إيلاف من جدة: "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً"، هذه الجملة الشهيرة نُسِبَت للفرنسية ماري أنطوانيت للتعبير عن عدم المساواة والقسوة. ولعلّها أرادت بكلماتها التي ذكرها التاريخ أن ترفّه عن الشعب المقهور في ذلك الوقت بقطعٍ مصنوعة من الزبدة والسكر. 
هكذا هي الحلوى الفرنسية حاضرة بعذوبة و فخامة على الرغم من كلاسيكية مظهر الطبق. فهي عادةً تحتوي أكثر من مكوّن في تناغمٍ يأخذ من يتذوقها إلى عالم من الرفاهية المطلقة، والشعور الآسر. 
ولقد دخلت الحلويات الفرنسية إلى العالم العربي منذ عقود، ولعل ما ساعد على انتشارها هو التبادل المعرفي ما بين الشرق والغرب الذي وصل إلى اللاحدود في قدرته على اجتذاب الذائقة الشرق أوسطية للحلويات الأوروبية. 

الحلويات الفرنسية هي الأساس: 
وعلى الرغم من بساطة صنع الحلويات الأميركية مثل "الكب كيك"، والكعك المخبوز، إلا أن رفاهية الحلوى الفرنسية اجتذبت الكثير من السعوديين. الأمر الذي لفت انتباه أصحاب المتاجر ومعظم الأسواق والمطاعم والفنادق المصنّفة بـ"الخمس نجوم" ليقدّموا الحلوى الفرنسية المشهورة ضمن قائمة طعامهم. 

بدر
وفي حديثٍ مع الشيف السعودية ميادة منصور بدر لـ"إيلاف" قالت:" تُعتبر الحلويات الفرنسية هي الأصل عند إعداد أي نوع من أنواع الحلويات، وذلك لعراقة ومكونات المطبخ الفرنسي والذي يعتمد في أسراره على النكهة، والعذوبة في آنٍ واحد، إضافة إلى القرمشة التي تُعدّ من أهم أسرار الحلوى الفرنسية". أضافت أن "صانعي الحلويات لابد لهم أن يتعرفوا على أسرار الحلوى الفرنسية للإنطلاق إلى أي نوع آخر من الكيك، أو الكريما". 
ونوّهت أثناء ضيافتها في منزل القنصل الفرنسي في جدة أن الكريما الناعمة هي أحد أهم مكونات الحلوى الفرنسية، ولعل هذا ما يجعل المتذوق السعودي يحبّها، ويطلبها خصيصاً لأنها مختلفة تماماً في الطعم والمحتوى عن الحلويات السعودية والشرقية عامةً.

مكونات عالية الجودة:
وشرحت أن سرّ اختلاف النكهة الفرنسية يعود إلى استخدام مكونات عالية الجودة، الأمر الذي يميّز المطبخ الفرنسي بشكلٍ عام، والحلوبات فيه بشكلٍ خاص. لافتة إلى أن "الشيف الفرنسي" هو من يصنع جميع المكونات من كريمات، وشوكولا، وزبدة، وغيرها من المكونات الأساسية لتحضير الحلويات. مع الإشارة إلى أن الشوكولا الفرنسية تُعتبَر أحد أشهر أنواع الشوكولا في العالم. وهي تُستَخدَم غالباً لتُعطي رفاهية للطبق المقدَّم، ولا شك أنه عند اجتماع كل هذه المكونات في حلوى واحدة سيكون المذاق خيالياً ببصمةٍ فرنسية". 

توت وفانيلا:
وأوضحت "الشيف" أن التوت والفانيلا والكريمات الخفيفة تُعدّ من أهم ميزات النكهة الفرنسية، مشيرةً إلى أنها معقدة الصنع إلى حدٍ ما لأن كل صنف منها يدخل في صنعه أكثر من مكوّن.

الماكرون
وتأتي حلوى الماكرون الفرنسية في مقدمة الحلويات ذائعة الصيت في السعودية حتى باتت هناك محلات قائمة على استيراد هذا النوع تحديداً من موطنها الأصلي، كما أن هناك الكثير من الفنادق حالياً تتخصص بتقديم الحلوى الفرنسية، ويأتي الماكرون بجميع نكهاته الكلاسيكية والجديدة في مقدمها. 

وكما أن الشعب السعودي لديه أطباقه وحلوياته الخاصة التي لا يستغني عنها، احتلت عدة أصناف فرنسية مكانةً متقدمة لدى الكثير منهم، حتى باتت الأكثر طلباً مثل حلوى "سانت أنوري"، وهو من الأطباق المفضلة لاحتوائه على كعكة هشة محشوة بالكريما السلسة، وأيضا حلوى "الاكلير والميل فوي" اللتين تتصدران قائمة الحلويات التي يطلبها السعوديون مع فنجان قهوة خالٍ من السكر، أو حتى مع القهوة العربية. ولا بدّ لنا أيضاً أن نذكر حلوى موس الشوكولا الذي يجد رواجاً عالياً جداً في أوقات الصباح، أو بعد الظهيرة، حيث إنه يقدَّم في بعض محال الحلويات في أكوابٍ صغيرة مع القليل من الزينة كحصة مختصرة ومناسبة للفرد الواحد.