ساحة المهد- بعدسة إيلاف
أسامة العيسة من بيت لحم: رغم الأجواء الباردة شارك المئات من الفلسطينيين والحجاج الأجانب، في احتفالات عيد الميلاد وفقا للتقويم الشرقي، التي بدأت اليوم في بيت لحم، بوصول مواكب رؤساء الطوائف الأرثوذكسية من القدس إلى بيت لحم، في أجواء احتفالية رسمية وشعبية، شاركت فيها فرق الكشافة.

وتحت الأمطار التي تساقطت بغزارة، انطلقت فرق الكشافة، منذ ساعات الصباح، من ساحة المهد، إلى ميدان نادي العمل الكاثوليك، لاستقبال مواكب البطاركة والمطارنة الذين وصلت فرادى ووفقا للتقليد المعمول به منذ القرن التاسع عشر، والمسمى (الاستاتكو) الذي يحدد حقوق الطوائف المسيحية في فلسطين في الكنائس المهمة مثل كنيسة المهد وكنيسة القيامة.

وقال الدكتور فكتور بطارسة، رئيس بلدية المدينة لايلاف بان سقوط الأمطار، وان كان يعرقل الاحتفالات، إلا انه ادخل البهجة في النفوس المتألمة بسبب الاحتلال، ولما يجري من صراع داخلي في غزة وغيرها من المناطق. وتعتبر مدينة بيت لحم، مركز الاحتفالات الفلسطينية بأعياد الميلاد، وتستقطب اهتماما دوليا، لارتباطها بميلاد السيد المسيح، في مغارة الميلاد، التي بنيت عليها كنيسة المهد في القرن الرابع الميلادي، وأصبحت محجا لمسيحي العالم.

وكان أول الواصلين النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في القدس وفلسطين والأردن، مار سيوريوس ملكي مراد، الذي استقبل بحفاوة رسمية وشعبية، ودخل إلى الصالون المخصص للسريان في كنيسة المهد، وفيما بعد تراس احتفالات دينية خاصة بالمناسبة في كنيسة العذراء مريم للسريان الأرثوذكس وسط بلدة بيت لحم القديمة، واستقبل المهنئين من أبناء الطائفة ومن مختلف الشرائح المجتمعية، واكد مراد، بان رسالة الميلاد هي السلام للعالم اجمع.
ودعا إلى إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معربا عن أمله، في أن يأتي العيد المقبل وقد حل السلام على الأراضي المقدسة.

وكان الموكب الثاني في ترتيب الوصول، موكب النائب البطريركي للأقباط الأرثوذكس، الأنبا الدكتور أبراهام، الذي جرى له استقبال رسمي، ورافقه المستقبلون إلى كنيسة المهد، ودعا الأنبا أبراهام أن يحل السلام على المنطقة، ويشمل الشعب الفلسطيني.

ووصلت الاحتفالات ذروتها، ظهرا، بوصول موكب البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، والأراضي المقدسة. ودخل ثيوفيلوس كنيسة المهد، يحف به رجال الدين، واستقبل المهنئين داخل الكنيسة، وتراس قداديس دينية، تمهيدا لقداس منتصف الليل، الذي سيترأسه في كنيسة المهد، بحضور محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية.

ووصل بعد ظهر اليوم، موكب مطران الأحباش الأرثوذكس، كاوستوس مريم، الذي استقبلته الشخصيات الرسمية والشعبية في ساحة المهد، ثم توجه إلى كنيسة الأحباش، في شارع مغارة الحليب، لاستقبال المهنئين. وقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التهنئة للمحتفلين بالمناسبة، ولابناء الشعب الفلسطيني، واعرب خالد طافش، النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي، عن أمله أن يحل العيد في العام المقبل وقد تحققت أماني الشعب الفلسطيني المشروعة، فيما قال صلاح التعمري محافظ بيت لحم بان المدينة رغم ظروفها الصعبة ما زالت تتمسك برسالة السلام إلى العالم، والذي يعني حرية الشعوب.