نبيل شرف الدين من القاهرة: في تعقيب رسمي جاء رداً على تقرير نشرته صحيفة محلية مصرية تحدثت فيه عن زواج رجلين كويتيين من "المثليين جنسياً"، قال النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد إن النيابة لم تتلق أية بلاغات حول هذه الواقعة، وأضاف النائب العام في بيان صدر عن مكتبه إن اتصالات جرت بالمختصين في الصحيفة التي نشرت ذلك النبأ، لموافاة مكتب النائب العام بأي بيانات تفصيلية عن هذه الواقعة ومصادرها، وأية أدلة أو قرائن يمكن أن تستند إليها النيابة العامة لفتح تحقيق قضائي بهذا الصدد، غير أن الصحيفة لم تقدم ما يعزز حقيقة الواقعة التي نشرتها، ولفت إلى أن التقرير الخبري الذي نشرته صحيفة (ألأسبوع) التي يرأس تحريرها الصحافي مصطفى بكري، تضمن أن عددا من المحامين أعربوا عن وقوفهم بصلابة ضد هذا الانحراف الخلقي، وقدموا العديد من البلاغات إلى النائب العام للتحقيق في تلك الوقائع المؤسفة" .
من جانبها أجرت (إيلاف) اتصالات مع مسؤولي الفندق الذي ألمحت إليه الصحيفة، فالتزم جميع المسؤولين الصمت قائلين إنهم لا يعرفون شيئاً عن هذه الواقعة، وأن الصحيفة لم تذكر اسم الفندق صراحة، وبالتالي فهم غير مخولين بالرد على استنتاجات من هنا أو هناك، خاصة وأن السلطات والأجهزة الرسمية قد اضطلعت بدورها في هذا الشأن .
ويقول خبير بأحد مراكز البحوث المرموقة في مصر، والذي فضل عدم نشر اسمه، إن "ثقافة المثلية" باتت تنتشر بسرعة واسعة في العالم العربي، ولم تعد الآن تقتصر على طبقة اجتماعية معينة، أو مرحلة عمرية بعينها، وأضاف قائلاً إن "الشذوذ ينتشر بين الشباب خاصة كرد فعل على حالة الكبت الجنسي الناتجة عن الأزمات الاقتصادية والقيود السياسية والاجتماعية في الدولة العربية بشكل عام"، حسب تعبير الباحث المتخصص بعلم الاجتماع .

حقيقة الواقعة

وعودة إلى بيان النائب العام المصري الذي أوضحه أن الصحيفة نشرت خبراً مفاده "أنه في منتصف ليلة الخميس الماضي شهدت إحدى قاعات فندق في منطقة وسط القاهرة حفل زفاف هو الاول من نوعه لرجلين (كويتيين)، بينما وقفت أعداد كبيرة من المواطنين يشاهدون رجلين يترجلان من سيارة فخمة مزينة بالورود توقفت عند باب الفندق، ليهبطا منها ويتقدمان وسط فرقة الموسيقى التي راحت تزفهما في مشهد غريب، أثارالموجودين داخل الفندق وقاعات استقباله، حيث دخل الرجلان وهما يتبادلان إبتسامات الاعجاب في مشهد بدا فيه كلاهما سعيدا ومبتهجاً"، حسب ما ورد بتقرير الصحيفة الذي كتبه نائب رئيس تحريرها محمود بكري .
ومضى بيان النائب العام قائلاً إن النيابة المختصة التي يقع ضمن دائرتها الفندق المشار إليه في الخبر أكدت عدم تلقيها أية بلاغات أو محاضر من الشرطة في هذا الشأن، وأن شرطة السياحة أفادت بالاتصال بها عدم صحة ما نشر جملة وتفصيلاً .
وفي عددها الأخير أصرت صحيفة (الأسبوع) مجدداً على صحة الوقائع التي تضمنها الخبر الذي نشرته سلفاً، واستندت في ذلك إلى ما نشرته مجلة "روزاليوسف" من أن الأجهزة الأمنية شددت إجراءاتها داخل وخارج أحد الفنادق الكبرى وسط القاهرة، بعد أن أثارت أنباء عن إقامة حفل زواج من نوعه لشابين مثليين من الكويت ردود فعل غاضبة .
وقالت الصحيفة في تقريرها إن "حالة من الفرح والبهجة الغريبة، وفي لقطة درامية راح العريس يحكي وقائع قصة العشق والوله التي ربطته بمحبوبه (عروسه الرجل)، نظر إلى الحضور، وأمسك بسماعة الميكروفون ليروي بإثارة وتشويق وقائع الغرام الذي ربط بين قلبه وقلب الرجل الذي أحبه منذ سنوات طوال قائلاً : إنه صمد في مواجهة كل الضغوط التي تعرض لها لكي يظفر بمحبوبه وعشقه الأول في الحياة، وراح يحكي بألم عن بلده وأهله في الكويت الذين ضنوا عليه بالحنان ورفضوا أن يسمحوا له بإقامة حفل زواجه من حبيبه على أرض بلاده، مبديا تأثره الشديد بهذا الموقف غير المبرر shy; حسب وصفه shy; ولكنه يحمد الله أن مصر الكبيرة والحنونة فتحت له ذراعيها، وقبلت أن يقام حفل زفافه علي حبيبه فوق أرضها، ومن هنا فقد قرر أن يأتي ويحتفل بزفافه في مصر أرض الأهرامات والتاريخ والحضارة، ليستمتع هو وحبيبه بشهر العسل علي ضفاف النيل الخالد، ليعيش لحظات السحر المصري فوق ربوع هذا البلد الذي فتح لهما ذراعيه واحتضنهما، بعد أن تجاهلهما أهلهما هناك في الخليج"، كما ورد بالصحيفة ذاتها .