أذكر في أول سنة لي في أميركا كان لدي سكرتيرة اسمها (سونيا) وكنت أدلعها وأقول لها (سنية)، وجاءني اتصال تلفوني من مصر على المكتب، وجاءتني سونيا بعد انتهاء المكالمة، وسألتني: "لماذا طلب صاحب المكالمة من مصر أن يكلم المهندس سامي البحيري، لو كان طلب (سامي البحيري) فقط كنت سوف أعرف أن المكالمة لك، لماذا ذكر كلمة المهندس قبل اسمك؟".

قلت لها: إنت يا سنية غلبانة جداً ما تعرفيش أهمية الألقاب في بلادنا، لو طلب اسمي بدون لقب المهندس فسوف يعتقد أن في هذا أهانة كبيرة لي.
وأخذت أشرح لها أهمية الألقاب، وطبعا لو عرفت أن لقبي في مصر ليس فقط "مهندس" ولكن "باشمهندس"، لربما أغمي عليها.
وكنت أعمل في شركة هندسية كبيرة فيها يمكن 400 موظف وكان هولاء الأربعمئة موظف ينادون رئيس الشركة باسمه المجرد "دافيد".

والشيء بالشيء يذكر: كنت في زيارة لمحافظ محافظة جنوب سيناء منذ سنوات طويلة لمناقشة عمل مشروع سياحي في سيناء، وأثناء وجودي في مكتبه، دخل عليه سكرتير عام المحافظة لكي يوقع خطاباً ما، ووجدت المحافظ يلقي الخطاب في وجهه أمامنا قائلاً: إنت ليه نسيت تحط أمام اسمي "أركان حرب"؟ أنا اسمي لواء أركان حرب... !! ليه كتبت لواء فقط بدون أركان حرب؟ لقب أركان حرب ده أنا تعبت علشان أخذه!!

وطبعا في فترة الستينيات والسبعينيات كانت الألقاب قاصرة على الزعماء فقط:
الزعيم الملهم زعيم القومية العربية أبو خالد جمال عبد الناصر
الرئيس المؤمن بطل الحرب والسلام أنور السادات
الفارس والرفيق والمناضل و... و... صدام حسين
ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي

ولكن انتشرت في السنوات الأخيرة ألقاب كثيرة لم تكن متداولة زمان، مثل:
المحلل العسكري لواء متقاعد حسين أبو غربال
الخبير الاستراتيجي الدكتور الأستاذ محمد عبد ربه
المحلل والمعلق الرياضي الكابتن عبد الله سد الحنك
استشاري عقلة الصباع الطبيب الأستاذ الدكتور عليوة كفتة
خبير التنمية العمرانية الدكتور المهندس محمود الحاتي
الأسطى خبير عربيات الكارو على عوض
الشيخ الدكتور الداعية الإسلامي على أبو برغوت

...

ومؤخراً انتشر على النت كل من هبّ ودبّ من كل أنواع الخبراء والمحللين، وربما أشهرهم في عالمنا العربي الجميل هو المحلل الاقتصادي والخبير الإستراتيجي الدكتور جلال أبو زرافة، والذي اشتهر بتنبؤاته العديدة، ولكي أستلهم منه ما سوف يحدث في المستقبل، قررت القيام بعمل حديث صحفي معه بواسطة تكنولوجيا الزووم:

والتقيت معه "ديجيتال"، وكان يجلس أمام مكتب فخم جداً ووراءه مجموعة كبيرة من الشهادات وصور كثيرة مع مشاهير العالم، وصار الحوار كالتالي:

- دكتور جلال، أسمح لي أولاً أن أشكرك على اللقاء معك لأني أعرف وقتك السمين.

- السمين أو الثمين تفرق كتير ... هههه.

- الحقيقة لفت انتباهي بصفتك خبير استراتيجي إنك دايماً لك تنبؤات مذهلة عن مستقبل الشرق الأوسط والعالم، وكنت أود أن أعرف كيف أصبح لديك هذه المقدرة على قراءة المستقبل؟

- والله دي موهبة ربنا أنعم بها علي، علاوة طبعاً على دراساتي وقراءتي المتعددة، حيث أني أقرأ سنوياً حوالى ألف كتاب.

- ألف كتاب سنوياً، ما شاء الله، هذا بمعدل حوالى ثلاث كتب يومياً بعد خصم الإجازات والأعياد، كيف أصبح لديك كل هذا الوقت؟

- القراءة هي أساس المعرفة والمعرفة هي أساس العلم والعلم هو أساس الحضارة، لذلك القراءة بالنسبة إليَّ في أهمية الماء والهواء، وأنا عادة أبدأ القراءة بعد عملي حوالى ثلاث ساعات قراءة يومياً.

- ياه... يعني الكتاب ما ياخدش في إيديك غير ساعة واحدة تقريباً، أوعى سيادتك تكون بتتفرج على الصور بس هههه.

- لا حلوة با اتفرج على الصور دي هههه... دمك خفيف بس ما تعملهاش تاني معايا.

- طيب أحنا الآن في أواخر عام 2024 يا ترى إيه توقعاتك في إللي حيحصل في الشرق الأوسط والعالم؟

- أيوه كده أنت الآن في ملعبي... بص يا سيدي، في الشرق الأوسط أتوقع الآتي: إيران سوف تحاول إشعال كل الجبهات: سوف تهاجم السعودية عن طريق الحوثيين في اليمن وتهاجم الكويت عن طريق العراق وتهاجم الأردن عن طريق سوريا، إسرائيل سوف تحاول ضرب المنشآت النووية الإيرانية وسوف تستولي على نصف غزة وترسل سكان غزة قسراً إلى مصر مما سوف يورط مصر في الحرب، وإذا دخلت مصر الحرب فسوف تصبح الحرب العالمية الثالثة وخاصة عندما تضرب إيران إسرائيل بالسلاح النووي السري.

- ما شاء الله على كل هذه البلاوي (أقصد التنبؤات)، وماذا عن بقية العالم.

- كما ذكرت الحرب العالمية الثالثة سوف تبدأ من عندنا، ولكنها سوف تمتد إلى أوروبا، حيث سيضطر بوتين لاستخدام ضربة نووية محددة ضد أوكرانيا، بعدما يفشل في تحقيق هدفه في أوكرانيا، والصين سوف تستولي على تايوان، وأميركا سوف تتدخل في أوكرانيا وتايوان، وكما ذكرت حرب عالمية ثالثة.

- وماذا عن أميركا والانتخابات الأميركية؟

- أتوقع فوز دونالد ترامب في الانتخابات، وبعد فوزه فسوف يتم اغتياله بواسطة عملاء من إيران، وإذا حدث اغتيال ترامب فسوف نشهد الحرب الأهلية الأميركية الثانية.

- ما شاء الله المصائب نازلة ترف، وماذا عن الاقتصاد سيادة الدكتور بصفتك خبير اقتصادي؟

- سوف تحدث انهيارات في كل أسواق العالم الرئيسية، وسوف تنهار أسعار العقارات، وسوف تفلس البنوك، وسوف يحدث انهيار أكبر من الانهيار الكبير عام 1929.

- طيب ماذا تقترح على المستثمر الصغير، أين يضع مدخراته؟

- أقترح على المستثمر الصغير أن يشتري بفلوسه لحمة.

- لحمة، بتتكلم بجد؟

- أيوة لحمة، لو راجعت أسعار اللحمة في العالم في المئة سنة الماضية، لوجدت أن اللحمة هي أفضل استثمار، وسوف يصبح سعر كيلو اللحمة هو سعر التداول في الأسواق العالمية بدلاً من الدولار.

- يعني أنت شخصياً حاطط فلوسك في اللحمة؟

- أيوه أنا مؤخراً اشتريت أكثر من 60 فريزر كبير ووضعت بهم حوالى 10 طن لحمة بتلو، وأتوقع أن يصل سعرهم إلى حوالى 20 مليون دولار.

- طيب يا دكتور ، ممكن أشيل عندك 10 كيلو لحمة لغاية العيد الكبير.

- أهلا بك، بشرط تكون لحمة بتلو.

- شكراً يا دكتور

- ألف سلامة

...