فرنسا ترفع نسبة الخطورة إلى الدرجة الخامسة
قلق متزايد حول الإنفلونزا المكسيكيّة بعد ظهور ثلاث حالات

ترجمة جويل فضوّل: أعلنت وزيرة الصحة الفرنسيّة روزلين باشلو، أن فرنسا تأكّدت من وجود حالتين تثبتان الانفلوزنرا المكسيكيّة ( H1N1 )، وإمكانيّة وجود حالة ثالثة، مؤكدة أن هؤلاء الاشخاص الثلاثة كانوا عائدين من المكسيك، وهم حاليًا يعالجون في باريس، مشيرة إلى أن صحتهم جيّدة. أمّا صحيفة لوفيغارو الفرنسيّة، فقد أجرت مقابلة مع بروفيسور في علم الاحياء ورئيس قسم مستشفى نيكير، باتريك بارش، يرى فيها أن الناس الذين ظهرت عليهم عوارض الانفلونزا المكسيكيّة يجب أن يعالجوا في منازلهم، إلا في الحالات الشديدة والخطرة.

تأكيد ظهور حالتين مع ترجيح حالة ثالثة

تقول صحيفة quot;لونوفيل أوبسرفاتورquot; الفرنسيّة بالاستناد إلى المقابلة التي أجريت على قناة TF1 مع وزيرة الصحة الفرنسية إن الحالة الاولى ظهرت على رجل يبلغ 49 عامًا وهو يعالج في مستشفى بيشا، والحالة الأخرى وجدت لدى إمرأة تبلغ 24 عامًا وتعالج أيضًا في مستشفى بيتيه سالبتريار، أضف إلى أن الحالة الثالثة والتي يُرجّح أن تأتي نتائجها إيجابية مع الفيروس، تعالج في مستشفى نيكير. وتضيف الوزيرة الفرنسية أن هؤلاء الاشخاص جميعًا قد أتوا من المكسيك، ولا يعتبر ذلك تلوّثًا وقع على أرض بلادنا، مؤكدة أن حالات الاشخاص الثلاثة جيدة، وقد عولجوا فورًا بمضاد للفيروسات.

ووفقًا للمعهد الصحي (Invs)، فإن الرجل المصاب بالإنفلونزا المكسيكيّة كان قد عاد من المكسيك في 27 نيسان الماضي، وبدأت عوارض المرض تظهر عليه في 29 نيسان. أما بالنسبة إلى المرأة، فكانت قد عادت إلى فرنسا في 28 نيسان، والعوارض بدأت في 29 نيسان. وكان قد أصدر المعهد بيانًا يطمئن فيه أن حالة الشخصين المصابين، معتبرًا أن لا شيء يدعو إلى القلق. وكانت فرنسا قد رفعت يوم الخميس مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة في خطة لمنع وباء الانفلونزا المكسيكيّة. وتؤكّد وزيرة الصحة الفرنسية صعوبة الوصول إلى الدرجة السادسة، مشيرة إلى أنّه قد تمّ إتخاذ تدابير جديدة لمكافحة الفيروس الحاصل.

توزيع القناع

وبسبب كل ما يحصل، تم إتخاذ قرار يهدف إلى تطوير معلومات المسافرين في المطارات وتوسيع نطاق التدابير المتخذة في الموانئ أيضًا، حسب ما أعلنه وزير الداخلية وفق صحيفة لونوفيل أوبسرفاتور. أضف إلى أنه سيكون هناك وجود لتقييم شامل حول إحتيازات الاقنعة وتجديدها. ومن جانبها، أعلنت روزلين باشلو إطلاق حملات لإعلام الجمهور وستبدأ في بداية الاسبوع المقبل، وهي تهدف إلى إعلام الشعب بأن الحكومة قد أخذت على عاتقها مداواة الفرنسيين القادمين من المكسيك. أضف إلى أن الامكانيات المتاحة وإختبار المعلومات في المطارات، والمساعدة النفسانية التي ستبدأ كلها يوم السبت في مطارات شارل ديغول، وأورلي، وعند الحاجة في مطار مرسيليا. وفي هذا الصدد يقول المدير العام للصحة ديديه هوسان إنه تبيّن وجود عدد عدد من الركاب الذين لم يكونوا مرضى قد أظهروا رغم ذلك عوارض مهمة، نظرًا للشروط التي تمّت فيها إعادتهم، ويضيف: quot;لذلك فمن الضروري، أن نقترح وخاصة في تلك الظروف، وجود دعم نفسانيquot;.

قلق متزايد حول الانفلونزا المكسيكيّة

أما صحيفة لوفيغارو الفرنسية، فقد قامت بطرح بعض الاسئلة المتعلّقة بالانفلونزا المكسيكيّة، على بروفيسور في علوم الحياة، باتريك بارش، والذي يرأس قسم مستشفى نيكير، ويبدي بدوره قلقه مما يحصل. ويقول إنه أصبح واضحًا ومؤكدًا أن ما يحصل هو وباء. فهذا الفيروس المختلط ما بين الخنازير والبشر والعصافير، قد نقل إلى الانسان الذي لم يكن على إتصال به أبدًا. ويضيف أن خبث هذا المرض سيضرب سكانًا quot;بكرquot; دون أي حصانة وهم بدورهم حساسون جدًا. وبالتالي، فإن مبدأ ظهروه في المسكيك حيث يعيش 20 مليون شخص، في أوضاع صحية سيئة، يسمح لنا بالقول إن هذا الفيروس كان ينتشر منذ ما لا يقلّ عن شهر، دون أن تتمّ السيطرة على إنتشاره. والان هناك 150 شخصًا في عداد الموتى، وأكثر من 1900 حالة تم الاعتراف بها. وهناك لا شكّ وجود حالات أكثر في المكسيك وعلاوة على ذلك، فإن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة لدى الجنس البشري، كما يمكن أن يؤثر على العالم بأسره بسرعة كبيرة، ويبدو كأنه يشابه الانفلونزا الاسبانية القاتلة التي حصلت عام 1918. ويضيف باتريك بارش، أنه في البلدان الغربيّة، بدأ التحضير للأدوية الماضدة للفيروسات والمضادات الحيوية، والاقنعة، مؤكدًا أن ما نلحظه أن quot;غالبية الضحايا هم من البلدان التي في طور النمو، والتي تفتقر إلى الرعاية والادوية والهياكل الطبية.

وحول حالة فرنسا، يقول البروفيسور بارش إن فيروس الانفلونزا ينتشر بدءًا من مكان معروف، لذلك يجب التوقّف عن السفر إلى المنطقة. ففي فرنسا، توجد خطة وأدوية وأقنعة والجميع يقول بأن لديه الخطة الامثل لمكافحة هذا الفيروس، لكن يجب ألا ننام على حرير. لأن لكل شيء يتوقف على قدرتنا على وضع الخطط قي التنفيذ والقدرة على توزيع الادوية المضادة للفيروس والاقنعة على الوجوه بالطرق الصحيحة. ويضيف أنه في حال الاشتباه بإحدى الحالات، يجب على المصابين بالإنفلونزا المكسيسكيّة ملازمة مكانه، لذلك من الضروري جدًّا، أن تطلب الحكومة من المصابين البقاء في منازلهم، وتجنّب الذهاب إلى قسم الطوارئ للحد من انتشار الفيروس لدى الممرضين، وغيرهم من المرضى، ما لم تكن حالتهم خطرة. وقد تكون من الحكمة أن يوصي المسافرين العائدين من المكسيك البقاء هناك أيضًا في منازلهم لبضعة أيام. وفي حال زادت فيها حالات الوباء في فرنسا، سوف تُحظر التجمعات موقتًا، وتغلق المدارس.

أعراض الفيروس

ويعتبر البروفيسور الفرنسي، أن الوباء ينبغي أن ينتهي في أوروبا في الاسابيع المقبلة مع وصول فصل الصيف. ولكن مع ذلك، يمكن أن تنمو الاكثر تلك الانفلونزا المكسيكيّة في النصف الجنوبي من الكرة الارضية، ونيوزلاندا واستراليا خلال فصل الشتاء. ومن ثم يمكن لهذا الفيروس أن يعود في تشرين الاول/أكتوبر في نصف الكرة الشمالية عندما يكون أكثر ملاءمة.

وحول الحالات الخاصة بمرض الإنفلونزا المكسيكيّة يقول باتريك بارش إنه يمكن التأكد من حالة الفيروس حينما يكون الانسان مصابًا بالرشح، ولديه آلام في العضلات ويعاني من الصداع، ويصبح وضعه مقلقًا حينما تكمن لديه صعوبة في التنفس لدرجة الحاجة إلى الانعاش. فردود الفعل على الفيروس متغيّرة: بعض الاعراض لها شكل، وبعضها الاخر تظهر على شكل إلتهاب رئوي حاد. والجدير ذكره أن الاشخاص الذين توفوا جراء هذا المرض المكسيكي تتراوح أعمارهم ما بين 20 و45 عامًا، وهي حالة السكان نفسها التي عانت من الانفلونزا الاسبانية.