رانيا تادرس من عمان: لم يقوَ شبح إنفلونزا المكسيك ومخاوف انتشارها من إيقاف موائد الرحمن وانتشارها في الأردن على اعتبار أنّها طقس رمضاني أساسي يؤمّن قوت الفقراء ساعة الإفطار لسدّ جوعهم وعطشهم بعد ساعات صوم طويلة ودرجات حرارة حارقة. وعلى الرّغم من انتشار موائد الرحمن في رمضان اليوم، أصبح لها خصوصيّة وإيقاع مختلف يتماشى مع الإجراءات الاحترازيّة الصحيّة التي تحرص الجهات التي تنظّم تلك الموائد على تطبيقها عبر أساليب وقائيّة في تحضير تلك الوجبات وتوزيعهالمنع تفشّي وباء إنفلونزا المكسيك. وفي ظلّ تعدّد الجهات الحكوميّة والأهليّة التي تواظب على إقامة موائد الرحمن في رمضان، حرصت جهات منها إلى إيصال الوجبات إلى منازل الفقراء بدلاً من إقامة الخيم والتجمّعات البشريّة كبؤرة قد تساهم في نشر المرض وانتقاله بين المواطنين.

غير أنّ جهات أخرى حرصت على إقامة هذه الخيم كطقس رمضاني في خيم جهّزت بأعلى مستوى من حيث النظافة وشروط السلامة الصحيّة في تحضير الطعام وآليات توزيعه والتخلّص منه لضمان عدم انتشار أيّ مرض.
ومن الجهات الحكومية التي تقيم موائد الرحمن في الأردن، وبشكل سنوي، صندوق الزكاة حيث يقول مديره الدكتور علي القطارنة لـquot;إيلافquot; إنّ quot;هذا العام تأخذإقامة موائد الرحمنشكلاً آخر هو إلغاء إقامة تلك الخيم وجعل موائد الرحمن متنقّلة تصل إلى بيوت الفقراء قبل موعد الإفطارquot;.
وقد جاء هذا الإجراءلعدّة أسباب، كما يبيّن الدكتور القطارنة أنّ quot;الصندوق كان يدرس خيار كيفية إيصال الوجبات للفقراء خصوصًا أنّ الكثيرين ممّن يستحقّون طعام الموائد ليست لديهم القدرة للوصول إليها على غرار كبار السنوالأطفال والحواملquot;. والسّبب الثاني الذي دفع بالصندوق إلى تبنّي فكرة توصيل الوجبات إلى بيوت الفقراء وقبل موعد الإفطار بساعة هو وباء إنفلونزا المكسيك الذي ظهر أخيرًا والمخاوف من انتشارها محليًّا في ظلّ وجود تجمّعات وفق الدكتور القطارنة.

وحول الشروط الصحيّة التي تتّبع في تجهيز تلك الوجبات يشير الدكتور إلىأنّ quot;المطعم الخاص الذي يجهّز تلك الوجبات يخضع لمراقبة لجنة سلامة صحيّة خصّصت من قبل وزارة الصحّة للإشراف اليومي على نوعيّة الطعام وإجراءات السلامة الصحيّةquot;.
ويتابع أنّ quot;هناك شروطًا فرضت على المطعم بأن يتمّ تجهيز الوجبات يوميًّا وأن تكون طازجة كما تغلّف كلّ وجبة تحتوي على ما يحتاجه الصائم في وجبة إفطارهquot;.
وجنّد الصندوق كلّ طاقاته لضمان توصيل هذه الوجبات إلى الصائمين عبر لجان الزكاة المنتشرة في المملكة والمقدّر عددها بحوالى الـ180 لجنة، إضافةً إلى متطوعين يصل عددهمإلى حوالىالـ1800 شاب لتوزيع نحو 50 ألف وجبة خلال شهر رمضان بحسب الدكتور القطارنة.

وتقول مديرة البرامج والبحوث الاجتماعية عبلة عبد الغني إنّ إقامة موائد الرحمن بشكل خيم مستمرّ لهذا العام خصوصًا في ظلّ مراعاة الإجراءات الصحيّة الاحترازيّة ضد إنفلونزا المكسيكquot; وتضيف في حديثها إلى quot;إيلافquot; أنّ quot;وجبات الطعام تعدّ في مطبخ صحّي تمامًا، وعمليّة تغليف الطعام ونقله يتمّ في شروط صحيّةquot;.
وتزيد أنّ الخيم المعدّة لموائد الرحمن مجهزة تمامًا بما يتناسب مع شروط السلامة الصحيّة حيث الجهاتالمختصّة في الأردن تهتمّ بموقعها ونظافة تلك الخيم المنتشرة في المملكة.
ولا ترى عبد الغني بدورها أنّ تجمّعًا لمدّة ربع ساعة في خيم موائد الرحمن ينشر وباء الإنفلونزا، والسبب وراء ذلك أنّ كلّ شخص يأخذ وجبة مغلّفة، كما أنّ جوّ الخيمة نظيف، وكذلك يتمّ التخلّصمن الوجبات المتبقّية فور الانتهاء. كما لا تتمّ المشاركة في ما بين المواطنين في الوجبات بل إنّ لكلّ شخص وجبته الخاصة، إضافةً إلى تنظيف تلك الخيم قبل الفطور وبعدهوالتخلّص الفوري من الطعام الزائد.