طلال سلامة من روما: يتم تقدير الرطوبة النسبية بتقدير كتلة بخار الماء الموجودة في كتلة معينة من الهواء بالنسبة إلى كتلة بخار الماء اللازم لتشبع كتلة الهواء نفسها وعند درجة الحرارة نفسها. أما الرطوبة المطلقة فهي كمية بخار الماء الموجودة فعلا في الجو في درجة حرارة معينة، وتقاس هذه الكمية بالغرامات في المتر المكعب الواحد من الهواء.

عندما ترسو الرطوبة المطلقة على حدها الأدنى، أي طيلة شهري يناير(كانون الثاني) وفبراير(شباط)، يعيش فيروس الأنفلونزا لمدة أطول وينتشر بصورة أسرع. هذا ما يفيدنا به الباحثون الأميركيون في جامعة (Oregon State University) الحكومية. منذ زمن بعيد، دارت النظريات حول وجود صلة وصل بين الرطوبة وانتقال العدوى الفيروسية من شخص الى آخر. بيد أن هذه النظرية تركزت حصراً على الرطوبة النسبية. انطلاقاً من المعطيات المتعلقة بالأخيرة، قام الباحثون الأميركيون بإعادة تحليل هذه العلاقة عن طريق استبدال الأرقام الخاصة بالرطوبة النسبية بتلك المتعلقة بتلك المطلقة. هكذا، قادتهم الجهود الى متابعة إضافية للعلاقة بين الرطوبة المطلقة ومدة بقاء الفيروس على قيد الحياة، في الهواء الطلق.

علاوة على ذلك، تشير نتائجهم غير المتوقعة الى أنه عندما تكون الرطوبة المطلقة متدنية فان فترة بقاء فيروس الأنفلونزا على قيد الحياة تتمدد فضلاً عن زيادة احتمال انتقال عدوى هذا الفيروس، من شخص الى آخر. يذكر أن درجة الرطوبة المطلقة أعلى بكثير في الصيف مقارنة بفصل الشتاء.