طلال سلامة من روما: تعتبر متلازمة آسبرجر (Asperger) إعاقة تشكل جزء من تشكيلة واسعة من مرض التوحد. وهي إحدى إعاقات مجموعة اضطرابات النمو ذات الجذور التكوينية أو الخلقية بيد أنها لا تنكشف مبكراً إنما بعد فترة نمو عادي قد تمتد إلى عمر الست سنوات وتصيب الأطفال ذوي الذكاء العادي أو العالي ونادراً ما يصاحبها تخلف عقلي.

في هذا الصدد، يفيدنا الباحثون في جامعة quot;باثquot; البريطانية أن أصول هذه المتلازمة قد ترتبط بمستويات غير عادية لهرمون الإجهاد، أي الكورتيزول. عادة، تصل كمية هذا الهرمون بالدم الى أقصاها بعد الاستفاقة الصباحية بقليل(في غضون نصف الساعة تقريباً) لتعاود الانخفاض تدريجياً. ان وصول هذه الكمية الى أقصاها عبارة عن إشارة تضع الدماغ والجسم معاً في حالة جهوزية لمواجهة وظائف اليوم. ما يجعل الشخص أكثر وعياً للتغييرات التي تجري حوله. أما لدى الأطفال المصابين بهذه الظاهرة، فان مستويات الكورتيزول لا تصل قط الى حدها الأقصى مما يجعل المصابين بها، وفق الباحثين البريطانيين، أكثر حساسية لأدنى التغييرات اليومية التي تحصل حولهم.

ويعتبر هرمون الكورتيزول نوعاً من جرس الإنذار الذي يتم حفزه بواسطة حالات من الإجهاد التي تدفع الشخص الى التفاعل سريعاً مع أي تغيير يحصل حوله. يذكر أن الأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة متعددة كما السلوك الفظ المشابه لسلوك التوحديين ولكن مع عدم ظهور بعض أعراض التوحد، والعجز في القدرة على التفاعل الاجتماعي(إلى جانب طاقة محدودة وغير عادية للأنشطة والاهتمامات)، وغياب القدرة على التواصل غير اللفظي وعلى التعبير عن العواطف والانفعالات(لا يسجل تأخر ملحوظ في النمو اللغوي)، وعدم وجود اتصال اجتماعي كما الاتصال العيني والضحك، وردود فعل غير طبيعية للإحساس الجسدي كما الحساسية المفرطة لدى ملامسة أي شيء أم العكس مع عدم الإحساس بالألم. هذا وتكون جميع الحواس الأخرى لدى الأطفال المصابين بهذه المتلازمة، من الرؤية والسمع واللمس الى الألم والشم والتذوق، إما إيجابية أو سلبية على نحو مفرط .