تم اختراع اختبار جديد يساعد في الكشف عن سرطان البروستات في وقت باكر ويمكنه ان يضاعف من دقة التحري عن المرض في مراحله الاولى.
نهى احمد من سان خوسيه: ادى التعاون الطبي الطويل بين كليتي الطب في جامعة نيوجرسي الاميركية ونيو مكسيكو المكسيكية الى اختراع اختبار جديد سوف يساعد في الكشف عن سرطان البروستات في وقت مبكر، كما وان هذا الاكتشاف يمكن ان يضاعف دقة التحري عن المرض في مراحله المبكر جدا اي في اول تكوينه مما يعطي الامل بتخفيض عدد الوفيات بسببه وتصل حاليًا في العالم الى اكثر من مليون حالة. ويقول الدكتور ارنستو بافلو من جامعة نيومكسيكو هذا الاختبار الذي يجرى على البول يمكن ان يكشف عن توقعات حدوث السرطان لحوالي اكثر من 80 في المئة من الحالات بالمقارنة مع الاختبار التقليدي المعروف باختبار المضادات النوعية للبرستاتا PSA والمعروف بدقته التي تصل الى 50 في المئة والذي يلجأ اليه الاف الرجال، حيث ان هذا الاختبار المتعارف عليه يتم عن طريق فحص كمية صغيرة من الدم لمعرفة كمية مضادات البروستات النوعية PSA التي تحتويها، وهي مادة كيمائية تصنع من قبل غدة البروستات. وعلى الرغم من ان الكمية تميل للازدياد في دم الرجال مع التقدم في السن، فان مستوى اعلى من المعتاد من هذا المركب يمكنه ان يكون دليلا على نشوء السرطان. والمشكلة في الاختبار التقليدي PSAهو انه وعلى الرغم من امكانيته تحري السرطان، ينجم عنه ايضا نتائج ايجابية كاذبة، وهذا يعني ان بعض الرجال يخضعون لاجراء الخزعة من دون ضرورة وعدد من اولئك الذين لديهم ارتفاعا بنسبة الPSA لا يكون لديهم سرطان بروستات.
جين نوعي
وتظهر الابحاث ان نحو 15 من كل 100 رجل فوق الخمسين يكون لديه مستوى مرتفع من مولدات الضد النوعية للبروستات، ومن هؤلاء ال15 رجلا تكون نتيجة 12 منهم ايجابية كاذبة، و3 منهم سوف يتطور لديهم السرطان، وبالنتيجة فان الباحثين والاطباء والمرضى بحثوا لبعض الوقت عن طرق افضل لتحري المرض الذي يصيب 30 الف رجلا في المكسيك لوحدها سنويًا، اي انها حالات جديدة تضاف الى الحالات الموجودة.
والاختبار الجديد تم تصميمه ليتحري الجين (المورثة) النوعي الذي وجد في سرطان البروستات، ان مستويات الجين والمعروف باسم PCAهي وسطيا اعلى في الانسجة السرطانية بنسبة 43 في المئة من الانسجة البروستاتية السلمية. ولم يعرف حتى الان اي نسيج بشري اخر منتج لهذا الجين. ويشتمل على خضوع المريض للمس الشرجي للكشف عن اي حالة عدم تجانس، او وجود مناطق غير طبيعية.
وهذا الفحص يسبب سقوط خلايا قادمة من البروستات في إحليل الرجل وفي داخل البول، وبعد ذلك تؤخذ عينة البول الحاوية على هذه الخلايا وتفحص لتحري علامات الجين PCA ، فاذا كانت العينة ايجابية فالمريض لديه احتمال كبير ان يكون مصابا بسرطان البروستات. وقد اظهرت نتائج الدراسات في ثلاث دول في اميركا اللاتينية وهي كوستاريكا والبرازيل والمكسيك ان الفحص يمكن ان يتوقع حدوث السرطان بدقة تصل الى اكثر من 80 في المئة بالمقارنة مع اقل من 47 في المئة في الفحص التقليدي. ويقول مطورو الفحص الجديد انه سوف يساعد الاطباء على حل المعضلات التشخيصية المهمة للرجال الذين لديهم مستوى مرتفع من PSA مع نتيجة سلبية للخزعة, والذين يتوقع بشدة ان يكون لديه سرطان البروستات.
قفزة كبيرة
ويقول الدكتور ارنستو بافلو يعتبر هذا الاختبار الجديد الهادف لتحسين تجري او تشخيص سرطان البروستات قفزة نوعية للامام يحتاجها الاطباء والمرضى، لكن من الباكر ان نقول كيف حقق هذا الفحص تلك القفزة العظيمة، لكن هذا الفحص الجديد القائم على الجين، يمكن ان يكون البداية لثورة على الصعيد التقني وصعيد الرعاية الصحية.
كما ذكر انه وفي اخرى دراسة اجريت بناء على هذا الاختبار وجمع فيها الباحثون عينات بول ل600 رجل اجروا خزعة بروستات وكان الفحص قادرا على التنبؤ بان 84 في المئة من المرضى لم يكن لديه سرطان بروستات، وفي دراسة اخرى اشتملت على 150 رجلا ظهر انه في حال سلبية النتائج كان هناك 90 في المئة فرصة لسلبية الخزعة المجراة. وبعد الفحص اتضح ان الجين PCA هو واحد من اكثر الجينات النوعية التي وجدت مترافقة مع حدوث سرطان البروستات، لذا فان تحديد هذا الجين في الخلايات الموجودة في بول الرجال الذين اخضعوا لاجراء خزعة يمكن ان يكون مهما في تحديد اي الرجال سيصاب بهذا المرض الشائع، وان حساسية ونوعية الفحص تفوق الفحص التقليدي وغيره من كافة الفحوصات التي تجرى لتحري سرطان البروستات.
التعليقات