سارة رفاعي من المنامة: كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة البحرينية عادل عبدالله ان البحرين تعاملت مع انفلونزا المسكيك بشفافية بعكس ما اسماها دول الجوار والمنطقة التي ما زالت تخفي ما لديها من حالات ولا تعلن عن الارقام الدقيقة بالمصابين لديها، مؤكدًا ان التوجيهات العليا في البحرين صدرت للتعامل بكل شفافية وصراحة لضمان وصول الحقيقة لدى كل مواطن ومقيم. وقال عبدالله في تصريح خاص لـ quot;إيلافquot; إن وزراء الصحة تطرقوا في اجتماعهم الاخيرة لما يثار من امكانية وجود مؤامرة من قبل شركات الادوية، إلا أن الوزراء اتفقوا على التركيز على عدم تفشي المرض في بلدناهم وصحة مواطنيهم والمقيمين باعتبارها الاولية. وأكد ان البحرين كانت الدولة الوحيدة في المنطقة التي قامت بمعالجة حالات الترانزيت المصابة وتوفير كافة السبل لها كالسكن والملبس ومن ثم توفير كافة الامكانات للعودة إلى الديار، بعكس ما قامت به دول عدة. وقال ان مرحلة الفيروس في البحرين وصلت إلى مرحلة الفيروس الزائر، وهو المنتقل من الخارج إلى الداخل عبر المسافرين، متوقعًا ان ينتقل المرض قريبًا إلى مرحلة الفيروس المتوطن والذي يبدأ من البحرين وينتشر داخلها، معربًا عن قلقه من توقع ارتفاع اعداد الاصابات بعد بدء موسم العام الدراسي في سبتمبر/أيلول القادم.

وزارة الصحة البحرينية اعربت عن قلقها من تزايد تسجيل حالات جديدة مصابة بانفلونزا المكسيك بعد عودة المسافرين من مختلف دول العالم، وذلك على الرغم من التحذيرات والارشادات التوعوية المختلفة التي تقوم بها بالتعاون مع عدد من الجهات لتجنب انتقال العدوى والاصابة بالفيروس، حيث سجلت البحرين 77 إصابة للفيروس حتى تاريخ 26 يوليو 2009 وذلك منذ اكتشاف أول حالة في مايو/أيار الماضي.

وعلى الرغم من تلك الارقام إلا ان وزارة الصحة البحرينية استطاعت ازالة شبح الرعب نسبيًا الذي أحاط بالمرض واعراضه وسرعة انتقاله في العالم عبر السياسة الاعلامية التوعوية التي اعتمدت على مبدا الشفافية والمصارحة والسرعة في الاعلان عن الاصابات وحالات الشفاء.

بداية قصة الانفلونزا في البحرين :

وحول تفاصيل تعامل البحرين مع الازمة قال عبدالله quot; منذ اول حالة صدرت على مستوى اعلان منظمة الصحة لاول حالة عقدنا اجتماع بعد اليوم الثالث من الاعلان برئاسة وزير الصحة وتدارسنا تفاصيل المرض وتاريخه، وادركنا ان هناك هلعًا وخوفًا سيصيبان الناس وذلك يتطلب مجهود كبير لتوعية المواطنينquot;.
واضاف quot; الوزير امر بتشكيل لجنة برئاسة وكيل الوزارة ، وتم تعيين ناطق رسمي باسم هذه اللجنة للتعامل مع هذا الوباء وتطوراته، كما تم عقد اجتماعات مع جميع المستشفيات الخاصة في البحرينquot;، مذكرًا أن اول حالة كانت لمشتبه فيه اميركي تم تحويله من المستشفى الاميركي الخاص بالجيش في 25 مايو/أيار ، وتم التعامل مع الموضوع بشفافية تامة وذلك وفقًا لقناعتنا بضرورة الاعلان رسميًا عن اي حالة او اصابة، كما تم تسجيل اول حالة رسميًا بعد اسبوع من الاميركي وهي لطالب بحرينيquot;.
وكشف عبدالله ان المسؤولين في وزارة الصحة واجهوا العديد من العراقيل والمصاعب سواء من المجتمع او على مستوى العاملين في وزارة الصحة ، وقال ان بعض الاسر لم تكن متقبلة لموضوع العزل الاجتماعي لابنائها المشبته في اصابتهم، الامر الذي دعا الوزارة إلى توعية الجمهور عبر وسائل الاعلام بأهمية التكاتف مع الوزارة، كما ان بعض الشبان كانوا يرفضون انهم مصابين بالمرض.
وبيّن أنّ الاحداث تطورات لاحقًا لعدم الرضى عن جناح العزل، وأصدر الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء توجيهاته لنقل المصابين إلى عزل جديد في مركز ابراهيم كانو، وذلك بعد اكتشاف 14 حالة جديدة.

خطط ومراحل للمواجهة :

أكد عبدالله أن الوزارة وضعت خطة متكاملة تحسبًا لانتشار مرض إنفلونزا المسكيك كوباء في البحرين تتضمن عدة مراحل، مشيرًا إلى أن المرحلة الاولى من الخطة تتضمن استخدام جناح العزل كما هو حاصل حاليًا، والمرحلة الثانية تتضمن استخدام مستشفى العجزة بالمحرق وبيوت الشباب والرياضة التي يتم الاستعدادات لتجهيزها اذا لزم الامر، والمرحلة الثالثة هي الاستعانة بمستشفى قوة دفاع البحرين والحرس الوطني، والمرحلة الاخيرة هي معالجة المرض مع العزل فى البيوت مع تقديم وزارة الصحة الادوية الكافية اللازمة للمرضى عدا الاطفال والحوامل.
وبالنسبة إلى الترتيبات لموسم الحج، أكّد عبدالله وصول التطعيمات اللازمة ضد مرض أنفلونزا المكسيك من الولايات المتحدة الاميركية منتصف أكتوبر/تشرين الاول المقبل أي قبل موسم الحج بأكثر من أسبوعين ما يعطي أهمية لهذا التطعيم الذي سيعطى لجميع الحجاج وأهاليهم.


توعية شاملة للجمهور والعاملين:

وكشف عبدالله ان الوزارة أطلقت حملات موسعة تستهدف المجمعات التجارية ومراكز التسوق للتوعية، إلى جانب تركيزها على العاملين في وزارة الصحة والممرضين الذي اصيب عدد منهم بالهلع عندما كانت تزورهم حالات مشتبه فيها، حيث تم اعداد برنامج توعوي وتثقيفي للمرض ليستهدف العاملين بالوزارة من خلال قيام أخصائيّي وأخصائيات برامج تعزيز الصحة بتقديم محاضرات عن المرض وكيفية الوقاية منه للعاملين بالوزارة.
وقال انه تزامنًا مع بدء موسم السفر نظمت وزارة الصحة عدة فعاليات تثقيفية عن مرض إنفلونزا المكسيك وذلك لتكثيف التوعية عن مرض انفلونزا المكسيك حيث أشتمل البرنامج على عرض أفلام تثقيفية وبعض الملصقات التثقيفية، كما قام المنظمون للفعاليات بتوزيع نشرات وكتيبات توعوية بهذا المرض.
وأكد أن هذه الخطوات تأتي بهدف نشر الوعي الصحي والتعريف بهذا المرض وكيفية الوقاية منه، وإنه يأتي ضمن خطة واسعة تقوم بها الوزارة لتستهدف من خلالها مرتادي المجمعات التجارية وغيرها. إضافة إلى قيام أخصائيي وأخصائيات برامج تعزيز الصحة بمباشرة الخط الساخن المخصص لتلقي الاستفسارات الخاصة بالمرض، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية للكوارث وإدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية.
وخصصت وزارة الصحة خطًا ساخنًا على مدار الساعة للتبيلغ عن الاصابات المشتبه بها والفعلية ، كما يقوم الخط الساخن بالرد الاستفسارات اولاً بأول، وتدعو وزارة الصحة المواطنين والمقيمين في حال الاشتباه التبليغ على الخطوط الساخنة التالية: هاتف: 17243183(+973) - 17246769 (+973)- 17277248 (+973) فاكس: 17251703 (+973) البريد الإلكتروني:
[email protected].
يُذكر أن وزارة الصحة، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة بدول مجلس التعاون، على اتصال تنسيقي عالي المستوى، لمتابعة تطورات الجائحة، وترصدها، والتعامل مع الحالات المشتبه فيها عبر منطقة شرق المتوسط عمومًا ودول مجلس التعاون خصوصًا.
ويرقد في العزل الصحي 24 مريضًا مصابًا بمرض إنفلونزا المكسيك، ويتم التحفظ على المصابين في العزل الصحي حتى التأكد من شفائها، وتقوم إدارة الصحة العامة بالوزارة بالاتصال بالمخالطين لإعطائهم جميع الإرشادات الصحية.