طلال سلامة من روما: نجح العلماء في مستشفى ماساشوستس جنرال هوسبيتال ومعهد هارفارد ميديكال سكول في ابتكار بنج موضعي قادر على التأثير فقط على مجموعة الأعصاب التي تنطلق منها إشارات الألم وذلك دون التداخل في وظائف أنواع الأعصاب الأخرى. ما يعني أن البنج الموضعي الجديد لا يعتم الوظائف الحسية العصبية ولا الوظائف الحركية في منطقة معينة بالجسم.

وشهدت طرق التخدير، على شتى أنواعها الأولية، ولادتها قبل 55 عاماً. بيد أن أدوية التخدير المستعملة الى اليوم تتداخل مع سرعة اهتياج كل أنواع الأعصاب(ليس أعصاب الألم فقط)، دون أي تمييز، مسببة بالتالي آثاراً جانبية سلبية جسيمة، قد تؤول في بعض الأحيان الى الوفاة لا سيما ان كانت جرعة المخدر عالية. هكذا، يمثل البنج الموضعي الجديد طريقة مركزة لادارة الألم دون تسبيب أي مشكلة.

وتستغل تركيبة البنج الجديد دمج مادة كابسيسين (capsaicin )، وهي المركٌب الشبقلي (alkaloid) الذي يعطي الفلفل طعمه الحريف، ومشتق من مركب الليدوكائين (Lidocaine)، يدعى (QX-314) وغير نشط عادة كونه لا يتمكن من اختراق الأعصاب لممارسة مفعوله الذي يكبح إشارات الألم، بسبب حجمه. من جانب آخر، تتفاعل مادة كابسيسين مع بروتين غشائي يدعى (TRPV1) موجود فقط على سطح أعصاب الألم. ويشكل البروتين (TRPV1) قناة واسعة تستطيع الجزئيات من خلالها الدخول الى الخلية والخروج منها لولا وجود نوع من quot;الجسر المتحركquot; الذي يمنع انفتاح هذه القناة. ان تعرضت الخلية للحرارة(المتأتية من مادة كابسيسينquot;) سيُفتح هذا الجسر المتحرك بسهولة.

بالطبع، يحتاج البنج الموضعي الجديد للتطوير والتحسين، الى حد أبعد. فأثناء حقنه، يشعر المرء بوجع قوي حارق، لكن، وفي النهاية، قد يغير مركب البنج الجديد مفهوم التخدير الجراحي بصورة جذرية. ما يسمح للمرضى، الذي يخضعون للعملية الجراحية، البقاء بكامل وعيهم دون الإحساس بالوجع أو الشلل.