لم تخفِ نسبة من الجمهور العراقي حزنها لخروج المتسابقة برواس حسين من تصفيات برنامج (عرب أيدول)، في وقت اعتبر فيه البعض أن تخليها عن عراقيتها وتجاهلها لجنسيتها أثّرا على نسبة تصويتها ولم تنقذها أصوات الإقليم الكردي، بينما رد البعض الآخر على هذا المنطق بأن أصوات العراقيين لم تنقذ المرسومي أيضاً، وبالتالي لا علاقة لخروج برواس بكونها أصرّت على كردستانيتها.


بغداد:اتفق الجميع على ولادة برواس حسين كمطربة من الممكن أن تكون شهرتها على مستوى عراقي أو عربي بحسب توجهها مستقبلاً. وفي الوقت نفسهفإن خروجها في هذا التوقيت لم يشكل صدمة للجمهور العراقي ولا حتى الكردي، وإن كان الجميع يمني النفس بوصولها الى مرحلة أكثر تقدماً في البرنامج بدافع الانحياز الوطني لها.

برواس تشكر جمهورها
شكرت برواس الذين صوتوا وساندوها في مشوارها ضمن البرنامج ، وكتبت على صفحتها في الفيسبوك (بسم الله الرحمن الرحيم ، شكراً لكل من صوتوا لي، أشكركم جميعاً، وانا بسبب تصويتكم ووقفتكم معي استطعت ان أبقى في المنافسة، واتمنى كل الخير لمن بقوا في البرنامج . وان شاء الله لا يتوقف مشواري وابدأ من هنا واكون في خدمة الانسانية انشاء الله واوعدكم بأن لا انساكم ابداً، اختكم الفنانة برواس حسين) .

تخلت عن عراقيتها ولم تنقذها أصوات الإقليم
على صعيد آخر، شنت صفحة موسوعة إعلاميات العراق على فيسبوك والتي تضم تقريباً 204 آلاف مشترك هجوماً على برواس لأنها تجاهلت إنتماءها لوطنها العراق، وقررت أن تحصر نفسها بقوميتها الكردية مما شكل إهانة لعموم الجمهور العراقي، وقارنوا بينها وبين شذى حسون التي جمعت العراقيين بمختلف إنتماءاتهم للتصويت لها، وبالتالي حصدت الفوز وعاشت الفرحة، بينما برواس عمقت فكرة التقسيم المرفوضة فخسرت. وكتبت الصفحة:
quot;برواس حسين: لم تعترف بالعراق خسرت تصويت الشعب العراقي فإكتشفت أن أصوات كردستان لا تبقيها في آراب ايدول ، Arab Aidol، وبعد خروجها الآن ندمت لانها لم تقل أنا من العراق أولاًquot;.
وأشعلت هذه الجملة نقاشاً ممتداً بين طرفين الأول أيّد الفكرة، والثاني رفضها وقارن برواس بالمرسومي الذي توجه لكل العراقيين ولم تفلح أصواتهم بإنقاذه، وهناك من رأى أن النتيجة منطقية لوجود أصوات أهم وتستحق البقاء أكثر.

إيلاف بدورها سألت عدداً من ذوي الإختصاص وبعض المواطنين العراقيين والأكراد، عن تقييمهم للنتيجة في التقرير التالي:

محسن فرحان : تمتلك إمكانية غنائية رائعة

أكد الملحن العراقي محسن فرحان أن برواس مؤدية ممتازة لكنها كانت تعاني من مشكلة اللهجة، بالإضافة الى إختيارات المشترك للأغاني الملائمة لصوته وبرواس لم تكن موفقة في بعض إختياراتها .. وأضاف الموهبة ليست وحدها العامل المؤثر وإنما هناك حسابات تجارية لعمليةالتصويت، وعندما تخف حدته بالنسبة لمشترك ما، تحسب حسابات الربح والخسارة ،علماً أن كل قناة تقدم هكذا برامج لها آلية عمل لسياقات البقاء في البرنامج أو الخروج منه.

الأكراد فخورون بها

من جهته أكد المواطن هيوا عثمان عن سروره للمستوى الذي وصلت اليه ، وقال : انا سعيد كون مطربتنا وصلت الى مرحلة افضل ستة متسابقين ضمن البرنامج العربي الكبير، وهي لا تعرف من اللغة العربية الا القليل لكنها غنت بإحساسها، واقول لها شكرًا لك يا برواس يا بنت كردستان العراق يكفينا انك اوصلت صوتك للعالم كله، وقلت للجميع إنك غنيت بإحساسك وحنينك فتعاطفت معك قلوب الملايين ، وانا اتوقع أن يكون لها مستقبل كبير على مستوى الغناء العربي لأن شهرتها صارت كبيرة .

واضاف: عني وعن الكثير من المواطنين الأكراد نعبر عن اعتزازنا بها كونها رفعت اسم الاقليم، وجعلتنا نشجعها ونهتف لها ، واعتقد أن الجمهور الكردي سيستقبلها بالورد لأنها اسعدته .

علامة فارقة في البرنامج ولكن

اما فاتن اشرف فقالت : برأيي برواس من اجمل الاصوات، بل أنها تتميز عن الآخرين بابتسامتها الحلوة ووجهها الباسم ، حزنت لخروجها بدافع انها عراقية وننحاز لها ونريد لها أن تتقدم اكثر واكثر على الرغم من قناعتي ان اللقب سيكون للفلسطيني محمد عساف ، واتمنى أن تواصل برواس مشوارها ونراها فنانة عراقية بنكهة كردية ، نريد منها أن تحرص على أن تكون مطربة عراقية ولا تبقى في الاطار الكردي لأنها تستحق ان تكون فنانة عربية مشهورة ، ونريد منها في اقرب وقت أن تقدم البومًا غنائيًا بالكردي والعربي .

فيما قال ايهاب حسن : اعتقد انها نتيجة متوقعة قياساً لامكانيات برواس التي يبدو أنها تعبت من الغناء باللغة العربية بلهجاتها المختلفة، واستغربت كثيرًا في آخر مشوارها في البرنامج أن تغني للمطربة الكبيرة فيروز فلم تستطع أن تؤدي بالشكل الذي يجعلنا نصفق لها ، اعتقد أن اختيارها خاطىء ، وأن البرنامج قد اوصلها الى هذه المرحلة لكونها علامة فارقة فيه ولم يرغب بخسارتها مبكراً، وعلى العموم النتيجة جيدة لصالح برواس التي فتح لها البرنامج باب الشهرة وبامكانها الاستفادة منها لكي تؤسس لنفسها مكانة وحضورًا في المستقبل .

السامرائي: خروجها لا يدعو للحزن

اما الاعلامي الدكتور مجيد السامرائي فقد اثنى على وصولها الى هذه المرحلة مؤكداً على مستقبلها، فقال: ربما لم اتوقع خروج متسابقتنا الجميلة في هذه المرحلة وإن كنت أرى أن التنافس شديد لوجود اصوات مميزة، لكن عليها أن تفتخر ونفتخر بها أنها لفتت الانظار والاسماع اليها وهي مشروع مطربة عراقية وعربية سيكون لها شأن في المستقبل .

واضاف: لست حزينًا لأننا ادمنا الحزن، توقعت خسارتنا امام عمان واتوقع أن نخرج نهائيًا من تصفيات كأس العالم ، على العكس لم يعد الفرح يليق بنا ، هناك مغنٍّ اسمه محمد ابوجبارة غنى (ياحمام الدوح) ، شيء هائل على اليوتيوب لو شارك معهم لخرق حاجز الصوت، ذلك البصراوي القصير الاكمام - ربما كان اسمه أسامة ناجي- ايضاً كان يمكن أن يكون الاول بالبقاء ضمن مراحل أخرى من هذا البرنامج .

وتابع : ربما تكون هناك عوامل وراء هذا التسقيط ، سيكون في حوزة برواس المزيد من الفرص الذهبية مجددًا ، لا أعتقد أنها صدمت بالنتيجة التي غنت اغنية الورد لاسمهان هي الاجدر وإن خرجت، مهند المرسومي ايضا خرج في الوقت المناسب، خروج البصري ازعجني جداً لأنه طاقة مدهشة جنوبي عراقي محروق ؛ متفحم حتى النخاع لم اسمع صوتًا اشد عراقية منه الا رياض أحمد حين يغني.

المشعل: خروجها جاء بالوقت المناسب

من جانبه، اكد الناقد الموسيقي سامر المشعل أن خروج برواس جاء في الوقت المناسب ، وقال : لم يشكل خروج المتسابقة برواس خسارة للجمهور العراقي، لأنها لم تستطع أن تكسب تعاطف الجمهور العراقي خارج الاقليم ليتفاعلوا معها بإيجابية.. لا على مستوى الحديث الاعلامي ولا على مستوى الغناء العراقي .. فلم يلمس الجمهور عراقيتها انما قدمت نفسها كمتسابقة عن الإقليم .. ورغم الإهتمام الحكومي من قبل الاقليم الا أنها لم تصمد الى آخر المطاف لأنها خسرت تعاطف الجمهور العراقي.. وهذا يعد نقصاً وخللاً كبيراً في شخصية الفنان الذي يطمح أن يصل الى النجومية .

واضاف : وحتى في حال أنها حصلت على لقب عرب ايدول فكيف تقنع الجمهور العراقي والعربي بلغتها العربية المكسرة والمتعثرة في فمها ، اما من ناحية امكانيات الصوت فهي تمتلك صوتاً جيدًا وبمساحة جيدة وحس جميل، ولو غنت بالعراقي لظهر تأثير صوتها بشكل اكثر تأثيراً على الجمهور العراقي .. وارى أن خروجها جاء بالوقت المناسب مقارنة بالأصوات العربية الأخرى بما فيها من جمال وقوة تأثيرهم وتمثيل لبلدانهم .