باسادينا (كاليفورنيا) : قال علماء في مختبر الدفع النفاث التابع لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ان مسبار فضاء في مدار حول المريخ وجه أقوى كاميرات على الاطلاق نحو الكوكب الاحمر لدراسة دورات الطقس والبحث عن المياه لارسال رواد فضاء الى الكوكب.وقال العالم سكوت مورشي للصحفيين ان الصور التي التقطت اثناء تجربة معدات المسبار (مارز ريكونيسانس أوربيتر) أظهرت وجود مناطق غنية بالطين ربما لعبت دورا في وجود مظاهر الحياة والصقيع ومخزونات من طبقات الجليد والتراب في منطقة قطبية مما يشير الى quot;تغيرات مناخية تتسم بالحيويةquot; حدثت منذ نحو 100 الف عام فقط.

وقال ريتشارد زوريك مدير المشروع في مؤتمر صحفي quot;نحن نرى كوكب مريخ جديدا...نرى معلومات يمكن مقارنتها أو هي أفضل مما تحصل عليه حين تحلق فوق الارض على متن طائرة تجارية.quot;والمسبار الذي انطلق الى الفضاء في أغسطس اب 2005 اسقط في مدار منخفض حول المريخ الشهر الماضي لوضع خريطة للمعادن التي توجد تحت سطح المريخ ومراقبة غلافه الجوي والبحث عن أدلة على وجود جليد أو ماء تحت سطح الكوكب يمكن تحويلها الى اكسوجين ووقود للصواريخ لرحلات رواد الفضاء المسقبلية.

وحث الرئيس الامريكي جورج بوش ناسا على التركيز على ارسال رواد فضاء الى القمر والمريخ وان كان ارسال رواد الى المريخ لن يحدث قبل سنوات كثيرة.وزود المسبار بأحدث تقنية لاربعة أقمار صناعية تدور حول الكوكب الاحمر وسوف يرسل أثناء مهمته ومدتها عامان كمية من المعلومات تفوق عشر مرات ما جمعته المركبات السابقة مجتمعة.وسيستخدم المسبار كاميرا عالية التقنية والنقاء للعثور على موقع لانزال المركبة (فينكس مارز لاندر) عام 2008 وأيضا المركبة (مارز ساينس لابوراتوري) عام 2009 في تنسيق يشبه الى درجة كبيرة التنسيق الجيولوجي الذي حدث بين التوأم الفضائي (سبيرت) و(أبورتيونيتي) اللذين يجوبان سطح المريخ منذ عام 2004 .

ويلتقط المسبار صورا عالية الوضوح والنقاء من ارتفاع 289.7 كيلومتر فوق سطح الكوكب تظهر تفاصيل في حجم المقعد وتوضح كيف حفرت المياه سطح الكوكب القاحل وشكلته على شكل مخزونات من التربة تشبه شكل المروحة وأخاديد سيول وطبقات من الجليد والتراب.وقال مورشي ان هذه الاحوال ربما هيأت نشأة حياة للكائنات الدقيقة.وسجلت كاميرا المسبار ايضا جليدا ذائبا في أخاديد وتلال بالقرب من فوهة بركان تيرا سيرنوم في النصف الجنوبي من المريخ.وقال الفريد مكيوان عالم المهمة quot;هذا شيء يمكن ان يكون قد تشكل بعد عدد من الاحداث. تدفقت المياه في هذه المنطقة في وقت يعتبر قريبا من الناحية الجيولوجية. يرجع تاريخ المياه (على سطح المريخ) الى العصر الجيولوجي الحالي.quot;