عشرة الاف دولار للطعن في نتائج تقرير الخبراء
الاحتباس الحراري يهدد بتدهور خطير في المناخ


باريس ، لندن: في أول تقرير لها منذ ست سنوات، حذرت مجموعة الخبراء الحكوميين في التغييرات المناخية وهي لجنة بيئية دولية تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة في باريس من ان انبعاثات الغازات المسببة للتدفئة الناتجة عن النشاط البشري ستتسبب بتدهور خطير في المناخ quot;لاكثر من الف سنةquot; يترافق مع احتباس حراري وارتفاع في مستوى البحار والمحيطات، فيما استبقت الصحف البريطانية التقرير الصادر من باريس بالإعلان ان مركز ابحاث اميركي عرض مبلغ عشرة الاف دولار (7700 يورو) لعلماء وخبراء اقتصاد لنقض نتائج هذا التقرير.

خطر محدق
ورسخ الخبراء الدوليون المجتمعون في العاصمة الفرنسية القناعة بتحمل الانسان مسؤولية quot;القسم الاكبر من الارتفاع المسجل في متوسط حرارة الارض منذ منتصف القرن العشرينquot;. واكد الخبراء على مسؤولية الانسان عن تدهور المناخ بنسبة تسعين بالمئة مقابل 66% في تقريرهم الاخير عام 2001. واعطت المجموعة للمرة الاولى quot;تقويما اكثر دقةquot; للاحتباس الحراري المتوقع بحلول نهاية القرن اذ توقعت ان ترتفع الحرارة بين 8،1 درجة واربع درجات عن مستواها في فترة 1980-1999.

خبراء وعلماء خلال اجتماعهم اليوم في الأونيسكو

وتمثل هذه الارقام متوسطا للتوقعات اذ قد تسجل ظاهرة الاحتباس الحراري مستويات اعلى تصل الى 4،6% بحسب التوقعات الاكثر quot;تلوثاquot; التي وضعتها مجموعة الخبراء. ورأى الخبراء انه quot;من المحتمل جدا ان تستمر وتيرة موجات الحر الشديد ودرجات الحرارة القصوى والامطار الغزية في التزايدquot;. كما انه من quot;المرجحquot; ان تزداد حدة الاعاصير الاستوائية والعواصف في المستقبل وان تترافق مع رياح اقوى وامطار اكثر غزارة.
ومن المتوقع بحسب التقرير ان يرتفع مستوى البحار والمحيطات ما بين 18 و59 سنتم بحلول نهاية القرن.واجتمع 500 عالم من جميع انحاء الارض لاصدار هذا الشق العلمي من التقرير الرابع للمجموعة بعد مناقشات استمرت اربعة ايام وجرت في جلسات مغلقة في باريس. وعلقت منظمة quot;غرينبيسquot; لحماية البيئة على الفور في بيان قائلة quot;اذا كان تقرير المجموعة الاخير (عام 2001) دعوة الى اليقظة، فان هذا التقرير الجديد هو بمثابة صفارة انذارquot;. وتابعت غرينبيس quot;ان النبأ السار هو ان فهمنا للنظام المناخي وللتاثير البشري عليه تطور للغاية. اما النبأ المؤسف، فهو انه كلما تطورت معرفتنا، بدا مستقبلنا اكثر خطورةquot;.

أميركا للطعن التقرير الباريسي
وبعث معهد quot;ذي اميريكان انتربرايز انستيتيوتquot; الذي تموله مجموعة quot;اكسون موبيلquot; العملاقة رسائل الى علماء في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول اخرى وعرض عليهم مبالغ مالية في مقابل معلومات تؤكد وجود شوائب في الاستنتاجات الواردة في هذا التقرير التي يناقشها منذ الاثنين 500 عالم من 130 دولة في العالم.

وتعتبر مجموعة الخبراء الحكوميين في التغييرات المناخية التي انشأتها الامم المتحدة في 1988، اهم مجموعة علمية تدرس التقلبات المناخية في العالم واكثرها خبرة في هذا المجال. ونشرت المجموعة تقريرها الاخير في 2001.

وفي هذه الرسائل انتقد معهد quot;ذي اميريكان انتربرايز انستيتيوتquot; التقرير لانه quot;يرفض اي نقد منطقي ويستخلص استنتاجات اعتباطية بعيدة عن العمل التحليليquot;. وقالت quot;الغارديانquot; ان المعهد يرغب في جمع مقالات تندد بهذه الاستنتاجات. واكد كينيث غرين العضو في معهد quot;ذي اميريكان انتربرايز انستيتيوتquot; للصحيفة البريطانية نبأ بعث الرسائل عبر العالم وان الاجوبة التي سيجمعها ستنشر في مجلة.