبو قورة ومحمد عبدالرحمن خليفة ويوسف العظم والمؤسسين الأوائل العام 1945 في عمّان؟
أين أنتم يا زعامات الإخوان التاريخيين من غير الأردنيين يوسف القرضاوي وكامل الشريف وعزالدين ابراهيم وسعيد رمضان وحسن الهضيبي وغيرهم وغيرهم ممن انتشرتم في العالم لترووا الحقيقة الساطعة عن علاقتكم بالعرش الهاشمي منذ أربعينيات القرن الماضي، ومن احتضن من ومن حمى من في سنوات العسرة..؟!
**
جلالة الملك عبدالله الثاني كان متواضعا في حديث يوم الأحد مع المحاربين القدامى، حين تكلم عن 25 سنة من أفعال (إياهم)..
في الحقيقة معاناة الأردنيين الطيبين ومعهم الحكم ممتدة لأكثر من 80 عاما مع عصابات إسلاموية وقومية ويسارية "تعشعش" في الديار وتعيث فسادا وثرثرة وقرقرة ولجلجة وزعيقا واتهامات كيفما اتفق وإيغالا في ثقة الناس ببعضهم وبوطنهم وقيادتهم..
ثمانية عقود سوداء من المعاناة مع هذه "الزُّمَرْ المنفلتة الفالتة" التي تستبيح كل شيء بلا أخلاق ولا ضمير ولا اعتبار لأي شيء، وللأسف كان هناك من يحميها ويدافع عنها تحت مقولة قاتلة بأنهم "جزء مهم من نسيج المجتمع"..
نعم إنهم جزء مهم، لكنه يا سادة جزء سرطاني قاتل، لقد آن أوان بتره..!
**
وعلى الأردن ألا يخشى ادعاءات البعض في شأن حرية التعبير لإشهارها سلاحا في وجه الدولة، إذا كان اختراق هذه الحرية يؤثر على أمنه القومي..
وحتى الدول الغربية الحريصة على حريات التعبير لا تسمح لهذه الحريات أن تتجاوز الخط الأحمر في المصلحة الوطنية والأمن القومي..
وأولئك الذين أشار لهم جلالة الملك في حديثه اليوم ممن يتلقون أوامرهم من الخارج هم في نظري متآمرون على الأمن القومي الأردني حاملين في قلوبهم وعلى أكتافهم وبحقد أسود التشكيك في كل موقف أردني نقي نظيف..
هؤلاء هم حثالات من عصابة الإخوان وقوميين ويساريين من متآمرين وجواسيس صغار لدول مثل إيران وغيرها من الأنظمة المهزومة الساقطة ويعملون كالخفافيش تحت شعار الكراهية والفرقة والتآمر والضغينة ضد المصالح الوطنية الأردنية وقد آن أوان اقتلاعهم من الجذور بلا رحمة..!
**
هذا أوان الشّدِّ فاشتدي زِيَم..
وكما استدعيت تلك الفرس الجموح (زِيَمْ) للشدِّ والعزم في ساحة المعركة، فيما تروي الحكايات العربية..
فإنه بعد مهرجان الكلام والتحليلات والمشاغبات عن وعلى ترامب و"هيزيعية"الاحتفالات والاستقبالات لجلالة الملك بعد عودته من واشنطن..
فإن المرحلة الآتية تستدعي أن يشتدّ الجميع ويشدوا الأحزمة على البطون نحو الاعتماد على الذات لا على الغير، بثقة وعزم وقدرة واقتدار..
إنها معركة البقاء والوجود والثبات والديمومة..
أنتم الآن جميعاً شعباً وحكومة وأجهزة وعلى الصعد كافة أمام التجربة الأقسى..
اتركوا عنكم "الخرطي" من الكلام والشعارات والمراجل والجعجعة من (الكيبورد) وشمِّروا عن سواعدكم، وأعدّوا واستعدوا وانطلقوا..!
التعليقات