طلال سلامة من روما: يسبب مرض سلس البول، أي تسرب البول لا إرادياً، حرجاً كبيراً يسبب بتوليد توترات اجتماعية وسؤ فهم وهجرة عاطفية تفصل بين الأزواج. بيد أن التواصل المستمر مع الطبيب أم الزوج(أو الزوجة) يساعد في عيش حياة جنسية هادئة، مهما كانت الظروف. لمن يعاني من سلسل البول يعتبر التحدث عن هذا المرض الخطوة الأولى التي يجب اتباعها لأجل إيجاد الحلول المناسبة. وإلا فان هذا المرض يتحول الى مصيبة تفتك بنمط الحياة، الاجتماعية والزوجية، يوماً تلو الآخر. على الصعيد الإيطالي، فان 20 في المئة تقريباً من النساء، اللواتي يعانين من هذا المرض، بغض النظر عن حدته، يشتكين من تهديد مباشر لحياتهن الجنسية ونوعية علاقاتهن مع الرجل وذلك بسبب quot;عارquot; مرضي، يرافقهن في كل لحظة، هو سلس البول. في هذا الصدد، تحدثت الدكتورة quot;أنتونيللا بريوليquot;، من مستشفى quot;سان جيوفاني بوسكوquot; بمدينة تورينو، عن حقائق هامة يجدر على المرض أخذها بالاعتبار.
* لدى النساء خاصة، نجد ارتداداً نفسياً هاماً من جراء إصابتهن بهذا المرض. لكن ما هي العوامل التي تثير هذا الارتداد؟
- ثمة عاملين أساسيين يقفان وراء مضاعفة التداعيات النفسية عليهن. من جهة، فإنهن يخشين من عدم القدرة على التحكم بالبول. وهذا كابوس كبير لا سيما ان كانت المرأة مصابة بسلس الإجهاد أم السلس الطارئ أم السلس المتنوع. ينجم سلس الإجهاد عن تسرب البول خلال أي جهد(حتى السعال أو العطس أو الضحك) يخلف ضغطاً على البطن مما يؤدي إلى دفع البول للخروج من المثانة. في ما يتعلق بالسلس الطارئ فان البول ينطلق نتيجة لدافع قوي بالتوجه إلى غرفة الحمام. ويمكن أن يكون التبول بصورة متقطعة وقد يحدث في كل نصف ساعة! أما السلس المتنوع فقد يحدث نتيجة التهابات مزمنة ومؤلمة في جدار المثانة. من جهة أخرى، تشعر المرأة أن صورة جسمها quot;مشوهةquot;. إذ هي تشعر أنها غير نظيفة وتفتقد السيطرة على وظيفة هامة بجسمها وهي مجبورة على وضع ملابس خاصة لاخفاء المشكلة.
* من يشعر أكثر بهذه المشكلة الرجل أم المرأة؟
- ان المرأة اكثر معنية بالتداعيات، على الصعيدين النفسي والمرضي. كما أن الحياة الجنسية لديهن هي الأكثر تأثراً. بالفعل، فان النساء المصابات بسلس الإجهاد أم السلس الطارئ أم السلس المتنوع(الذي يحوي مزايا سلس الإجهاد والسلس الطارئ(الملح)) يعانين كثيراً من هذه الحالة المرضية. ينبغي عليهن التحدث من اختصاصي لأجل إيجاد أفضل الطرق لمواجهة المرض وتجاوز حواجز الإحراج الناجمة عنه. عن طريق اتباع العلاج، الذي يمكن أن يكون على شكل أدوية أم حمية غذائية معينة، فإنهن يستطعن المواصلة في العيش، على مختلف الأصعدة ومن ضمنها الحياة الجنسية، بهدوء.
* إذن هل نستطيع القول ان استشارة الطبيب والتحدث مع الزوج من شأنه تحطيم الجدران التي تعيش المرأة داخلها بصمت ظالم يفرضها المرض عليها؟
- نعم. في أغلب الأوقات، تخاف المرأة(وكذلك الرجل) المصابة بسلس البول من أن يرفضها المجتمع أم يهزأ بها. هكذا، فإنها ترفض البوح عن سرها(المرض) مع رجلها. مع ذلك، فإنهن يبقين quot;مندهشاتquot; من الحقيقة السلسة التي تتجلى أمامهن عندما يتشجعن على التحدث مع الرجل أم الطبيب عن هذه المشكلة. فالعلاجات موجودة وفعالة في 90 في المئة من الحالات. باختصار فان التوعية والحوار المفتاحين الرئيسيين لقهر سلس البول والأحكام المسبقة المرتبطة به.
* ما هي هذه الأحكام المسبقة؟
- إنها متعددة الأوجه، وتختلف بين بيئة وأخرى وبين مجتمع آخر. وهي تنبع من جهل بحت، كما عدم إمكان استباق خطر هذا المرض أم التغلب عليه.
التعليقات