إيلاف من الرياض: من الكتب الجديدة التي كان لها صدى واسع أثناء معرض الرياض الدولي للكتاب ديوان ( معلقة غرناطة ) للشاعر د. زياد آل الشيخ

الديوان الصادر عن دار أثرعبارة عن معلقة ملحمية في 135 صفحة من الحجم المتوسط يتناول فيها أجواء سقوط غرناطة في السنوات الأخيرة من أيام العرب المسلمين في الأندلس.

تحكي معلقة غرناطة سيرة شعرية درامية تمر بأهم الشخصيات في قصة السقوط ابتداء من أبي عبدالله الصغير آخر ملوك الأندلس العرب من بني الأحمر في غرناطة إلى الأسر الأندلسية المهاجرة.

ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول: المنفى، الحرب، الأسر، الحصار. رتبت الفصول الأربعة لتبدأ من منفى أبي عبدالله الصغير بعد خروجه من غرناطة، يلي ذلك فصل الحرب بعد أن تولى الحكم في غرناطة حيث قاوم في معارك أدت إلى هزيمته وأسره بعد ذلك.

يعالج فصل الأسر مقاومته النفسية بعد فشله في المقاومة الحربية وهو ما أدى تاريخيا إلى خضوع مملكة غرناطة للإسبان مقابل خروجه من الأسر. الفصل الأخير يعالج الأجواء النفسية لحصار غرناطة الذي أدى إلى سقوطها وانتهاء الحكم العربي الإسلامي منها. لا يلتزم الكتاب بلغة سردية خالصة إنما يقوم على الوصف الشعري معتمدا على التفعيلة الشعرية الموزونة، تتخللها حوارات وشخصيات متعددة دون الدخول في تفاصيل الحدث التاريخي.

يطرح الكتاب مقاربة لدور الشعر في التاريخ والعكس. فإذا كانت رواية التاريخ سردية على لسان المراقب الذي يقبض على الحدث وما يتداعى منه، إنما يغفل التاريخ والقديم منه خصوصا، صورة شاملة للمجتمع بمستوياته المختلفة وانعكاسات الأحداث عليه. فإذا كان الشعر يملك الطاقة المعنوية اللازمة للقبض على اللحظة الشعورية للأحداث، فإن الشعر العربي يخلو من تناول الموضوع التاريخي إلا في أمثلة قليلة. ما يقابل ذلك هو تناول الأحداث الراهنة التي لها انعكاسات تاريخية مهمة. لذلك يفتح كتاب (معلقة غرناطة) طريقا جديدة نحو الرواية الشعرية للتاريخ بالقدر نفسه الذي بلغته الرواية التاريخية من امتداد كبير من أعمال عالمية وعربية ناجحة.

يعتمد الشاعر التفعيلة خيارا شكليا للقصيدة الملحمة، إنما ينتقل بسرعة حسب وتيرة الأحداث إلى أشكال مختلفة من العمودي إلى الموشحات. تقرأ الكتاب متسلسلا فتجد انسيابية بين أجزائه مع وجود انتقالات زمنية والتفاتات بين الأصوات خصوصا صوت الراوي والشخصيات الرئيسة. هذه الانتقالات تفتح مجالا للانتقال الرشيق بين الموضوعات الذي تجمعها خيوط شبكية تكتشف اتساعها ودقتها مع كل قراءة. يعتمد الكتابفي تقنياته السردية على الحوار باعتباره جزءا من النسيج البنائي للنص، إنما يذهب بعيدا في الاستفادة من الرؤيا/الحلم في خلق عالم موازي للواقع وشحنه بالصور الساحرة لعالم ميتافيزيقي يعمق من حضور المآسآة في حياة الشخصية. إذا كانت الشخصية تهرب إلى الحلم فإن المنام هو ذلك الفخ الذي يترصده بالكوابيس.

زياد آل الشيخ مابين البرمجيات والشعر

شاعر وأكاديمي من السعودية أستاذ هندسة البرمجيات والأنظمة في معهد بحوث الحاسب التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. له زاوية أسبوعية في جريدة الرياض بعنوان منمنمات. كتب الأدب على أنواعه صدرت له أربع مجموعات شعرية ومقالات علمية محكمة عدّة

صدر له:

١.هكذا أرسم وحدي (٢٠٠٤)

٢. سنابل حب (٢٠٠٧)

٣. مدونة لبيروت (٢٠٠٨)

٤. مدونة ميدان التحرير وقصائد أخرى (٢٠١١)

وله كتابة بعنوان ( الكتابة تقول : لا ) له مشاركات عديدة في كثير من الصحف و المجلات المحلية. وشارك في عدة أمسيات محلية وخارجية.