طلال سلامة من روما: يتم التعريف عن غاز الرادون بأنه خامل عديم اللون والطعم والرائحة ينتج عن تفكك مادة الراديوم، وهو مشع ويؤثر على الصحة لأن وجوده فوق الحدود المسموح بها قد يتسبب بسرطان الرئة. لدى استنشاق هذا الغاز فانه يتراكم في الرئتين وقد يشكل خطراً على الحمض النووي للخلايا. في القارة الأوروبية ثمة 18 ألف مواطناً يلقون حتفهم، كل سنة، من جراء إصابتهم بسرطان الرئة الناجم عن تعرضهم لهذا الغاز المشع. وفي كل ستة من أصل سبع حالات، نجد بين هؤلاء الموتى مدخنين أم مدخنين سابقين. ويكون مفعول هذا الغاز عليهم فتاكاً لأنه يزيد الأخطار المحدقة بهم الى أعلى من الحد الدرامي الذي يهدد عادة كل مدخن ومدخنة.

بين الدول الأوروبية التي تتعايش مع غاز الرادون الخطير نجد بريطانيا وإيطاليا. بما أن هذا الغاز ينتج عن تعفن اليورانيوم الموجود في الجرانيت المستخدم في الأرضيات فانه إذن متوغل في بناء المنازل والمستشفيات بصورة متغايرة. ببريطانيا مثلاً تسجل 4 في المئة من إصابات سرطان الرئة الناجمة من هذا الغاز لدى المقيمين بمناطق سكنية تتعدى كثافة هذا الغاز فيها 200 بيكريل في المتر المكعب من الهواء(يشتق هذا المقياس من الفرنسي أنطوان هنري بيكريل مكتشف الإشعاع). يذكر أن 200 بيكريل هي السقف الذي أوصت به المفوضية الأوروبية لبناء المناطق السكنية.

ان 70 في المئة من حالات سرطان الرئة المنسوبة الى هذا الغاز، ببريطانيا، تسجل في مناطق سكنية يتواجد فيها الغاز بكثافة ما دون 50 بيكريل في المتر المكعب من الهواء. بإيطاليا، تشير السلطات الصحية الى أن هذه الكثافة غير مضرة بالصحة ان رسا معدلها على 70 بيكريل. فمن هو على صواب في رسم الخريطة الصحية لهذا الغاز؟ مما لا شك فيه أنه على المفوضية الأوروبية مراجعة وتوحيد معايير كثافة هذا الغاز اعتماداً على معطيات صحية يتم تحديثها دورياً.