كامل الشيرازي من الجزائر : شدّد العديد من المختصين النفسانيين في الجزائر على أهمية دور الأولياء في الكشف المبكر لحالة التوحد المرضية للأطفال والتي غالبا ما تظهر أعراضها الأولى ما بين ثلاث إلى ست سنوات. واعتبر هؤلاء خلال أشغال يوم دراسي حول التوحد نظم بمدينة وهران الجزائرية أنّ الكشف المبكر لهذه الحالة لدى الأطفال نافعة لهم من حيث أهميتها في التكفل الحسن بهذا المرض مع إمكانية معالجته و كسر الجدار الذي يشكله quot;التوحدquot; بين الطفل ومحيطه الاجتماعي.
بهذا الصدد، أشارت المختصة النفسانية quot;نادية ربيعيquot; أنّ العائق الكبير الخاص بمرض التوحد يتمثل في صعوبة تشخيصه لدى الأطفال خاصة وأنّ أعراضه الأولى تكاد تكون مبهمة حتى بالنسبة للأطباء النفسانيين المختصين، كما أنّ الصعوبة تكمن أيضا في طبيعة هذا المرض الذي قليلا ما يعطي البعض من الإشارات التي تسمح للمختصين بتشخيصه.
ورغم تباين أشكال مرض التوحد واختلاف أنواعه، إلاّ أنّ نعيمة جابري التي اشتغلت على عديد الحالات، تؤكد على أنّ جميعها تجعل الطفل المريض عموما في انعزال وانطواء كبيرين وتدفعه نحو الاغتراب عن البيئة الاجتماعية، مع فقدان تام للاتصال مع الآخرين والعيش وسط كيان وعالم خاص خال من جميع الاهتمامات الاجتماعية اليومية، وبيّنت كل من نادية ربيعي ونعيمة جابري أنه على هذا الأساس يتطلب التكفل بهذا المرض إطارا مميزا ومختلفا عن معالجة باقي الأمراض النفسية التي تطال فئة الأطفال خاصة ما بين ست إلى 12 سنة.
وشهد اليوم الدراسي المنظم، تنبيه أساتذة جامعيين ومساعدين اجتماعيين وفرقة مكافحة جنوح الأحداث، إلى حساسية التحسيس بهذه الآفة المرضية والأضرار المترتبة عنها لا سيما التنبيه إلي مختلف التدابير الوقائية من مرض التوحد والمسائل المرتبطة بأهمية تشخيصه على نحو سريع ومبكر، وذلك يرتكز على نوعية أطوار التشخيص وتطور المرض ودور الأولياء في الوقاية منه.