الدوحة: طالب مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام روبير مينار، الدول الإسلامية بمد يد المساعدة إلى الصحافيين العرب والمسلمين في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه البلدان الغربية في العزوف عن تقديم هذا النوع من المساعدات، فإنه ينتظر من الدول الإسلامية أن تمد يد العون لصحافيين مضطهدين في إيران، والعراق، وأفغانستان، والصومال وغيرها من البلدان العربية.

وتساءل منيار عن تلك الشعارات التي تُرفع حول التضامن بين الدول العربية والإسلامية، في الوقت الذي يعاني فيه العديد من الصحافيين الضرر من دون أن يلمسوا بادرة لمساعدتهم من أي من البلدان الإسلامية.

واستنتج مينار في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة أمس السبت، أن البلدان الغربية فقدت الرغبة في استقبال طالبي حق اللجوء على خلفية تعرضهم لاضطهاد أثناء عملهم الصحافي، فضلاً عن عدم إيجادهم لفرص عمل في دول مثل فرنسا.

وأَضاف مينار بأن هناك طلبات استنجاد عديدة تصل إلى المركز، موضحاً بأن الأزمة المالية العالمية أثّرت على قدرة بعض الدول على تمويل مثل هذه المساعدات. ونوّه بما يقوم به مركز الدوحة من أفعال وليس أقوال فقط.

وعرض مينار لتجربة الصحافية الصومالية بيشارو محمد مع الموت في بورتلاند شمال الصومال، وذكر أن الصحافية الصومالية تعرّضت لإطلاق النار قرب منزلها، حيث كانت المرأة الوحيدة التي تعمل في تلفزيون محلي في بورتلاند. وفرّت بيشارو بداية إلي جيبوتي ومن ثم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قبل أن يستقر بها المقام في دار إيواء الصحافيات في الدوحة.

وأشار مينار إلي أن بيشارو تعد الحالة الأخيرة التي تعامل معها المركز حتى اللحظة، وذلك بعد استقبال صحافية أفغانية نيلوفر حبيبي في دار إقامة الصحافيات.

وبيّن مينار أن هناك العديد من الصحافيين الصوماليين الذين تعرّضوا للضرر والأذى على مدى عشرين عاماً من الحرب الأهلية، لافتا إلى أن البعض فرّ إلى جيبوتي.

وفي هذا الصدد أكّد مينار أن المركز يعمل على مساعدة مجموعة من الصحافيين الصوماليين على إنشاء وكالة أنباء محلية خاصة بهم، تصدر باللغتين السواحلية، والإنكليزية في جيبوتي، بغية إيصال أخبار بلدهم إلى الصومال وإلى أولئك المقيمين في جيبوتي.

ومنذ افتتاح المركز قدّمت 147 منحة لأجهزة إعلامية، وأفراد صحافيين من 38 بلدا مختلفا. وكشف مينار بأن المنح قدمت إلى بلدان من قارة آسيا، وإفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط، مثل باكستان وبرمانيا، والصومال، وإثيوبيا، وإيران، والعراق.

وأوضح مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام أن المنح توجّهت لهذه البلدان تحديداً بسبب معاناة صحافييها من الاضطهاد، وتعرّضهم للخطر.

ولفت إلى أن مركز الدوحة يقدّم المساعدات إلى محطة إذاعية quot;زامي إف إمquot; ، الإذاعة المستقلة الوحيدة في إثيوبيا، منوهاً بأن هذه الإذاعة عانت صعوبات مالية، فساعدها المركز بسبب ما تقدمه من أخبار ذات مصداقية. إضافة إلى ذلك قدّم المركز المساعدات المالية إلى مجموعة من المحطات الإذاعية التي يديرها موسى كاكا، في النيجر، حيث قضى الأخير سنة في السجن من دون سبب وجيه، وخلال مكوثه في السجن تعرّضت مجموعة الإذاعات التي يديرها إلى مشاكل مالية دفعت المركز إلي مد يد المساعدة.

وكشف مينار بأن وفداً من مركز الدوحة سوف ينتقل إلي هاييتي خلال 10 أيام من الآن، وذلك بغية مساعدة 15 صحافياً ومحطات إذاعية بعد تعرّض هذا البلد لكارثة طبيعية، وسيعمل الوفد على تقديم المساعدة للإعلاميين على ترميم ما دمّره الإعصار.

وقال مينار إن الوفد سيذهب برفقة صحافيين من صحف وجهات إعلامية في دولة قطر، وذلك من أجل تقصّي الحقائق هناك، ودعا المؤسسات الإعلامية القطرية إلى مرافقته ضمن سياسة الشفافية التي يتبعها المركز في الكشف عن النفقات التي يقوم بها لمساعدة المتضررين من الجهات الإعلامية والصحافيين. وأضاف أن الأموال التي يستخدمها هي أموال عامة، وهو حريص على تقديم صورة جلية لكيفية تقديم المساعدات.

من ناحية ثانية، أكد مينار أنه يتابع مع السلطات القطرية حالة الصحافية الأفغانية حبيبي، التي سوف تنتهي مدة إقامتها في الدوحة بحلول يناير المقبل، خاصة أن المركز يؤمّن المأوى لهؤلاء الصحافيين لمدد مؤقتة، بغية إيجاد بدائل مناسبة لهم في بلدانهم. مفيداً بأن حبيبي التي تتلقّى تدريباً إعلامياً في مركز الجزيرة للتدريب، سوف ينظر في حالتها خاصة إذا استمر الوضع خطرا للغاية في أفغانستان.

وأوضح مينار بأن إقامة الفتيات في مأوى المركز هو حل مؤقت، يصل إلى 6 أشهر قابلة للتجديد مدة مماثلة، ويتم إخطار الصحافيين بذلك.

ويتوقّع مركز الدوحة لحرية الإعلام أن يستقبل صحافيين من أفغانستان وباكستان خلال الفترة المقبلة، حيث سيقيم الرجلان في دار لإقامة الصحافيين الذكور قرب الفيلا التي تقطن فيها كل من حبيبي وبيشارو.