 |
| شربل خليل |
إيمان إبراهيم من بيروت: quot;لم أكن أتوقّع ردة الفعل هذه، فلو كنت أعرف أن هذا سيحصل، لما كنت قدمت الحلقة أصلاً quot;، بكلمات مقتضبة أعرب المخرج شربل خليل عن ندمه على حلقة quot;بس مات وطنquot;، التي عرضت قبل يومين وأثارت لبنان، وتسبّبت في حال فوضى وأعمال شغب، ما كان ليتوقّعها، خصوصاً أنّ انتماءه السّياسي كان ينبغي أن يشفع له لدى أنصار السيّد حسن نصر الله، هو العوني، الذي حوّل برنامجه في الفترة الأخيرة، إلى منبر للدّفاع عن الجنرال العائد وحلفائه الجدد...
شربل الذي اعتبر في حوار تلفزيوني مقتضب مع قناة NEW TV ، أنّه أسيء فهمه، رأى أنّ النّزول العفوي لمناصري حزب الله إلى الشّارع، كان نتيجته اعتذاراً علنياً منه، قائلاً quot;عندما أمزح، أمزح بجرأة، وعندما أعتذر، أعذر بجرأة أيضاًquot; مؤكّداً أنّه لن يكرّر ما جرى، quot;ما بقا عيداquot;... استسلم المخرج الجريء أمام سطوة غضب جماهيري بغضّ النّظر عمّا إذا كان مبرّراً أو غير مبرّر.
الأمن العام استدعى المخرج إلى التحقيق، لكنّه لم يحضر، فتدخّلت بعض المرجعيّات السياسيّة، وكان أبرزها وزير الإعلام غازي العريضي، الذي وقف مدافعاً كعادته عن حريّة التعبير.
وفي حديثه إلى NEW TV، أكّد شربل انّ انتقاده لنصر الله، كان من الزاوية السياسية وليس الدينية، متسائلاً quot;انتقدته كما انتقدت الجميع، وقامت القيامة، علماً أنّ الصّحف اللبنانيّة تنشر يومياً صوراً كاريكاتوريّة عن السيّد نصر الله، فلماذا لم ينزل حينها أحد إلى الشّارع، ولماذا لم تجابه باحتجاجات كهذه؟quot;.
هذه القضيّة ليست الأولى في تاريخ المخرج الجريء، الذي لم يعترف يوماً بالخطوط الحمر، حتّى في أحلك أيّام عهد القمع السّوري، حيث كان يجرؤ على قول ما لم يكن الزّعماء انفسهم يجرأون على المجاهرة به، وبعد زوال عهد القمع، سلك في برنامجه خطاّ مغيراً لخط المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال السّياسي، فكان العوني في محطّة قواتيّة بامتياز.
في موقعه على الأنترنت، يسرد المخرج سلسلة مواقف تعرّض لها منذ أن بدأ بانتقاد السّياسيين وتقليدهم، تحت عنوان quot;مين زعل منّاquot;، فقائمة الغاضبين على شربل طويلة، وعلى رأسها الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري الذي اشتهر ببرودة أعصابه تجاه النّقد، إذ غضب بشدّة عندما تمّ تقليد شقيقته السيّدة بهيّة في إحدى الحلقات، وكان الحريري نفسه مادّة دسمة لتعليقات أسبوعية،لكنّ اغتياله المفاجىء أشعر من ناصبه العداء بالحرج أمام سطوة المشاعر المتأجّجة التي عصفت باللبنانيين، فاعتذر شربل علناًَ من روح الشّهيد، في كلمات مؤثّرة على خلفيّة صورة الشّهيد، قائلاً quot;اختلفنا معه كثيراً، انتقدناه، قسونا عليه، لكن بس مات...مات الوطنquot;.
 |
| الحلقة التي أثارت أنصار نصر الله |
الوزير ميشال المر أيضاً كان له نصيب من النقد فالغضب فالعتاب، بعد أن طاله تعليق ساخر، وكذلك غضب رئيس حزب الكتائب سابقاً منير الحاج، من اسكيتش يصوّر صخرة تتحطّم بين يديه، لذى محاولته حفر اسم الحزب عليها.
أمّا الرّئيس الياس الهراوي الذي تمّ تقليده في اسكيتش يتحدّث عن كتابه على quot;الطريقة الزّحلاويّةquot;، فلم يستطع بشخصيّته العفويّة إخفاء غضبه، والوزير عصام فارس أيضاً أبدى تذمّره من اسكيتشات عرضت على مدى حلقات، تصوّره وهو يستقبل وفوداًً شعبيّة، أمّا الرّئيس فؤاد السّنيورة، فقد طالب البرنامج بالاعتذار العلني، بعد اسكيتش عرض قبل سنوات، حين كان لا يزال في وزارة الماليّة، يصوّره وهو يقبّل صورة شارون، لأنّه بعدوانه على الفلسطينيين، أنسى اللبنانيين ضرائب السّنيورة. وعن النّائب السّابق ناصر قنديل يقول شربل بما معناه، أنّه لو كان مكانه، لكان انتحر بعد كل حلقة.
الاعتراضات على شربل خليل وبرنامجه الجريء، لم تكن محليّة فحسب، بل تعدّتها إلى السّفارة الليبيّة، التي احتجّت على تقليد الرّئيس معمّر القذّافي.
اليوم يواجه شربل واحدة من الأزمات التي واجهها منذ أن قرّر الحديث بجرأة، فلطالما كان برنامجه عرضةً للإيقاف التّعسفي، نتيجة تدخّلات بعض السّياسيين، ولطالما كان هو نفسه عرضة للنّقد القاسي من صحافيين، في المقلب السّياسي الآخر، شربل اعتذر، وال LBC ممنوعة في ضاحيّة بيروت الجنوبيّة لحين اعتذار إدارتها، وبين المنع والقمع، تبقى حريّة التعبير في لبنان معرّصة للاهتزاز مرّة جديدة، ويبقى السّؤال الأهم، أي زعيم سيقبل بعد اليوم أن يتم تقليده في البرنامج، الذي أثار لبنان لمجرّد أنه قلّد زعيم يضع عمامة؟
التعليقات