يبحث محققون ايطاليون عن حطام سفينة يُخشى انها كانت محملة بنفايات سامة ومشعة رمتها المافيا في البحر المتوسط، وبعد سنوات من التكهنات، تواجه الحكومة الايطالية مطالب بالتحرك السريع من منظمات حماية البيئة وسياسيين محليين، انضم اليهم الآن الاتحاد الاوروبي.

انطلقت قبل ايام سفينة المسح البحري الايطالية quot;ماري اوسيانوquot; في مهمة لفحص حطام سفينة شحن غرقت قبالة الساحل الجنوبي الغربي الايطالي، يثار شكوك حول انها كانت محملة بنفايات سامة. بدأت عملية التحري، التي تراقب عن كثب، بعد افصاح مخبر كان يعمل مع المافيا عن مساعدته قبل سبعة عشر عاما على إغراق سفينة كان على متنها 120 برميلا من المواد السامة ـ قد يكون الكثير منها مواد مشعة.

ويعتقد المحققون ان الحطام الذي يرقد على عمق نحو 500 متر تحت الأمواج، واحد مما يربو على 30 سفينة محملة بنفايات سامة أغرقتها المافيا في البحر. وتشير مجلة quot;شبيغل اونلاينquot; الى اعتراف المخبر فرانتشيسكو فونتي، الذي فُرضت عليه الاقامة الجبرية، بأنه أغرق سفينة اسمها quot;كونسكيquot; وسفينتين اخريين خلال عمله مع عصابة اجرامية في مقاطعة كالابريا، وزعم فونتي ان مصدر النفايات السامة شركات ادوية ايطالية واوروبية.

من جهتها، استعانت وزارة البيئة الايطالية والادعاء العام بخدمات سفينة المسح البحري quot;ماري اوسياناquot; للبحث عن أدلة تؤكد دعاوى رجل المافيا السابق، تتمثل مهمة السفينة الأولى بتحديد موقع السفينة واجراء الاختبارات اللازمة لرصد أي اشعاع منها، وبعد ذلك فقط يمكن القيام بمحاولة لانتشال براميل النفايات.

التحريات التي تجريها سفينة المسح البحري تمثل أحدث مرحلة في فضيحة متواصلة. ويشتبه المحققون بأن المافيا ربما كانت ضالعة في اختفاء عدد من السفن. وظلت التحريات تواجه طيلة سنوات عقبات سببها عدم توفر الأدلة وحقيقة ان افراد طاقم السفن المفقودة لم يُعثر عليهم قط. ثم برز فونتي، رجل المافيا السابق، قبل خمس سنوات ليعترف بدوره في رمي النفايات في افادة قدمها الى الشرطة، اذ قال للمحققين انه على علم بأكثر من 30 سفينة أغرقتها المافيا.

وبالرغم من الضجة الاعلامية التي اثارتها اقوال فونتي حينها، الا ان التحرك للوقوف على حقيقة ما حدث كان بطيئا حتى الشهر الماضي عندما حُدد موقع سفينة يُعتقد انها quot;كونسكيquot;، فالصور التي التقطها انسان آلي اظهرت وجود سفينة ما زالت محملة بحاويات برتقالية اللون كتبت عليها كلمة quot;سامquot;. لم يكن اسم السفينة مرئيا ولكن فجوة في جنب الحطام توحي بأن انفجارا كان السبب في غرقها، ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; عن محققين انهم ربما عثروا على جثتين على متن السفينة.

وبدافع الخوف من كارثة بيئية محدقة طالب صيادون وسياسيون محليون بتحرك فوري من جانب الحكومة، واعتصم خمسون عمدة من مدن مقاطعة كالابريا في روما احتجاجا، فيما نقل نواب المقاطعة مطالبهم في البرلمان الوطني، وقال النائب فرانكو لاراتا، من الحزب الديمقراطي المعارض، في تصريح لوكالة quot;انساquot; الايطالية quot;ان الوضع خطير للغاية وليس هناك متسع من الوقت نهدرهquot;، مشيرا الى اكتشاف السفينة منذ اكثر من 40 يوما دون ان يُتخذ اجراء بشأنها، واضاف: quot;كفى يعني كفىquot;.

وذكرت صحيفة quot;فايننشيال تايمزquot; ان سفينة تابعة لحرس السواحل الايطالي كانت تبحث عن سفينة أخرى محملة بنفايات سامة، يقول فونتي انها أُغرقت قرب ميناء ليفورنو، في غضون ذلك طالبت المفوضية الاوروبية بايضاح في رسالة وجهها مفوض البيئة ستافروس ديماس.