الخنازير تعيث بالمحاصيل |
بغداد: يستشيط المزارع ابو حسين الطائي غضبا ، بعدما هاجمت حيوانات برية، منها الخنازير، مزرعته الواقعة بجوار شط الحلة (100 كم جنوب بغداد) في قرية تبعد نحو عشرين كيلومترا عن مركز المدينة.
وأتلفت الخنازير البرية المحاصيل الزراعية ، واقتلعت الأشجار الصغيرة مما تسبب في خسائر فادحة له وللفلاحين في المنطقة.
وبدا الناس في قرى محافظتي بابل و كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) يلمحون قطعانا من خنازير برية تتخذ من الأحراش والأراضي الرطبة موطئا لها .
ويقول الطائي ان هذه القطعان غالبا ما تخرج من جحورها حين يسدل الليل أستاره ، بعد مغيب الشمس ، حيث تبقى البساتين والأراضي الزراعية خالية من البشر في مثل هذه الأوقات.
سلسلة هجمات
وكانت وسائل الإعلام نشرت الأسبوع الماضي عن تعرض المناطق الزراعية
في مناطق الكرطة والشريعة التابعة الى ناحية الحر غربي كربلاء الى سلسلة هجمات من قبل الخنازير، مما تسبب في إتلاف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالحنطة والشعير والبصل والباقلاء.
واضطر الفلاح أبو عصام الى اقامة سياج لمزرعته على أمل إبعاد الخنازير والحيوانات البرية عنها.
ويعزي الفلاح كثرة الخنازير الى الجفاف حيث تضطر هذه الحيوانات من الاقتراب من المناطق المأهولة بالسكان .
ولا يعدم أبو عصام وسيلة لتجنب هذه الحيوانات، لكنه يقول ان هذا الأمر خارج عن إمكانياته ويطالب الجهات المختصة بمد يد العون للمزارعين.
وفقد المزارع أبو عصام نصف إنتاج مزرعته العام الماضي، مطالبا الجهات المعنية بتعويض خسائره.
وسائل غير فعالة
ونصب أبو عصام هياكل معدنية وخشبية مزودة بأكياس الفارغة تصدر أصواتا مع هبوب الرياح لتخويف الحيوانات البرية بينها الخنازير لكن ذلك لم يكن وسيلة ناجعة.
ويقول المهندس الزراعي فوزي تركي أن منطقة بحيرة الرزازة في كربلاء تضم أعدادا كبيرة من الخنازير ، داعيا الى المحافظة على التنوع البيئي في تلك المنطقة عبر أنشاء محميات لهذ الحيوانات وتوفير ظروف استقرارها في مناطق تواجدها حتى لا تضطر الى مهاجمة المزارع والقرى.
وتعرض عدد من الاهالي في تلك المناطق الى سلسلة هجمات من الخنازي.
ويرجع تركي هجوم الحيوانات البرية الى الخلل الذي يصيب توان الطبيعة والتنوع البيئي بسبب الجفاف.
إبادة الخنازير
ويعترف الجبوري ان عمليات إبادة الخنازير التي جرت في سنين سابقة، لم تكن ذات فائدة ، اضافة الى انها في الاساس عملة خاطئة مضرة بالبيئة.
وكانت الجهات الحكومية شنت عمليات إبادة واسعة للخنازير وقتلت أعدادا منها لكن ذلك لم يمنع انتشارها لان هذه الحيوانات تتوالد بشكل كبير .
وفي منطقة الشوملي جنوب بابل اضطر عدد من المزارعين الى الشراكة في بناء سياج مشبك يلتف حول مزارعهم بغية إبعاد الخنازير والحيوانات الأخرى .
ويقول أبو حيدر السلطاني ان الخنازير تهاجم بيوت الفلاحين، لكنها لا تشكل خطرا على الإنسان لأنها لا تأكل اللحوم ، الا اذا وقف في طريقها لكنها تتلف مزارع البصل والشعير والباقلاء والرز وسنابل القمح والشعير وتتلف محاصيل البندورة والبطيخ الأحمر والأصفر.
ويشير الطبيب البيطري سعد الجبوري إلى أن الحيوانات البرية تتواجد في العراق في المناطق الزراعية والاهوار والمبازل.
وفي مناطق جنوب العراق تنتشر بين الاهوار وفي بابل تنتشر في المناطق التي تكثر فيها الأحراش.
وفي كربلاء تنتشر في مناطق محاذية لبحيرة الرزازة .
التعليقات