شعيب الراشيدي من الرباط: بإطلالتها الشبابية المميزة، وبتجاوبها مع الجمهور المغربي، ألهبت المغنية اللبنانية مريام فارس أجواء مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" في فضاء حي "النهضة" في مدينة الرباط.

ومن أقوى فقرات حفلها الفني استعادتها للزمن الجميل للأغنية المغربية، من خلال ترديدها لقطعة "علاش ياغزالي"، وهي من الرصيد الغنائي للفنان الراحل المعطي بنقاسم، ولكنها ظلت حية متجددة على الألسنة عبر الأجيال.

ظهرت فارس في قمة الاندماج الفني مع كلمات الأغنية، متجاوبة مع الإيقاعات، بمنتهى الإحساس والانتشاء، وكأنها بذلك ترد على كل الذين يدعون أنه من الصعوبة فهم وأداء الأغنية المغربية، وهي مقولة، ترددها، حتى بعض المطربات المغربيات المهاجرات إلى الشرق العربي.

ولم تبخل فارس على جمهورها الذي حج بكثرة، فاقت كل التوقعات لملاقاتها، في ليلة ربيعية، وظل يرافقها أحيانا في أداء مقاطع من بعض أغانيها، التي يحفظها عن ظهر قلب، ولا سيما الشباب، الذي جاء من بعض المدن، مثل سلا المجاورة للرباط، والقنيطرة، وبوزنيقة والصخيرات، والدار البيضاء، مستغلا تمديد أوقات القطارات بصفة استثنائية لمواكبة فعاليات "موازين".

كانت فارس، التي تحمل لقب "ملكة المسرح" سخية إلى ابعد الحدود، ولم تتوقف عند الغناء وحده فقط، بل تمايلت مع الإيقاعات الموسيقية، في تعبيرات جسدية راقصة، بأسلوب استعراضي، جريا على عادتها في كل حفلاتها، بينما كانت خصلات شعرها الأشقر، تتماوج فوق كتفيها، بفعل هبات الهواء.

وهذه هي المشاركة الثانية لمريام فارس في مهرجان "موازين"، إذ تعود أول مشاركة لها فيه إلى سنة 2010، وقد عبرت في لقاء لها مع الصحافة على إحساسها بالفخر، في هذا المهرجان، الذي اعتبرته من أقوى وأشهر التظاهرات الموسيقية في العالم.

ورغم أن السهرة التي بثها التلفزيون، امتدت إلى حوالي منتصف الليل، فقد حرص الحاضرون على البقاء فيها، حتى نهايتها، مستمتعين بالتجاوب الحاصل بينهم وبين فارس، التي وعلى غرار غالبية الفنانين المشاركين في مهرجان "موازين"، التحفت بالعلم المغربي، معبرة عن حبها للمملكة، من خلال غناء أنشودة "نداء الحسن" التي كانت هي فاتحة الحفل، والتي تتغنى بمغربية الصحراء.

وعلى امتداد فقرات السهرة، كانت الابتسامة تضيء ملامحها، وهي تغني أو تتمايل مع الموسيقى، بغنج ودلال، ما عدا أثناء انصهارها في أداء أغنية "غافي" عن صغيرها الرضيع، بنوع من التأثر، الذي ظهر جليا في نبرات صوتها، وتعبيرات وجهها، قبل أن تلوح للجمهور بتحية الوداع.