نهى احمد من سان خوسيه: بعد اختبارات طويلة ومضنية سوف يتمكن الذين يعانون من حمى القش( الحساسية) ان يكونوا بمنأى عن العطاس الصيفي والعيون الحاكة، والخلاص من هذا الوضع المنزعج عن طريق اعشاب معدلة وراثيا. فبعد تعاون علمي طويل بين معهد بحوث امراض الحساسية في بيونيس ايريس وعدد من المختبرات الاميركية المتخصصة بالحساسية استطاع العلماء ابتكار نوعا جديد من الاعشاب تفتقد نوعين من المواد التي تساعد على اثارة الارتكاسات التحسسية. وسوف تجرى دراسات اقليمية ميدانية في البلدين هذه السنة، يحاول فيها العلماء ان يكتشفوا الى اي مدى تسفر فيها حبات الطلع الجديدة المعدلة وراثيا عن نتائج ايجابية، علما ان الاعشاب المعدلة حتى الان تشتمل على نبات الجاودار الايطالي والمعمر والتي تشكل 70 في المائة من الحبوب التي تبذر في الحقول والمروج الاميريكية والارجنتنية.ويعتقد العلماء ان السلالات الجديدة من الحبات يمكن ان توقف الارتفاع الضخم في عدد المصابين بحمى القش ، على الرغم من ان عددا من المصابين اكثر تأثرا بحبوب الطلع الصادرة من الاشجار.
وبحسب تقرير هذ المعهد تم ايضا تطوير لقاح ضد المسبب الاكبر لحمى القش، حيث يستهدف حبيبات طلع شجرة القضبان او شجرة الباتولا المتهمة باثارتها الحساسية مسببة لسيلان الانف وانسداده وحكة العنين والعطاس والشخير او الاصابة لسنوات بالجيوب الانفية.
وقد بينت الاختبارات التي اجريت على الحيوانات المخبرية ان اللقاح التجريبي لم تثبت فعاليته في الوقاية من الحساسية المتسببة عن حبيبات طلع شجرة الباتول فحسب، وانما يمكن ان يعالج المصابين بها ايضا، اي ان اللقاح ليس وقاية بل وعلاج في نفس الوقت.
وكما شرح التقرير قام الفريق الاميركي الارجنتيني برئاسة الطبيب الارجنيتني كارلوس روميروس بتطوير اللقاح عن طريق ترميزه بواسطة المادة الوراثيةDNA لنوع خاص من مولدات الضد التي تتحرر عادة من حبيبات الطلع المذكورة التي تعتبر المسؤولة عن 95 في المئة من حالات التحسس المسببة لهذا النوع من المحسسات. وقد اظهرت الاختبارات انه وبمجرد حقن اللقاح يمتنع الجهاز المناعي عن المضى في اسلوب التدمير الذاتي المحرض على انتاج فائق من الاجسام الضدية التي تشاهد عادة في التفاعلات التحسسية.
وتعتبر لقاح ال DNA هذا الاكثر افادة، وذلك بعكس اللقاحات التي تستخدم حاليا على مراحل عديدة تدوم عدة اشهر لصيانة المصاب من الحساسية لسنوات، والسبب في ذلك انه وعند استعماله لا يتعرض المرضى للبروتينات المؤذية التي تحرض حساسيتهم بالدرجة الاولى. الا انه لن ينزل قريبا الى الاسواق بل يحتاج الى عامين على الاقل من المزيد من التجارب على كل المناخات وانعكاسات فصول السنة في العالم.

هذا، وكانت نسبة الاصابات بالحساسية في العالم عام 1965 اصابة واحد من بين عشرة اشخاص، اما اليوم فان النسبة اصبحت واحد من كل اربعة اشخاص، خاصة في البلدان الصناعية، حيث يعاني المصابون من حالة شديدة من الزكام المخاطي في شهري حزيران( يونيو) وتموز( يوليو) ،لكن هنا اسباب اخرى تعزى للارتفاع الحراري الشامل للكرة الارضية وتلوث البيئة وتلوث الهواء في مطلع الربيع ، او ان الاطفال لا يطورون جهاز مناعة قوي بسبب نشأتهم في منازل نظيفة فوق العادة، لذا فان الحساسية تقل بين سكان الصحاري والريف.
وهذا ما اشارت اليه ايضا احصائيات طبية صدرت مؤخرا عن مركز بحوث امراض الحساسية في بيونيس ايريس وبان حالات الحساسية في تزايد مستمر ويسعى الباحثون لايجاد السبل للتخفيف من حدتها، سواء عن طريق الادوية العشبية والطبيعية او التركيز على تغيير النظام الغذائي الذي يعتقد ان له اكبر الاثر في مقاومة حمى القش. فعلى سبيل المثال قد يخفف تناول العسل من اعراض العطاس وتهيج الملتحمة. وقد يكون سبب في ذلك ان العسل يُدخل الى الجسم القليل من حبيبات الطلع التي ربما تعمل بطريقة ما على تمنيع الجسم ضد الارتكسات التحسسية تجاه حبوب الطلع التي تسبب حمى القش في المستقبل.
لهذا يشجع اختصاصيون على استخدام العلاجات الملطفة الطبيعية وفي حال عدم فعاليتها يمكن اللجوء الى الوسائل الاخرى، كملاحظة الاطعمة، فقد ثبت مثلا ان هناك علاقة بين انواع الاطعمة التي نتناولها وظهور التفاعلات التحسسية، لذا يجب اجراء فحوص طبية لتحديد ما يسبب الحساسية. ومن المؤكد ان حذف بعض الانواع وعدم تناولها سوف يساعد على ضبط اعراض حمى القش، خاصة بعد ان اصبح معروفا ان لبعض الاغذية القدرة على تحسيس الانسجة الرقيقة المتواجدة حول الانف والعينين بحيث تجعلها اكثر قابلية للارتكاس للمواد الحاملة للذرات والتي تكون عادة غير مؤذية كحبيبات الطلع.
وتشير عدة تحليلات مخبرية ودراسات الى ان اعراض حمى القش( الحساسية) بحد ذاتها ناجمة عن مادة تدعى الهيستامين، ولذلك تعتبر الادوية المضادة للهيستامين العلاج الرئيسي للحساسية، ولكن افراز هذه المادة من الجسم يمكن ايقافه بوسائل طبيعية ايضا، كما ان فيتامين سي وخلاصة الاناناس لهما تأثير مضاد طبيعي على الهيستامين،و يمكن ان يساعدا في ضبط اعراض حمى القش. كما ان نبات القراص يساعد في التخفيف من حدة اعراض الحمي .