في الجزء الثاني من لقائنا معها تتحدث الفنانة السورية رويدا عطية عن الحب والزواج، وندمها على تجربتها الأولى، مواقفها السياسية، خلافها مع أصالة، وتكشف الوجه الحقيقي لأحلام، علاقتها بنجوى كرم، وماذا يمثل لها كل من صباح ووديع الصافي وصباح فخري، وتطلق تصريحات ومواقف جريئة وساخنة.


بيروت:تنظر رويدا عطية الى الحب على أنه:quot; قائم على الإتفاق، يعتمد على العقل أكثر من القلب، لأن العاطفة دون توافق تذوي وتتلاشى، بينما الإتفاق يؤسس لعلاقة مستديمة.
أما الزواج فهو مؤسسة قائمة على التكافؤ بين شخصين، ولا يفترض أن يكون هناك شخص أعلى من الآخر، ولا طرف يعطي أكثر من الآخر، وتجربتي السابقة فشلت لأنني كنت من يعطي، مستقبلاً لو حصل إرتباط سأسعى للإرتباط بشخص يحب رويدا ولا يرى فيها مجرد مطربة تغني وتجمع المالquot;.
والأمومة بالنسبة لها: quot;أجمل شيء في الكون، وهي تحب الصبيان أكثر من البنات، لأنها تريد له أن يكون أزعر ويطبق كل بنات الحيquot;، على حد قولها.
رويدا تعارض الزواج المدني، ومؤيدة لأن تكون الخدمة العسكرية إلزامية للرجل، لكنها ضد خدمة المرأة في الجيش، ولا تؤيد عقوبة الإعدام، لكنها مؤيدة لإلغاء خانة الديانة من الهوية الشخصية، وتؤيد كذلك الرقابة على الفن، ولا ترى مانعاً في أن يقوم الرجل بعمليات تجميل. وهي معارضة بقوة لوجود قانون لمنع التدخين.

أنا سورية وموجودة في سوريا شاء من شاء وأبى من أبى
ترى من الضروري أنتكون للفنان مواقف سياسية واضحة ومعلنة، وتعارض الربيع العربي بشدة، ولا تنكر بأنها إمتدحت الرئيس السوري بشار الأسد، وتؤكد بأنها موالاة، لكنها ليست موالاة للقتل، والضرب، والهدم، وتعترف بوجود أخطاء للنظام تحتاج للإصلاح، لكن هذا لا يعني أن تقول مثل بعض الشخصيات المعارضة بأنها تفضل النظام الإسرائيلي على نظام بلدها، وهو أمر يجرحها كمواطنة عربية سورية، ولا تعرف رويدا إذا كانت ضمن قوائم العار أم لا، ولا تهتم بمعرفة ذلك، وتوجه رسالة للجميع: أنا سورية وموجودة في سوريا شاء من شاء وأبى من أبى.


الشحرورة تميمة الحظ
تقول رويدا عن الشحرورة صباح بأنها بمثابة تميمة للحظ، فكلما تكون معها تحدث لها أمور جيدة في حياتها، وتتحدث عن الحفل الذي قدمته في مهرجانات بيت الدين وأسباب إختيارها هي تحديداً لتحيي هذه المناسبة، فتقول: صباح ليست حكراً على اللبنانيين فقط، فالفن لا جنسية له، ولا أرى ما المانع في أن تكرمها مطربة سورية، فشعبيتها في سوريا كفيروز ووديع الصافي، وهم جزء من وجداننا، ونشعر بأنهم ملك لكل الشعب العربي. بالإضافة الى أن مسألة إختياري جاءت من قبل السيدة صباح، لأنها كانت واثقة بأنني لن أعتلي المسرح لأقلدها وإنما لأكرمها. وتضيف رويدا بأن رأي السيدة صباح بالحفل الذي تزامن مع مسلسل سيرتها الذاتية، كان إيجابياً جداً بعكس رأيها في المسلسل، حيث كان لديها تحفظات عليه. وبرأي رويدا فإن المسلسل ظلم صباح ولم تكن تحبذ تسليط الضوء على خصوصياتها لتطغي على فنها.

وقوفي على مسرح بيت الدين حلم وتحقق
وعن شعورها وهي تقف على مسرح لم يعتليه إلا العمالقة تقول:quot; كان حلماً منذ أيام سوبر ستار وتحقق، كنا في زيارة وقتها لبيت الدين ووقفت على المسرح وتساءلت أمام رفاقي، متى سيأتي اليوم الذي أقف فيه على هذا المسرح وأغني بحق أمام جمهور، وبعد مرور السنين وخلال بروفات حفل تكريم السيدة صباح، ذكرتني سيدة كانت موجودة وقت زيارتي الأولى،عندما كنت لازلت مشتركة في سوبر ستار بالموقف وقالت لي: هاهو حلمك قد تحقق.


صباح فخري: رويدا رجل في المغنى
وتوجه رويدا رسالة مباشرة عبر إيلاف للفنان الكبير صباح فخري وتقول له: أحبك يا كبير. وتضيف:quot;فهو الإنسان الذي عزز ثقتي بنفسي، عندما إختارني للغناء معه، وقال للمحيطين به أشعر أن رويدا quot;رجل في المغنىquot;، لأن القدود الحلبية تحتاج صوتاً قوياً وقادراًquot;. ودعت له بطول العمر والشفاء.


نجوى كرم راقية ومتواضعة
منذ ألبومها الأول ربط الناس بينها وبين نجوى كرم حيث إتهمت رويدا بتقليدها، خصوصاً وأنها تعاملت مع عماد شمس الدين صانع عدد كبير مع أغاني نجوى الناجحة، وإعتقد البعض أنه أراد محاربة نجوى برويدا بسبب الخلاف الذي كان قد وقع بينهما في حينها.
ولا تنكر رويدا بأنها كانت متأثرة بنجوى في بداياتها وهو أمر طبيعي لأي موهبة شابة، لكن مع الوقت والخبرة الفنية خلقت لنفسها خطاً مغايراً، وتعتقد بأنها نجحت في ذلك من خلال أغنية شو سهل الحكي.
وتتحدث رويدا عن لقائها الأول بالفنانة نجوى كرم خلال عزاء والدها، وتتمنى لو كانت قد جمعتهما ظروف أفضل، وتقول شعرت برقيها وتواضعها، وسموها على الألم عندما قابلت الجميع بإبتسامة مرحبة، وإستاءت رويدا ممن إنتقدها بسبب ذلك. وشكرتها لأنها رشحتها لتغني بدلاً منها في أحد الحفلات المهمة.

وديع الصافي محطة مهمة في مسيرتي الفنية
وتعتبر تعاونها مع الفنان القدير وديع الصافي في أغنية quot;هيدا لبنانquot; محطة مهمة في مسيرتها الفنية يحسدها عليها كثر من فناني جيلها، وتحدثت عن رهبة اللقاء الأول، التي كسرها بالمزاح والإشادة بصوتها، وكانت تلك الإشادة مسؤولية كبيرة جعلتها تتأنى في إختياراتها الفنية من بعدها.

ديو مع عبد الكريم حمدان
تنفي رويدا أن يكون دعمها للمشترك عبد الكريم حمدان على حساب مواطنتها فرح يوسف ببرنامج أراب أيدول خوفاً من مزاحمة الأخيرة لها، وتستنكر محاولات الصحافة في زرع بذور الخلاف بين أبناء البلد الواحد، وتؤكد بأنها تدعم كل السوريين، لكنها أحبت صوتي عبد الكريم حمدان ومحمد عساف أكثر من غيرهم وتحمست لهما، لأنها تحب الأصوات القوية، التي تستفزها فنياً.
وترى بأن فرح لم توفق في جميع إختياراتها الغنائية، وخصوصاً عندما حادت عن اللون الطربي الذي يليق بها إلى ألوان أخرى، وترى أن فرح برعت في منطقة أسمهان، وأم كلثوم، ووردة أكثر شيء، كما أنها كانت تعاني من رهبة المسرح، بينما كان في حضور عبد الكريم حمدان ومحمد عساف ثقة كبيرة على المسرح تأسر المشاهد. وتكره رويدا التحزب في التصويت على أساس الجنسية، فقناعتها بموهبة المشترك أساسية.
وحول من يمكن أن تختار من بين المشتركين لعمل ديو معه، يقع إختيارها على عبد الكريم حمدان، لأنه يغني مثلها، وتكشف بأنها طلبت من الملحن سليم عساف أن يجد لهما موضوعاً يناسبهما، وهو في طور التحضير، وربما يكون العمل من اللون الشعبي.

من لا يعرف أحلام يجهلها
تقول رويدا بأن لم يحتك بأحلام لا يعرفها، فتنطبع في ذهنه صورة قوتها وجبروتها على المسرح، وترى رويدا أن حضور أحلام يهز المشاهد، وهو أمر تحبه فيها.
وتضيف:quot; أفضل وسيلة لمعرفة الشخص تكون خلال السفر، وأنا تعرفت عليها خلال رحلتنا إلى ميامي، ووجدت فيها سيدة طيبة، متواضعة، وكريمة، ومحبة، إذا وجدت شخص متضايق تسارع لمواساته ومراضاتهquot;.
ولا تنسى رويدا أن أحلام وقفت في المطبخ يوماً كاملاً تحضر وليمة لجميع فريق العمل، ولم تكن مضطرة لذلك.
وتضيف: quot;بالنسبة لي أحلام شخصية مهمة جداً، وأحبها كثيراًquot;.
وتتألم رويدا من مهاجمي أحلام على تويتر بسبب برنامج أراب أيدول، وتطالب الجمهور بإحترام مكانتها وتاريخها الفني.

أصالة بادرتني بالعداء
تنطبع علامات الإمتعاض على وجه رويدا عطية عندما نسألها عن أسباب رفضها للظهور في برنامج أصالة التلفزيوني (صولا) عندما تمت دعوتها إليه، وتجبينا بسؤال: quot;مالذي كان سيضيفه إلي هذا الظهور؟ وتجيب نفسها على سؤالها قائلة:quot;كانت ستغني هي طيلة الوقت وسأكون أنا موجودة ككومبارس، وأنا أرفض أن أكون كومبارساً لأحد، لأنني أقدر صوتي جداً وأعتبره نعمة، وهذا هو السبب بكل صراحةquot;.

لكنها في نفس الوقت لا تنكر وجود أسباب أخرى للرفض،من ضمنها الطريقة العدائية التي عاملتها بها أصالة خلال رحلة ميامي وكانوا في جينها في جولة فنية صورت كواليسها كتلفزيون واقع،، وتقول: quot;لا أعلم سبب عدائيتها تجاهي في حينها، وكأنني قتلت والدها، وبيننا ثأر، الجميع شاهدأسلوب تعاملها السيء معي،وبرأيي عندما نكون سوريين في الخارج، من العيب جداً أن نسيء لبعضنا البعضquot;.
وتنفي رويدا نفياً قاطعاً أن يكون رفضها للظهور مع أصالة خوفاً من غضب النظام كما إدعت الأخيرة، وتستنكر تصريحات أصالة تجاهها بأنها لا تحتاج للدعم منها، وتقول: quot;بالتأكيد لست بحاجة لدعم من أصالة وخصوصاً الآن، فهي في بداياتي لم تدعمني ولو بكلمة طيبة، في وقت وقف فيه إلى جانبي كبار الفنانين العرب، لأن ثقتهم في أنفسهم كبيرة ولا يفكرون بأن رويدا يمكن أن تأخذ من دربهم شيئاً إن دعموها أو شجعوهاquot;.
وتحمل رويدا على أصالة مستنكرة ضياع هويتها: quot;فمرة تريد أن تكون سورية، ومرة تريد أن تكون فلسطينية، ومرة أخرى نجدها مصرية، ومرة بتكون سعودية، لا نعرف لها هوية أو إنتماء، وحتى في رأيها السياسي،مرة تكون مع، ومرة تكون ضدquot;.
وطلبت منها التركيز، لأجل جمهورها. وترى رويدا أن قلة ولاء أصالة لسوريا ربما عائد إلى أنها لم تعش فيهاكثيراً، وطالبتها بالنزول على أرض الواقع وزيارة سوريا لتقف على حقيقة ما يحدث هناك، قبل أن تطالب بإسقاط النظام.

يقصف عمرك يا أوباما
ولا تنكر رويدا بأنها كانت تعتقد بأن أوباما يعني ما يقوله عندما توعد بضرب سوريا، لأنها تعتبر أن سياسة أميركا الخارجية خبيثة، وإستعادت في حينها ما حصل في العراق، وكانت موقنة بأن من يهدد سينفذ تهديده، لكنها فوجئت بحالة التردد التي عاشها، وكانت مثار سخرية من السوريين على وسائل التواصل الإجتماعي، مرة يقول سنقصف سوريا، ومرة يقول لن نقصف سوريا، وتوجهحديثها إليه:quot;يقصف عمرك، من تهدد أنت؟ نحن شعب يواجه الموت منذ عامين وأكثر،ولا يخافquot;.

أنا مثل سمك السلمون
جديدها أغنية يا دمع التي تغرد بها خارج السرب، فهي رومانسية مليئة بالشجن بعيدة كل البعد عن الموضة الإيقاعية السائدة، وتشبه نفسها بسمك السلمون. وتشعر بان الأغنية الكلاسيكية الصعبة تعيش أكثر، وتحب اللون الصعب الذي يشكل تحدياً ويعتبر بمثابة إحترام لفن البلد وتراثه الغنائي الغني الكبير.